أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2023
1280
التاريخ: 26-1-2023
1211
التاريخ: 19-1-2016
2299
التاريخ: 2023-06-12
1275
|
الانسان كائن فُطر على التواصل مع الاخرين وهي حقيقة مستندة الى قواعد فلسفية واخلاقية واجتماعية ونجد انطلاق (فلسفة أرسطو الأخلاقية من قاعدة عرّف فيها الإنسان بأنّه مدني اجتماعي بطبعه، فهذه الفطرة تجعل الإنسان متشوّقا للاجتماع مع غيره)(1)، ويقرر ذلك العلامة الطباطبائي قائلاً(2): كون النوع الانساني نوعا اجتماعيا لا يحتاج في إثباته إلى كثير بحث فكل فرد من هذا النوع مفطور على ذلك ولم يزل الانسان يعيش في حال الاجتماع على ما يحكيه التاريخ والآثار المشهودة الحاكية لأقدم العهود التي كان هذا النوع يعيش فيها ويحكم على هذه الأرض.
وقد أنبأ عنه القرآن أحسن إنباء في آيات كثيرة كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
يتواصل الانسان مع الاخرين عبر العواطف، بالحب والكره والبغض والرحمة والشفقة وعلى إثر هذه النوافذ العاطفية تتحدد نوع العلاقة وما ينتج عنها، من تواصل إيجابي او توتر وقلق وصدام او فتور او انسجام او انفصام وتباعد، وما نريد ان نسلط عليه الضوء الآن هو الحب.
ان الحب قوام حياة الانسان، وهو سبب نجاحاته في مشاريعه المتعددة، وهنالك جمل أخرى يمكن ان أصف بها الحب، وهي أشبه بالسرديات التي نسمعها كل يوم، يصف ذلك ريكور: (الحديث عن الحب أمر سهل جداً، أو قل إنه صعب جداً، كيف يمكن الحديث عن الحب دون الوقوع في المدح)(3)، فالقارئ ينتظر أثر هذا الحب في حياة الشباب، او كشاب ينتظر ان يعرف أثر هذا الحب.
حياة الشباب تتوجه نحو إقرار الذات والعمل على الظهور بشخصية مرموقة لها وزنها وإثرها، ومن ضمن تلك المميزات تنمو في داخل كل شاب فكرة الارتباط، حيث يعتبرها البعض جزء أساسي ومطلب مهم في نيل شخصية جيدة في المجتمع، وبعضهم يرى ان قوام حياة الشباب مرتبطة بالعلاقات العاطفية، وغيرها من الأسباب الكثيرة التي لا يخلو سبب التأثر منها ابداً، وهل يمكن للشاب ان يعيش دون ارتباط؟
هذا السؤال الجوهري الذي يواجهه العديد من الإباء والامهات، ويواجهه الشاب نفسه، حين يسأله خياله، واقعه، مجتمعه، رفاقه.. تنهال عليه بوابة الأسئلة من هذا النوع، حتى ان لم تتوجه اليه هذه الأسئلة من الاخرين والواقع، تبرز على شكل أسئلة فطرية بعض الأحيان، بسبب الغرائز والدوافع العاطفية للاقتران بالمرأة والارتباط بها، يفسر الارتباط بنحو غرائزي كالحاجة الإنسانية وأخرى على نحو تلفزيوني، غرامي، تأثري، انطباعي، محيطي!، يتأثر الشباب في مرحلة المراهقة بما يسمعون عن الحب وبما يشاهدون وبما يقرؤون، يفهمون بصورة عامة أن العلاقة العاطفية في مرحلة الإعدادية ضرورة يجدون فيها انفسهم، ثم تبدأ أفكارهم تنضج اكثر في المرحلة الجامعية، مرحلة (النضوج العاطفي)، يرون ان مفهوم الارتباط بدأ يتغير، ولا سيما بعد المرحلة الثالثة والرابعة من الدراسة، حيث يبدو للأغلب أن مفهوم العلاقة العاطفية والارتباط لا بد ان يخلص الى الزواج، ولم يكن في بدايات الارتباط هذا التفكير قائم بين الطرفين لا سيما في المراهقة وما بعدها بقليل، وهذا يرجع الى تفسير هذا الارتباط والنوع من العلاقة العاطفية، فالمشاهدات اليومية توضح ان التأثر بالقصص المعروفة ونشر الشعر وحفظ القصائد الوجدانية والعاطفية تمثل مستوى فهم الشباب للعلاقات العاطفية وان هذه العلاقة، عاطفية شديدة تميل الى التعصب في اغلب مراحلها، لا يغيب عنها الدافع الغرائزي بصورة اكبر والدوافع الأخرى بصورة ضئيلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الاخلاق في الإسلام والفلسفة القديمة، أسعد السحمراني، ص84.
2ـ الميزان في تفسير القران: السيد محمد حسين الطباطبائي، ج4، ص92.
3ـ الحب والعدالة: بول ريكور، ترجمة حسن الطالب، مراجعة، د. جورج زيناتي، الكاتب الجديد، ص24.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|