أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2022
1418
التاريخ: 23-1-2022
1469
التاريخ: 5-1-2021
2277
التاريخ: 29-1-2022
2004
|
روسيا والنظام العالمي الجديد
من بطرس الأكبر مرورا بستالين ومن ثم الآن بوتين، لم يهدأ التفكير الروسي بالنظر غربة وشرقا، والالتفات يمينا ويسارا، وهو يفي الخوف والهواجس والهوس من الإحاطة بها ومحاصرتها. فالجغرافيا كانت قد غدرت روسيا، فجعلتها تنكسف من مواقع كثيرة، بل يمكن القول إنه انتقام الجغرافيا الذي حرم روسيا من إطلالة بحرية على المياه الدافئة. في بواكير القرن العشرين شهدت روسيا تطورات كبيرة على خلفية هزيمتها بإزاء اليابان 1904/ 1905، وبعدها مقتتل القيصر الروسي نيكولاس الثاني وهو ما وفر البيئة المناسبة للتغيير وإعادة رسم خارطة صعودها في ظل مخرجات الثورة البلشفية في أكتوبر عام 1916 حتى انهيار المنظومة الاشتراكية، وفي هذا الصدد يقول تشرشل: استلم ستالين روسيا بمحراث خشبي وتركها بقنبلة ذرية.
بيد أن نهايات القرن العشرين شهدت تراجع كبيرة لروسيا بعدما جرى اختزال دورها ومكانتها، فقد دب الوهن والضعف في بنية الدولة والاقتصاد وتلامس حتى مع ممكناتها الأساسية وهما القوة العسكرية والنفط والغاز، اللذان يشكلان عمودي المكانة والدور للدولة الروسية التي ورثت الاتحاد السوفياتي. فالهم والتطلع الروسي الاستراتيجي تجسدت ملامحه في الشعار الرسمي لدولة روسيا الاتحادية، والذي يمثل النسر الإمبراطوري المزدوج (برأسين) الرأس، رأس ينظر نحو الشرق (آسيا) والأخر ينظر إلى الغرب (أوروبا)، وفوق النسر توجد ثلاثة تيجان تاريخية للقيصر بطرس الأكبر، ويظهر درع أحمر يصور القديس جاورجيوس يهاجم التنين ويهزمه، هذا الشعار يعيد بعث الصراع في هوية روسيا الاتحادية في توجهين أولهما نجو أوروبا وثانيهما التوجه الاوراسي الجديد.
وروسيا البوتينية شأنها شأن كل الدول الكبرى لم تنفك يوما عن التفكير في مجالات التزاحم على توسيع مجالها الحيوي، وتوظيف الجيوبوليتيك المتناج لها في ظل هذا التزاحم الشرس حتى من قبل دول اقليمية، وهو تزاحم متعدد ومتراكب بين قوى عدة، وهو ما يشي بحالة لم يشهدها تاريخ الصراع الدولي من قبل. ومتى ما توافرت لروسيا معالم القوة، فإنها تكون طامحة جدا لتوسيع نفوذها ومجالها الحيوي، والتأثير البعيد في المناطق النني تعتقد أنها تشكل ضرورة لأمنها القومي ومصالحها، فالروس على طول تاريخهم يمتلكهم الخوف من المحاصرة ومهووسون بالتمدد وبخاصة في المياه والبحار، وتدرك روسيا جيدا أن خاصرتها الضعيفة ليست اليابسة فلديها من القدرات العسكرية ما يجعلها أمينة، إلا أن الإشكالية الرئيسة لها تكمن في الحافات البحرية المطلة على الممرات نحو المياه الدافئة.
ولم يختلف الباحثون والمفكرون الاستراتيجيون في موضوعة جيواستراتيجية ومحورية المنطقة الممتدة من أوروبا الشرقية حتى حدود الصين ومن مصر إلى سيبيريا، والقاسم الجغرافي المشترك في كل هذه المساحة هي (روسيا الاوراسية) فهي القلب ومحور الصراع الاستراتيجي المعاصر, ومشروع اوراسيا لا يعد بديلا عن الاتحاد السوفيتي السابق كما يروج الغرب له، بل هو محاولة لمقاومة الحصار والخنق الأميركي لروسيا من خلال (حلف الناتو)، وهو ما يعبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (من أن أكبر كارثة جيوسياسية حصلت في القرن العشرين هي انهيار الاتحاد السوفيتي، ومن لم يحزن على انهياره لا قلب له، ومن يريد إعادته بحلته السابقة لا عقل له).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|