المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Edge Automorphism Group
8-4-2022
معنى لفظة إبل
1-2-2016
Vowels SQUARE
2024-03-01
الاخبار الواردة عن الحسين في المهدي
2-08-2015
صريع الدِلاء
30-12-2015
دراسة العلاقات العقلية
25-8-2016


الوزير أحمد بن عبد الملك بن شهيد  
  
1133   02:58 صباحاً   التاريخ: 8/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1 ص:380-381
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2022 2532
التاريخ: 4-7-2016 3290
التاريخ: 2024-05-06 681
التاريخ: 21-1-2023 1499

 

الوزير أحمد بن عبد الملك بن شهيد

ومما زين الله به دولة الناصر وزراؤه الذين من جملتهم ابن شهيد، قال في المطمح (1) : أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شهيد، مفخر الإمامة، وزهر تلك الكمامة، وحاجب (2) الناصر عبد الرحمن، وحامل الوزارتين على سموهما في ذلك الزمان، استقل بالوزارة على ثقلها، وتصرف فيها كيف شاء على حد نظرها والتفات مقلها، فظهر على أولئك الوزراء، واشتهر مع كثرة النظراء، وكانت إمارة عبد الرحمن أسعد إمارة، بعد عنها كل نفس بالسوء أمارة، فلم يطرقها صرف، ولم يرمقها محذور بطرف، ففرع الناس فيها هضاب الأماني وربها، ورتعت ظباؤها في ظلال ظباها، وهو أسد على براثنه رابض، وبطل أبدا على قائم سيفه قابض، يروع الروم طيفه، ويجوس خلا تلك الديار خوفه، ويروى بل يحسم كل آونة سيفه، وابن شهيد ينتج الآراء ويلقحها، وينقد تلك الأنحاء وينقحها، والدولة مشتملة بغنائه، متجملة بسنائه، وكرمه منتشر على الآمال، ويكسو الأولياء بذلك الإجمال، وكان له أدب تزخر لججه، وتبهر حججه، وشعره رقيق لا ينقد،ويكاد من اللطافة يعقد، فمن ذلك قوله:

ترى البدر منها طالعا فكأنما ... يجول وشاحاها على لؤلؤ رطب

(380)

بعيدة مهوى القرط مخطفة الحشا ... ومفعمة الخلخال مفعمة (3) القلب

من اللاء لم يرحلن فوق رواحل ... ولا سرن يوما في ركاب ولا ركب

ولا أبرزتهن المدام لنشوة ... وشدو كما تشدو القيان على الشرب وكان بينه وبين الوزير عبد الملك بن جهور متولي الأمر معه، ومشاركه في التدبير إذا حضر مجتمعه، منافسة، لم تنفصل لهما بها مداخلة ولا ملابسة، وكلاهما يتربص بصاحبه دائرة السوء، ويغص به غصص الأفق بالنوء، فاجتاز يوما على ربضه، وما إلى زيارته ولم تكن من غرضه، فلما استأمر عليه، تأخر خروج الإذن إليه، فثنى عنانه حنقا من حجابه، وضجرا من حجابه، وكتب إليه معرضا، وكان يلقب بالحمار:

أتيناك لا عن حاجة عرضت لنا ... إليك ولا قلب إليك مشوق

ولكننا زرنا بفضل حلومنا ... حمارا تولى برنا بعقوق (4) فراجعه ابن جهور يغض منه، بما كان يشيع عنه، بأن جده أبا هشام، كان بيطارا بالشام، بقوله:

حجبناك لما زرتنا غير تائق ... بقلب عدو في ثياب صديق

وما كان بيطار الشآم بموضع ... يباشر فيه برنا بخليق ومن شعره قوله يتغزل:

حلفت بمن رمى فأصاب قلبي ... وقلبه على جمر الصدود

لقد أودى تذكره بقلبي ... ولست أشك أن النفس تودي

 (381)

فقيد وهو موجود بقلبي ... فوا عجبا لموجود فقيد

 وقد تقدم الكلام على هدية ابن شهيد وبعض أخباره، رحمة الله عليه.

 

__________

(1) المطمح: 9 والمقتطفات الورقة 85 - 86) وانظر ترجمة الوزير ابن شهيد أيضا في الحلة 1: 237 وجذوة المقتبس: 123 (وبغية الملتمس رقم: 439)، وسقطت ترجمته من المغرب المطبوع.

(2) ك: وصاحب.

(3) ط ق: مقمعة.

(4) في ق ك:

ولكننا زرنا بفضل حلومنا ... فكيف تلاقي برنا بعقوق زالتصحيح عن الحميدي والحلة السيراء.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.