المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



إمكان إعدام العالم وامتناع إعادة المعدوم  
  
1865   11:38 صباحاً   التاريخ: 16/9/2022
المؤلف : الشيخ جمال الدين احمد بن علي الكفعمي
الكتاب أو المصدر : معارج الافهام الى علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 141
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

[في إمكان إعدام العالم]

العالم ممكن, وكل ممكن يجوز عدمه, فهذا العالم يجوز عدمه, والمقدمتان تقدمتا, ولأنه لو امتنع فإن كان لذاته لزم الوجوب وهو باطل, وإن كان لغيره كان جائزاً نظراً إلى ذاته. ومنع الحكماء([1]) ضعيف.

وهل يقع هذا الجائز؟ منع أبو الحسين([2])([3]) وإلا لما أعيد واللازم باطل بالإجماع على وقوع المعاد, وبيان الملازمة بامتناع إعادة المعدوم كما يجيء وجوزه آخرون لقوله تعالى: { كل شيء هالك} وأوّله بخروجه عن الانتفاع(4), ويجوز انحراف الأفلاك وانتشار الكواكب لأنها ممكنة, والنقل متواتر بها, والعدم بالفاعل المختار لا بطريان الضد الذي هو الفناء, وأنه عرض قائم بنفسه تعدم به الجواهر ثم يعدم لذاته؛ فأبو هاشم فناء واحد, وأبو علي كل جوهر له فناء(5), وهذا باطل لاستحالة عرض لا في محل. وقول الكعبي(6): قائم بالمحل(7) باطل أيضاً لأنه يفتقر إلى الجوهر, فلو افتقر هو إليه دار.

 

[في إعادة المعدوم وامتناعه]

المحققون على امتناع إعادة المعدوم واعدوا لضرورة(8) لأن ما عدم لم يبق له هوية يشار إليها فيحكم عليها بصحة العود مع أن الحكم على الشيء مشروط بتحقيق ماهيته, ولو أعيد بعينه لزم تخلل العدم بين الشيء ونفسه وهو محال. وبيانه: أن الوجود الثاني إن كان هو الأول فهو ما قلناه, وإن كان غيره فهو ما طلبناه.

وقالت نفاة الأشاعرة بإعادته وإلا لخرج عن الإمكان إلى الامتناع وهو باطل لما ثبت من إمكانه الذاتي(9).

____________________________________

(1) حكاه عن الفلاسفة العلامة في معارج الفهم: 562, وقال: ذهب جمهور الفلاسفة إلى أن العالم ممكن لذاته واجب لغيره, وإن ذلك الغير يستحيل عدمه استحالة بالنظر إلى الغير.

(2) أبو الحسين في كتب الكلام ينصرف إلى أبي الحسين البصري المعتزلي محمد بن علي بن الطيب, الساكن ببغداد والدارس فيها, والمتوفي فيها سنة 436 هجرية, والمدفون في مقبرة الشونيزي [تاريخ بغداد 3: 10, وفيات الأعيان 4: 271].

(3) حكاه عن أبي الحسين البصري العلامة في معارج الفهم: 565.

(4) حكى العلامة في معارج الفهم: 566 عن المانعين أنهم قالوا: إن الهلاك هو الخروج عن الانتفاع.

(5) حكاه المحقق في المسلك في أصول الدين: 131, والعلامة في معارج الفهم: 571.

(6) هو عبد الله بن أحمد الكعبي تلميذ أبي الحسين الخياط من معتزلة بغداد, أصله من بلخ وعاش في بغداد ثم رجع إلى بلخ, توفي سنة 319 هجرية (طبقات المعتزلة: 88).

(7) حكاه المحقق في المسلك في أصول الدين: 131, والعلامة في معارج الفهم: 571.

(8) حكاه ابن ميثم في قواعد المرام: 147 والإيجي في المواقف 3: 466 عن الفلاسفة.

(9) حكاه في شرح المقاصد 5: 84 عن مكري الأشاعرة.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.