المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

المعالجات الحيوية للنفط
2-2-2016
الحضارة
11-9-2016
حكم البسملة
2-12-2015
التحول النوراني
23-9-2021
خـط التـوسـع او خـط الانـتـاج product line
2023-05-08
غزو المسلمين بلاد النوبة وبلاد برقة وسائر فتوحاتهم الواصلة الى صوفيطولة المعروفة بصفطورة.
2023-09-17


العلاقات العاطفية في الوسط الشبابي  
  
1812   09:45 صباحاً   التاريخ: 2/10/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص61 ــ 64
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

الانسان كائن فُطر على التواصل مع الاخرين وهي حقيقة مستندة الى قواعد فلسفية واخلاقية واجتماعية ونجد انطلاق (فلسفة أرسطو الأخلاقية من قاعدة عرّف فيها الإنسان بأنّه مدني اجتماعي بطبعه، فهذه الفطرة تجعل الإنسان متشوّقا للاجتماع مع غيره)(1)،  ويقرر ذلك العلامة الطباطبائي قائلاً(2): كون النوع الانساني نوعا اجتماعيا لا يحتاج في إثباته إلى كثير بحث فكل فرد من هذا النوع مفطور على ذلك ولم يزل الانسان يعيش في حال الاجتماع على ما يحكيه التاريخ والآثار المشهودة الحاكية لأقدم العهود التي كان هذا النوع يعيش فيها ويحكم على هذه الأرض.

وقد أنبأ عنه القرآن أحسن إنباء في آيات كثيرة كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

يتواصل الانسان مع الاخرين عبر العواطف، بالحب والكره والبغض والرحمة والشفقة وعلى إثر هذه النوافذ العاطفية تتحدد نوع العلاقة وما ينتج عنها، من تواصل إيجابي او توتر وقلق وصدام او فتور او انسجام او انفصام وتباعد، وما نريد ان نسلط عليه الضوء الآن هو الحب.

ان الحب قوام حياة الانسان، وهو سبب نجاحاته في مشاريعه المتعددة، وهنالك جمل أخرى يمكن ان أصف بها الحب، وهي أشبه بالسرديات التي نسمعها كل يوم، يصف ذلك ريكور: (الحديث عن الحب أمر سهل جداً، أو قل إنه صعب جداً، كيف يمكن الحديث عن الحب دون الوقوع في المدح)(3)، فالقارئ ينتظر أثر هذا الحب في حياة الشباب، او كشاب ينتظر ان يعرف أثر هذا الحب.

حياة الشباب تتوجه نحو إقرار الذات والعمل على الظهور بشخصية مرموقة لها وزنها وإثرها، ومن ضمن تلك المميزات تنمو في داخل كل شاب فكرة الارتباط، حيث يعتبرها البعض جزء أساسي ومطلب مهم في نيل شخصية جيدة في المجتمع، وبعضهم يرى ان قوام حياة الشباب مرتبطة بالعلاقات العاطفية، وغيرها من الأسباب الكثيرة التي لا يخلو سبب التأثر منها ابداً، وهل يمكن للشاب ان يعيش دون ارتباط؟

هذا السؤال الجوهري الذي يواجهه العديد من الإباء والامهات، ويواجهه الشاب نفسه، حين يسأله خياله، واقعه، مجتمعه، رفاقه.. تنهال عليه بوابة الأسئلة من هذا النوع، حتى ان لم تتوجه اليه هذه الأسئلة من الاخرين والواقع، تبرز على شكل أسئلة فطرية بعض الأحيان، بسبب الغرائز والدوافع العاطفية للاقتران بالمرأة والارتباط بها، يفسر الارتباط بنحو غرائزي كالحاجة الإنسانية وأخرى على نحو تلفزيوني، غرامي، تأثري، انطباعي، محيطي!، يتأثر الشباب في مرحلة المراهقة بما يسمعون عن الحب وبما يشاهدون وبما يقرؤون، يفهمون بصورة عامة أن العلاقة العاطفية في مرحلة الإعدادية ضرورة يجدون فيها انفسهم، ثم تبدأ أفكارهم تنضج اكثر في المرحلة الجامعية، مرحلة (النضوج العاطفي)، يرون ان مفهوم الارتباط بدأ يتغير، ولا سيما بعد المرحلة الثالثة والرابعة من الدراسة، حيث يبدو للأغلب أن مفهوم العلاقة العاطفية والارتباط لا بد ان يخلص الى الزواج، ولم يكن في بدايات الارتباط هذا التفكير قائم بين الطرفين لا سيما في المراهقة وما بعدها بقليل، وهذا يرجع الى تفسير هذا الارتباط والنوع من العلاقة العاطفية، فالمشاهدات اليومية توضح ان التأثر بالقصص المعروفة ونشر الشعر وحفظ القصائد الوجدانية والعاطفية تمثل مستوى فهم الشباب للعلاقات العاطفية وان هذه العلاقة، عاطفية شديدة تميل الى التعصب في اغلب مراحلها، لا يغيب عنها الدافع الغرائزي بصورة اكبر والدوافع الأخرى بصورة ضئيلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الاخلاق في الإسلام والفلسفة القديمة، أسعد السحمراني، ص84.

2ـ الميزان في تفسير القران: السيد محمد حسين الطباطبائي، ج4، ص92.

3ـ الحب والعدالة: بول ريكور، ترجمة حسن الطالب، مراجعة، د. جورج زيناتي، الكاتب الجديد، ص24. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.