المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



المنصور وابن شهيد  
  
1238   10:37 صباحاً   التاريخ: 7/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:585
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/9/2022 1611
التاريخ: 2024-05-28 432
التاريخ: 2023-05-04 1465
التاريخ: 2023-09-17 1216

المنصور وابن شهيد

ومن المطمح (1) : أن المنصور لما فرغ من بناء الزاهرة غزا غزوة وأبعد فيها الإيغال، وغال فيه من عظماء الروم من غال، وحل من أرضهم ما لم يطرق، وراع منهم ما لم يرع قط ولم يفرق، وصدر صدرا سما به على كل حسناء عقيلة، وجلا به كل صفحة للحسن صقيلة، ودخل قرطبة دخولا لم يعهد، وشهد له فيها يوم مثله لم يشهد، وكان ابن شهيد متخلفا عن هذه الغزوة لنقرس عداه عائده، وحداه منتجعه ورائده، وابن شهيد هذا أحد حجاب (2) الناصر، وله على ابن أبي عامر أياد محكمة الأواصر، وهو الذي نهض به أول انبعاثه، وشفى أمره زمن التياثه، وخاصم المصحفي عنه بلسان من الحماية ألد، وتوخاه بإحسان قلده من الرعاية ما قلد، وأسمى رتبته، وحلى بإعظام جيده ولبته (3) ، وكان كثيرا ما يتحفه، ويصله ويلطفه، فلما صدر المنصور من غزوته هذه وقفل، نسي متاحفته وغفل (4) ، فكتب إليه ابن شهيد:

أنا شيخ والشيخ يهوى الصبايا ... يا بنفسي أقيك كل الرزايا

ورسول الإله أسهم في الفي ... ء لمن لم يخب فيه المطايا

 (585)

فاجعلني فديت أشكر معرو ... فك وابعث بها عذاب الثنايا فبعث إليه بعقيلة من عقائل الروم يكنفها ثلاث جوار، كأنهن نجوم سوار، وكتب إليه:

قد بعثنا بها كشمس النهار ... في ثلاث من المها أبكار

فاتئد واجتهد فإنك شيخ ... سلخ الليل عن بياض النهار

صانك الله عن كلالك فيها ... فمن العار كلة المسمار فكتب إليه ابن شهيد:

قد فضضنا ختام ذاك السوار ... واصطبغنا من النجيع الجاري

ونعمنا في ظل أنعم ليل ... ولهونا بالبدر ثم الدراري

وقضى الشيخ ما قضى بحسام ... ذي مضاء عضب الظبى بتار

فاصطنعه فليس يجزيك كفرا ... واتخذه سيفا على الكفار وقد قدمنا هذه الحكاية في أخبار المنصور من الباب الثالث (5) ، ولكنا أدناها هنا بلفظ المطمح لما فيه من العذوبة والفائدة الزائدة.

 

 

__________

 (1) لم يرد هذا النص في المطمح المطبوع.

(2) ط: أصحاب.

(3) ق: وحلى بأعظم جاه جيده ولبته. والعبار في ط دون لفظة " جيده " .

(4) ق: أو غفل.

(5) انظر ما سبق ص: 400 - 401.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.