أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
2888
التاريخ: 10-04-2015
3518
التاريخ: 1-11-2017
3427
التاريخ: 30-3-2016
4088
|
كانت الفترة الممتدّة بين عامي ( 66 و 75 ه ) بالنسبة للشام والحجاز والعراق فترة محن واضطرابات ، فلم يتحقّق في هذه المناطق الهدوء والأمن .
وشهد الحجاز هجوم قوات عبد الملك على مكة ومقتل عبد اللّه بن الزبير ، إلّا أنّ نصيب العراق من الاضطرابات كان أكبر من المنطقتين السابقتين . ويمكن القول بجرأة أنّ ما لحق بأهل العراق كان هو النتيجة الطبيعية لدعاء سبط الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) عليهم ، إذ رفع الإمام الحسين ( عليه السّلام ) يده بالدّعاء في كربلاء وقال :
« اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف وسلّط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأسا مصبّرة فإنّهم كذّبونا وخذلونا . . . »[1].
وانتقم اللّه تعالى من أهل العراق الذين كذّبوا الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) وخذلوه بواسطة رجل ارهابي مستبد هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان « لا يصبر عن سفك الدماء ، وارتكاب أمور لا يقدر عليها غيره »[2].
واتّخذ الحجّاج سجونا لا تقي من حرّ ولا برد ، وكان يعذّب المساجين بأقسى ألوان العذاب وأشدّه ، فكان يشدّ على يد السجين القصب الفارسي المشقوق ، ويجر عليه حتى يسيل دمه .
يقول المؤرّخون : إنّه مات في حبسه خمسون ألف رجل ، وثلاثون ألف امرأة منهنّ ستّ عشرة ألف مجرّدات ، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد[3] واحصي في سجنه ثلاثة وثلاثون ألف سجين لم يحبسوا في دين ولا تبعة[4] ، وكان يمرّ على أهل السجن فيقول لهم : إخسأوا فيها ولا تكلّمون[5].
وقد كان يسخر من المسلمين الذين يزورون قبر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ويقول : تبا لهم ، إنّما يطوفون بأعواد ورمّة بالية ، هلّا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ! ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله[6] ؟ !
وعهد عبد الملك بن مروان بالملك من بعده إلى ولده الوليد ، وأوصاه بالإرهابي الحجّاج خيرا ، وقال له : وانظر الحجاج فأكرمه ، فإنّه هو الذي وطّأ لكم المنابر وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناواك ، فلا تسمعنّ فيه قول أحد وأنت إليه أحوج منه إليك ، وادع الناس إذا متّ إلى البيعة ، فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا . . .[7].
ومثّلت هذه الوصية اندفاعاته نحو الشرّ حتى الساعات الأخيرة من حياته ، إذ لم يبق بعدها إلّا لحظات حتى وافته المنيّة ، وكانت وفاته في شوال سنة ( 86 ه )[8] وقد سئل عنه الحسن البصري فقال : ما أقول في رجل كان الحجاج سيئة من سيئاته[9].
[1] تاريخ الطبري : 5 / 451 وعنه في وقعة الطف : 254 وقريبا منه في الإرشاد : 2 / 110 ، 111 . وليس فيه : سنين كسنيّ يوسف ، ولا غلام ثقيف .
[2] حياة الحيوان : 167 .
[3] حياة الحيوان : 1 / 170 .
[4] معجم البلدان : 5 / 349 .
[5] تهذيب التهذيب : 2 / 212 .
[6] شرح النهج : 15 / 242 عن كتاب : افتراق هاشم وعبد شمس للدبّاس . وقد ورد الخبر قبله في الكامل للمبرّد : 1 / 222 . وفي سنن أبي داود : 4 / 209 والبداية والنهاية : 9 / 131 والنصائح الكافية لابن عقيل : 11 عن الجاحظ ، وفي رسائل الجاحظ : 2 / 16 .
[7] تاريخ الخلفاء : 220 .
[8] البداية والنهاية : 9 / 68 .
[9] مروج الذهب : 3 / 96 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|