أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
5576
التاريخ: 5/10/2022
2087
التاريخ: 8/10/2022
1285
التاريخ: 11-4-2016
3498
|
وعندما مات معاوية اعتبر الفريقان المتنفّذان في العراق أنّ الفرصة باتت مؤاتية :
أ - فريق أهل الدين الذين عاشوا آلام المسلمين وأحزنهم غياب سنة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وكانوا يستهدفون القضاء على النظام الملكي وإعادة الحكومة الإسلامية كما كانت في عصر الخلفاء السابقين على الأقل .
ب - السياسيون المحترفون اللاهثون وراء السلطة الذين كانوا يرومون وضع حدّ لتحكّم الشام بالعراق .
وفي الأيام التي كان العراق فيها يغصّ بالأحداث الخطيرة كان للأجواء في الشام طابع آخر .
كان يزيد في قرية حوارين[1] عندما هلك والده معاوية ، فعاد بمساعي والي الشام « الضحّاك بن قيس » إلى دمشق ليعلن نفسه خليفة للمسلمين ، وأسرع إلى محاولة تبديد مخاوفه من الأشخاص الذين سيعارضونه ، فكتب في الأيام الأولى من خلافته رسالة إلى حاكم المدينة طلب منه فيها أن يأخذ البيعة له من الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) وعبد اللّه بن عمر وعبد اللّه بن الزبير ، وكان واضحا من البداية أنّ الحسين ( عليه السّلام ) لن يبايع يزيد ، واعتبر ابن الزبير نفسه خليفة ، إلّا أنّ الناس تجاهلوه ، ولم يكن لابن عمر أيّ دور في الأوضاع ، فلن تحقّق بيعته أو عدمها أيّ ضرر بخلافة يزيد ، من هنا فإنّ يزيد لا يخشى إلّا الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) ويتعجّل أن يتبيّن موقفه .
وفي تلك الفترة كان من الطبيعي أن يختار العراق - الذي كان يتحيّن الفرص - ابن بنت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قائدا له ليحقّق أهداف المؤمنين المخلصين والسياسيين المحترفين في آن واحد ، باعتباره الشخص الوحيد الذي يمكنه إحياء سنّة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والقضاء على البدع ، وأنّه الوحيد القادر على استقطاب قلوب الناس بشرافة نسبه وجلالة قدره وكرامة نفسه وتقواه ، وهو الأشدّ رفضا للظلم ، ولهذا السبب رفض مبايعة يزيد .
ومن هنا تشكّلت المجالس وانعقدت الجماعات في الكوفة فكانت النتيجة أن وجّهت الدعوة إلى الحسين بن عليّ ابن بنت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في الحجاز لينتقل إلى العراق ، وتضمّنت الدعوة المؤكدة بأنّ أهل الكوفة على أهبة الاستعداد لقتال الأمويّين الذين غصبوا الحكم تحت راية الحسين ( عليه السّلام ) .
وقد بعث الحسين ( عليه السّلام ) ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومعه إجابات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) على رسائل الكوفيين . وقد التف الكوفيّون حول ابن عقيل ورحّبوا به وأكّدوا له مرّة أخرى استعدادهم لخوض الحرب ضدّ طغاة الشام تحت قيادة الحسين ، فأرسل إلى الحسين ( عليه السّلام ) رسالة أوضح فيها أنّ في الكوفة مئة ألف رجل يتعهّدون بمناصرة الإمام مشدّدا على ضرورة إسراع الإمام في التحرّك إلى العراق .
والمدهش أنّ رسائل بعثت في تلك الأيام من الكوفة إلى الشام تؤكّد ليزيد أنّه إذا أراد الكوفة فإنّ عليه أن يبعث عليها حاكما مقتدرا ، لأنّ حاكمها النعمان بن بشير أظهر ضعفا في تعاطيه مع الأحداث .
وقد تباحث يزيد في هذا الأمر مع مستشاره الرومي السيرجون ، الذي أشار عليه بتعيين عبيد اللّه بن زياد حاكما على الكوفة ، وبوصول ابن زياد إلى الكوفة تخلّى أهلها عن مسلم ، وأتاحوا لابن زياد قتله مع مضيّفه هانئ بن عروة ، ومن جهة أخرى كان الإمام الحسين وأهل بيته ( عليهم السّلام ) وعدد من أنصاره في الطريق إلى العراق ، والإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) يرافق والده في كل هذه الظروف العصيبة حتى وصلوا العراق[2].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|