المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
إطلالة على موضوع مهارات التعلم
2024-11-25
أحكام الارضين
2024-11-25
استراتيجية التعلم بالعصف الذهني (التفاكر)
2024-11-25
العلاقات الاجتماعية الخاصة / العلاقة مع الزوجة والمرأة
2024-11-25
التربة المناسبة لزراعة الكرفس
2024-11-25
ذكر ما يتعلّق بالميت في وصيّته‌.
2024-11-25



أساليب السيطرة والإصلاح لصفة الخداع عند الأطفال  
  
1368   09:50 صباحاً   التاريخ: 19/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص212 ــ 215
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من أجل السيطرة واصلاح الأطفال ذوي المكر والخداع نستفيد من الاساليب التالية:

1ـ التوعية والتعليم: بالإمكان القول بأن الطفل لا علم له بقبح عمله. فلا يعلم بحدود سوء عمله وقبحه، ان افهام وتذكير الطفل بأن اسلوبه الذي يتبعه هو اسلوباً خاطئا، هذا الامر بإمكانه أن يكون مصدراً للبناء والتوعية، يجب أن يفهم الطفل بأن طريق الكرامة والطهر طريق مستقيم وذو قيمة بالنسبة للإنسان، وانه يستطيع من خلال هذا الطريق الوصول إلى الموفقية والنجاح. حتى ولو كان الوصول يحتاج إلى وقت أكثر.

فقد ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما خير بخير بعده نار).

2ـ الاعلان عن عدم حاجته إلى الخداع: في بعض الاحيان يجب ان يفهم الطفل بأن الوصول إلى الخير والسعادة أو الابتعاد عن الصدمات والضرر لا يحتاج إلى الحيلة والمكر. فهو لا يحتاج إلى التفكير في كيفية النفوذ في القلوب لأنه يستطيع بواسطة الصدق والصفاء أن يصل إلى هذه النتيجة.

ومن أجل هذا يجب على الوالدين والمربين ان يهيئوا الظروف المناسبة التي تجعل الطفل يعتمد عليهم. فيطمئن بأنه إذا ما سلك طريقاً مستقيماً وصحيحاً فإنه لا يتعرض إلى اذى أو صدمة، أو انه سوف لا يفقد محبة واهتمام والديه به.

3ـ رفع العوامل المساعدة: هناك علل كثيرة تكون سبباً لإيجاد هذه الصفة، فالقسم الاكبر من حيل الطفل ومكره ناتج من المحيط الذي يعيش فيه. فاذا استطعنا اصلاح المحيط. أو ابعاده عن الظروف والاخطاء التي توجد في ذلك المحيط فإننا نستطيع توفير شروط الاصلاح له فيجب ان لا نجامل أو نكذب امام الطفل وان نتجنب التملق والابتعاد عن الامور المخالفة للحقيقة. لكي يترعرع الطفل في بيئة امينة. فلا نعلمه سوء الاخلاق بدلاً من الادب أو نهديه إلى طرق الانحراف من أجل الحصول على منافعه.

4ـ وقايته وتسليحه: في بعض الاحيان يكون سبب انخراط الطفل في سلك المحتالين وأهل الخدعة بسبب عدم تسليحه من قبل الوالدين ومن يلون أمر تربيته بما يستطيع معه تجنب الوقوع في هذه الصفة. فيحتالون على طفلهم ولا يعلمون ما يفعلون. والطفل إذا ما رأى نفسه موفقاً في القيام بعمل ما فإنه يستمر على ذلك العمل. وعندما يشعر بأن اسلوبه مؤثراً وانه يستطيع بأية صورة ان يجعل الامور تسير لصالحه فإنه يسلك ذلك الطريق ويستفيد من ذلك الاسلوب، وعلى هذا الأساس يجب على الوالدين ان يكونوا على حذر وحيطة بان يُفهموا طفلهم بأنّهم على حذر ويفهمون حيلته ومكره.

5ـ الارضية المناسبة للتطور: في طريق التربية والبناء التي يجب ان تتوفر للطفل يجب ان نهيئ مستلزمات التطور والتحول لذلك الطفل فيحس بالموفقية والرفعة وان تكون حصيلة تفكيره في حياته وظروفها هي انه إذا ما سلك طريقاً صحيحا فان توفيقه ونجاحه سيكون حتمياً.

يجب ان نهيئ، عوامل نفوذه في المجتمع ويجب ان يحس بأنه شخصاً ضمن المجموعة التي يعيش ضمنها وله قيمته وشخصيته، يجب ان نفتح له حساباً ونكرمه ونعززه امام الاخرين. ونفهمه بأن لا حاجة للحيلة والمكر في طريق تقدمه.

6ـ الاهتمام بحقوقه: أن من عوالم الخداع هي الاحساس بالذلة والصغر الباطني أو النفاق الذي اوصله إلى هذه الظروف. وإذا ما فكرنا في أصل كل ذلك فإننا سنجد ان الامر يعود إلى عدم الاهتمام بحقوق الطفل.

فالأطفال يحتاجون إلى من يحتويهم ويحميهم ويحترمهم، يحتاجون إلى من يؤمن حاجياتهم بالأساليب المناسبة، وإذا لم تراع هذه الجوانب فإن الارضية تكون مساعدة لإصابة الطفل بصدمات أو اضرار روحية ونفسية حيث ينحرف الطفل عن الطريق المستقيم.

7ـ الاخطار الناجمة: وفي الختام نقول بأننا يجب ان نحذر الطفل من مغبة الاستمرار في الطريق الخاطئ، الذي سلكه وبأن ذلك الطريق طريق غير مناسب وغير ثابت ونتيجته الفضيحة. وزوال قيمة الانسان واعتباره وفقدان ثقة واعتماد الاخرين عليه. وكذلك يجب ان نذكره بأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بذلك والذي لا يرضى عنه الباري فإنه سيعاقب ويفتضح في الدنيا والاخرة وسوف لا ينال التوفيق المرجو وسيفقد ماء وجهه.

8ـ المراقبات الاخرى: يجب ان لا تكون ظروف الحياة بشكل تلجأ الطفل إلى الغش والحيلة، فيجب ان لا نكتم الحقيقة عن الطفل ويجب ان نعلمه قول الصدق والعمل الصالح والصحيح وطريق الصواب حتى ولو رأى الضرر في سلوكه.

يجب ان لا نبذر في باطنه بذر عدم الامن والاضطراب وان لا نفضحه أو نخجله، وان لا نذكر موفقية الآخرين ونجاحهم ونقيسها بوضعه فإن ذلك من عوامل جر الطفل إلى الانحراف والفساد، في التعامل مع الطفل يجب تجنب الحيلة والمكر وان لا نحرجه أو نخجله، ويجب ان ندرك موقفه وظروفه ونتحدث معه بصدق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.