أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-26
974
التاريخ: 10/9/2022
1615
التاريخ: 8-4-2021
2212
التاريخ: 9-4-2022
2341
|
ان الأجواء والظروف المحيطة بالفرد لها تأثيرها الفعال في تشييد أو هدم الأسس الدينية والأخلاقية لديه، فنحن نؤمن اليوم، وحتى من الوجهة العلمية، بأن البيئة الفاسدة تشكل أرضية خصبة للفساد، والأجواء السليمة والصالحة تمهد الأرض للصلاح والسعادة.
إن للبيئة والأجواء الاجتماعية دورها في إصلاح أو إفساد الأشخاص، الى درجة دفعت بالكثير من علماء النفس، والمتخصصين في علم النفس الاجتماعي، ومن ورائهم المنظرين السياسيين، والفلاسفة الى إلقاء تبعية جميع الجرائم والانحرافات على البيئة الاجتماعية، والنظام الحاكم في ذلك المجتمع، حتى إنهم اعتبروا معاقبة المجرم إجراء خاطئاً؛ وقالوا: إنه فعل يستهدف المعلول لا العلة، وإن المجتمع والنظام السائد فيه أولى من الفرد إننا لا نعتقد بصواب هذا الرأي، ولا نتجاهل دور المسؤولية الفردية، ولكننا نرى أن قضية البيئة الاجتماعية ليست بالأمر الهَيّن.
ولو أننا تمعنا جيداً في التشريع الاسلامي لرأيناه يعتبر مجرد تواجد الانسان في بيئة ترتكب فيها الذنوب نوعاً من الذنب حتى مع عدم مشاركته فيه، فلا يبيح لأحد التواجد في مجالس الخمر والقمار حتى وإن كان لا يشرب الخمر ولا يقامر: «لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره»(1).
ولعل سبب ذلك هو: أن السيئة أو الوباء الناتج عن ارتكاب الذنب يُسَممُ أجواء الروح، ويغشي ظلامها معاقل القلب؛ وقد يكون هذا هو السبب الكامن وراء عدم جواز عيش المؤمن في الأجواء الموبوءة والملوثة التي يعجز فيها عن حفظ دينه ومعتقده، وأدنى ما يتوجب عليه هو الهجرة والابتعاد بنفسه عن مصادر التلوث: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97].
ولهذا فإننا نعتقد بوجوب سلامة البيئة التي يعيش فيها الفرد، وأن تكون بناءة ومشجعة على العبادة والتقوى، فإقامة المخيمات، أو البرامج اليومية التي تطبق فيها المفاهيم الاسلامية جماعياً، كإقامة الصلاة مثلاً بعد الطعام، والرياضة، لها أثر كبير وفاعل.
وعلى العكس من ذلك الأجواء الفاسدة والملوثة، فهي تجر الانسان نحو الرذيلة والمعاصي؛ فشيوع الانحراف والفساد في المجتمع، وانتشار البرامج الهادفة الى إلهاء الناس، والانغماس في السكر والتغافل، والمشاركة في مجالس الفسق والفجور، وزج الأطفال في التجمعات التي يكثر فيها الضلال والاضلال، يغطي القلوب بغشاوة تجعل الانسان في زمرة أولئك الذين: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة:7].
_______________________________
(1) الكافي: 2 /374 ح1، عنه بحار الأنوار 74 / 199 ح38.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|