المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



اسباب وعلل لجوء الطفل الى الاستقلال بعد فقد ابيه  
  
2184   09:40 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص78-80
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يمكننا الإشارة الى مواضيع متعددة فيما يتعلق بالأسباب والعلل ومن جملتها :

1ـ التغلب على الموانع والصعوبات والمشاكل العاطفية الناتجة عن موت الاب، فيسعى  ـ الطفل ـ من خلال طلب الحرية الى الهاء نفسه بأمر آخر، وإقناعها به وجبران الحرمان والنقص الذي حلّ به.

2ـ شروط ومقتضيات السن والإدراك والفهم، ورفض الحالة السابقة، وعدم الرضى عن الوضع الحالي، فيسعى للوقوف على قدميه باستقلال، والتفتيش عن مكان آخر له.

3ـ الإحساس بأن لا احد في البيت يستطيع مؤاخذتهم، وبأن أمهم ليس لها القدرة الكافية على الإشراف والسيطرة.

4ـ يمكننا اعتبار جريه وراء الاستقلال امراً ناشئاً عن الافكار والاوهام التي تخطر له، بسبب تلك الصدمة التي تعرض لها وجعلت منه إنساناً متشائماً من وضعه السابق والحالي.

5ـ الشعور بضغوط مبهمة على الحياة، والإحساس بوجود مسؤولية جديدة على عاتقه، ينبغي ان يتحملها، وحب الاستقلال وسيلة للهروب من مواجهة الضغوط والنهوض لتحمل المسؤولية.

6ـ وكما ذكرنا فإن لوسوسات الآخرين ومكرهم وخداعهم ومقدرتهم على التضليل اثراً عظيماً في هذا المجال، من خلال دورهم في إيجاد العوامل المسببة لحالته.

7ـ وربما كان الأمر بشكل آخر أحياناً كالفهم الخاطئ والاستغلال من خلال كلام الآخرين، له كأن يقال له بعد موت ابيه، مثلاً:ـ انك والحمد لله قد كبرت واصبحت شاباً، لست بحاجة الى أب، ولديك القدرة على النهوض مستقلاً، فعليك ان تكون رجل البيت، وعليك و.. الخ، فيخيل اليه الوجه الآخر من هذا الكلام المشبوه.

ـ في أي سن :

... إن حب الاستقلال يظهر في السنوات الأخيرة من مرحلة الطفولة وبداية الشباب، أي في السن التي انطلق فيها الاطفال بعيداً عن طفولتهم، ويشرعون بالمطالبة بالاستقلال وبذل المساعي والمحاولات الدؤوبة للحصول عليه.

وسيتضاعف جهدهم وسيأخذ شكلاً اكثر جدية عندما يتمكنون من التعبير عن ذلك، وعندما تقل حاجتهم للأب والأم ويصبحون قادرين على تأمين احتياجاتهم بأنفسهم سيتقدمون بتلك المطالبة بشكل أكثر علانية وقوة، وهكذا فإن المطالبة بالاستقلال والحرية امر يرافق الانسان في سنوات حياته، خصوصاً في السنة التي تظهر فيها الشخصية، فالطفل المقيد غير قادر على الكلام والمطالبة بهما، لأنه يشعر بنفسه مقيداً ومكبلاً؛ ولكن عندما تتوفر العوامل المناسبة للخلاص من هذا القيد وتسنح له الفرصة بذلك كموت الاب الذي يعد فرصة مناسبة له من هذه الناحية.

وكلما تقدم به السن اخذ هذا الطلب شكلاً اكثر قوة واستحكاماً، بأن ينهض ويقف معتمداً على نفسه وبعيداً عن إشراف الآخرين ومراقبتهم، وأن يبدأ حياته بنفسه، وان يغادر البيت إن كان ذلك ممكناً له، حتى لا يسمع صوت اوامر الآخرين وتحذيراتهم ونواهيهم، لذا عليه الاعتماد على شيء اصلب واقوى منه لتجنب الخضوع وفقد نفسه معاً.

إن غياب احد الوالدين يعني انتقال مسؤولية مساندة الطفل ومساعدته الى الآخر، فعلينا ان نهيء

العوامل المناسبة لجعله ينظر بصورة اكثر موضوعية وعقلانية الى مهاراته وامكاناته، وان يستخدم الوعي والشعور والتجارب فيما يقوم به من عمل.

ـ الاستفادة من هذه الفكرة :

إن اصل المطالبة بالاستقلال والحرية عند الطفل امر قطعي ومسلّم به، ولأن هذه الإرادة تنبعث من داخل الطفل كالحمم من البركان، فمن الضروري التعامل معها بأسلوب صحيح، والاستفادة منها في مجال نضج ورشد الطفل ومصلحته.

فالأمهات يستطعن استغلال هذه العوامل: توجيه الطفل وإرشاده الى الجهة المناسبة، من خلال إجباره، وتحريضه على القيام ببعض الاعمال الاسرية، وتسليمه جزءاً من المسؤوليات التي تتعلق بالذهاب والإياب، او عن طرق الاعتماد عليه جزئياً في مجال شراء متطلبات البيت والحياة.

وفي أحيان اخرى، اعرضوا عليه اختيارات متعددة، واطلبوا منه أن ينتخب من بين امرين او ثلاثة امور محددة امراً واحداً، دعوه يمارس أي فعالية او نشاط يروق له بشرط ان لا يسبب له او للآخرين ضرراً او اذى، لكي يخمد غليانه الداخلي من جهة ويشعر بنفسه حراً ومستقلاً من جهة اخرى، ولكن في جميع الاحوال علينا الانتباه ان لا يتجاوز الطفل حدوده، إن الابن عزيز لكن الادب اعزّ.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.