أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07
243
التاريخ: 22-11-2021
1629
التاريخ: 2024-08-23
294
التاريخ: 18-10-2016
795
|
وكان من دعائه (عليه السلام) إذا استقال من ذنوبه أو تضرّع في طلب العفو عن عيوبه:
اللَّهُمَّ يَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ يَسْتَغِيثُ الْمُذْنِبُونَ، وَيَا مَنْ إلَى ذِكْرِ إحْسَانِهِ يَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ، وَيَا مَنْ لِخِيفَتِهِ يَنْتَحِبُ الْخَاطِئُونَ (1) يَا اُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِش غَرِيبِ، وَيَا فَرَجَ كُلِّ مَكْرُوب كَئِيب (2) وَيَا غَوْثَ كُلِّ مَخْذُوَل فَرِيد، وَيَا عَضُدَ كُلِّ مُحْتَاج طَرِيد، أَنْتَ الَّذِي وَسِعْتَ كُلَّ شَيْء رَحْمَةً وَعِلْماً، وَأَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوق فِي نِعَمِكَ سَهْماً، وَأَنْتَ الَّذِيْ عَفْوُهُ أَعْلَى مِنْ عِقَابِهِ، وَأَنْتَ الَّذِي تَسْعَى رَحْمَتُهُ أَمَامَ غَضَبِهِ (3) وَأَنْتَ الَّذِي عَطَآؤُهُ أكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ، وَأَنْتَ الَّذِيْ اتَّسَعَ الْخَلاَئِقُ (4) كُلُّهُمْ فِي وُسْعِهِ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَرْغَبُ فِي جَزَاءِ (5) مَنْ أَعْطَاهُ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يُفْرِطُ (6) فِي عِقَابِ مَنْ عَصَاهُ (7) وَأَنَا يَا إلهِي عَبْدُكَ الَّذِي أَمَرْتَهُ بِالدُّعاءِ فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ (8) هَا أَنَا ذَا، يَا رَبِّ مَطْرُوحٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا الَّذِي أَوْقَرَتِ الْخَطَايَا ظَهْرَهُ، وَأَنا الَّذِي أَفْنَتِ الذُّنُوبُ عُمْرَهُ (9) وَأَنَا الَّذِي بِجَهْلِهِ عَصاكَ، وَلَمْ تَكُنْ أَهْلاً مِنْهُ لِذَاكَ، هَلْ أَنْتَ يَا إلهِي، رَاحِمٌ مَنْ دَعَاكَ فَأُبْلغَ فِي الدُّعَاءِ؟ أَمْ أَنْتَ غَافِرٌ لِمَنْ بَكَاكَ فَأُسْرِعَ فِي الْبُكَاءِ؟ (10) أَمْ أَنْتَ مُتَجَاوِزٌ عَمَّنْ عَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ تَذَلُّلاً؟ أَم أَنْتَ مُغْن مَنْ شَكَا إلَيْكَ فَقْرَهُ تَوَكُّلاً؟ إلهِي لاَ تُخيِّبْ مَنْ لا يَجدُ مُعْطِياً غَيْرَكَ، وَلاَ تَخْذُلْ (11) مَنْ لا يَسْتَغْنِي عَنْكَ بِأَحَد دُونَكَ، إلهِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي وَقَدْ أَقْبَلْتُ عَلَيْكَ، وَلا تَحْرِمْنِي وَقَـدْ رَغِبْتُ إلَيْكَ، وَلا تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ وَقَدْ انْتَصَبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنْتَ الَّذِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَارْحَمْنِي، وَأَنْتَ الَّذِي سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالعَفْوِ فَاعْفُ عَنِّي، قَـدْ تَرَى يَـا إلهِي فَيْضَ دَمْعِي مِنْ خِيفَتِكَ، وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَانْتِفَاضَ جَوَارِحِي(12) مِنْ هَيْبَتِكَ، كُلُّ ذَلِكَ حَياءً مِنِّكَ لِسُوءِ عَمَلِي، وَلِذَاكَ خَمَدَ صَوْتِي عَنِ الْجَارِ إلَيْكَ (13) وَكَلَّ لِسَانِي عَنْ مُنَاجَاتِكَ، يَا إلهِي فَلَكَ الْحَمْدُ فَكَم مِنْ غَائِبَة (14) سَتَرْتَهَا عَلَيَّ فَلَم تَفْضَحْنِي، وَكَمْ مِنْ ذنْبِ غَطَّيْتَهُ عَلَيَّ فَلَمْ تَشْهَرْنِي، وَكَمْ مِنْ شَائِبَة(15) أَلْمَمْتُ بِهَا فَلَمْ تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَهَا، وَلَمْ تُقَلِّدْنِي مَكْرُوهَ شَنَارِهَا، وَلَمْ تُبْدِ سَوْأَتَهَا لِمَنْ يَلْتَمِسُ مَعَايِبِي مِنْ جِيْرَتِي وَحَسَدَةِ نِعْمَتِكَ عِنْدِي، ثُمَّ لَمْ يَنْهَنِي ذَلِكَ عَنْ أَنْ جَرَيْتُ إلَى سُوءِ مَا عَهِدْتَ مِنّي، فَمَنْ أَجْهَلُ مِنِّي يَا إلهِيْ بِرُشْدِهِ؟ وَمَنْ أَغْفَلُ مِنِّي عَنْ حَظِّهِ؟ وَمَنْ أَبْعَدُ مِنِّي مِنِ اسْتِصْلاَحِ نَفْسِهِ حِيْنَ اُنْفِقُ مَا أَجْرَيْتَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ فِيمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَمَنْ أَبْعَدُ غَوْراً (16) فِي الْبَاطِلِ، وَأَشَدُّ إقْدَاماً عَلَى السُّوءِ مِنّي حِينَ أَقِفُ بَيْنَ دَعْوَتِكَ وَدَعْوَةِ الشَّيْطَانِ فَـأتَّبعُ دَعْوَتَهُ عَلَى غَيْرِ عَمىً مِنّي فِيْ مَعْرِفَة بِهِ وَلا نِسْيَان مِنْ حِفْظِي لَهُ؟ وَأَنَا حِينَئِذ مُوقِنٌ بِأَنَّ مُنْتَهَى دَعْوَتِكَ إلَى الْجَنَّةِ، وَمُنْتَهَى دَعْوَتِهِ إلَى النَّارِ. سُبْحَانَكَ مَا أَعْجَبَ مَا أَشْهَدُ بِهِ عَلَى نَفْسِي، وَاُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْتُوْمِ أَمْرِي، وَأَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ أَنَاتُكَ(17) عَنِّي، وَإبْطآؤُكَ عَنْ مُعَاجَلَتِي، وَلَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَرَمِي عَلَيْكَ، بَلْ تَأَنِّياً مِنْكَ لِي، وَتَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَيَّ، لانْ أَرْتَـدِعَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ الْمُسْخِطَةِ، وَاُقْلِعَ عَنْ سَيِّئَـاتِي الْمُخْلِقَةِ(18) وَلِاَنَّ عَفْوَكَ عَنّي أَحَبُّ إلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتِي، بَلْ أَنَا يَا إلهِي أكْثَرُ ذُنُوباً، وَأَقْبَحُ آثاراً، وَأَشْنَعُ أَفْعَالاً، وَأَشَدُّ فِي الْباطِلِ تَهَوُّراً، وَأَضْعَفُ عِنْدَ طَاعَتِكَ تَيَقُّظاً، وَأَقَلُّ لِوَعِيْدِكَ انْتِبَاهاً وَارْتِقَاباً مِنْ أَنْ أُحْصِيَ لَكَ عُيُوبِي، أَوْ أَقْدِرَ عَلَى ذِكْرِ ذُنُوبِي، وَإنَّمَا أُوبِّخُ بِهَذا نَفْسِي طَمَعَـاً فِي رَأْفَتِكَ الَّتِي بِهَـا صَلاَحُ أَمْرِ الْمُذْنِبِينَ، وَرَجَاءً لِرَحْمَتِكَ الَّتِي بِهَا فَكَاكُ رِقَابِ الْخَاطِئِينَ. اللَّهُمَّ وَهَذِهِ رَقَبَتِي قَدْ أَرَقَّتْهَا الذُّنُوبُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَعْتِقْهَا بِعَفْوِكَ، وَهَذَا ظَهْرِي قَدْ أَثْقَلَتْهُ الْخَطَايَـا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَخَفِّفْ عَنْهُ بِمَنِّكَ، يَا إلهِي لَوْ بَكَيْتُ إلَيْكَ حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيَّ (19) وَانْتَحَبْتُ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتِي، وَقُمْتُ لَكَ حَتَّى تَتَنَشَّرَ (20) قَدَمَايَ، وَرَكَعْتُ لَكَ حَتَّى يَنْخَلِعَ صُلْبِي، وَسَجَدْتُ لَكَ حَتَّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتَايَ، وَأكَلْتُ تُرَابَ الأرْضِ طُولَ عُمْرِي، وَشَرِبْتُ مَاءَ الرَّمَادِ آخِرَ دَهْرِي، وَذَكَرْتُكَ فِي خِلاَلِ ذَلِكَ حَتَّى يَكِلَّ لِسَانِي، ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ طَرْفِي إلَى آفَاقِ السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْكَ (21) مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذَلِكَ مَحْوَ سَيِّئَة (22) وَاحِـدَة مِنْ سَيِّئـاتِي، وَإنْ كُنْتَ تَغْفِـرُ لِي حِيْنَ أَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ، وَتَعْفُو عَنِّي حِينَ أَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ فَإنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِب لِيْ بِاسْتِحْقَاق، وَلا أَنَا أَهْلٌ لَهُ بِـاسْتِيجَاب، إذْ كَـانَ جَزَائِي مِنْكَ فِي أَوَّلِ مَا عَصَيْتُكَ النَّارَ، فَإنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَيْرُ ظَالِم لِيْ. إلهِي فَـإذْ قَـدْ تَغَمَّـدْتَنِي بِسِتْـرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْنِي، وَتَـأَنَّيْتَنِي بِكَـرَمِـكَ فَلَمْ تُعَـاجِلْنِي، وَحَلُمْتَ عَنِّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَمْ تُغَيِّـرْ نِعْمَتَـكَ عَلَيَّ، وَلَمْ تُكَـدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدِي، فَارْحَمْ طُولَ تَضَرُّعِيْ، وَشِـدَّةَ مَسْكَنَتِي، وَسُوءَ مَوْقِفِيْ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنِي مِنَ الْمَعَاصِي، وَاسْتَعْمِلْنِي بِالطَّاعَةِ، وَارْزُقْنِي حُسْنَ الإِنابَةِ(23) وَطَهِّرْنِي بِالتَّـوْبَةِ، وَأَيِّـدْنِي بِالْعِصْمَةِ، وَاسْتَصْلِحْنِي بِالْعَافِيَةِ، وَأَذِقْنِي حَلاَوَةَ الْمَغْفِـرَةِ، وَاجْعَلْنِي طَلِيقَ عَفْـوِكَ، وَعَتِيقَ رَحْمَتِكَ، وَاكْتُبْ لِي أَمَاناً مِنْ سَخَطِكَ، وَبَشِّرْنِي بِذلِكَ فِي الْعَاجِلِ دُونَ الآجِلِ، بُشْرى أَعْرِفُهَا، وَعَرِّفْنِي فِيهِ عَلاَمَةً أَتَبَيَّنُهَا، إنَّ ذلِكَ لاَ يَضيقُ عَلَيْكَ فِي وُسْعِكَ، وَلا يَتَكَأَّدُكَ فِي قُدْرَتِكَ، وَلا يَتَصَعَّدُكَ فِي أناتِكَ، وَلا يَؤودُك فِي جَزِيلِ هِباتِكَ الَّتِي دَلَّتْ عَلَيْهَا آيَاتُكَ، إنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحكُمُ مَا تُرِيدُ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ.
(1) قوله عليه السلام: ينتحب الخاطئون
وفي «خ» وبخطّ «ع» الخطّاؤون. والنحب بالحاء المهملة البكاء، والنحيب رفع الصوت بالبكاء والانتحاب البكاء بصوت طويل ومدّ، والانتحاب أيضاً مطاوعة نحبه ينحبه بمعنى فزعه يفزعه، والمناحبة المخاطبة والمراهبة.
(2) قوله عليه السلام: كئيب
الكأبة بالتحريك، والكآبة بالمدّ سوء الحال من الحزن وانكسار البال، وماء متكئّب ورماد متكئّب اللون، إذا ضرب إلى السواد، كما يكون وجه الكئيب، قاله الجوهري(1).
(3) قوله عليه السلام: أمام غضبه
فإنّ غضبه جلّ سلطانه من حيث رحمته الواسعة. وقد بسطنا تبيان الأمر في ذلك في كتبنا الحكميّة. وأيضاً رحمته الواسعة تسبق غضبه وتتعقّبه أيضاً، فإنّما غضبه سبحانه بين رحمتين من رحماته سابقة وعاقبة. على سياق ما في التنزيل الكريم من قوله عزّ من قائل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (2) إذ تعريف العسر وتنكير يسراً يعطي أنّ طبيعة العسر، بل كلّ فرد من أفرادها بين يسرين سابق وعاقب، فاللام الاُولى لتعريف الجنس وإفادة الاستغراق، والثانية لإفادة العهد.
(4) قوله عليه السلام: وأنت الذي اتّسع الخلائق
اتّسع مطاوعة وسعه الشيء بالكسر يسعه سعة فاتّسع هو فيه، وقد يكون أيضاً افتعالاً لذلك الشيء الذي يسعه في سعته إيّاه.
(5) قوله عليه السلام: وأنت الذي لا يرغب في جزاء
إذ أسماء الداعي والغاية الأخيرة التي هي غاية الغايات ومبدأ المبادئ في فعله تعالى وتقدّس مجرّد علمه سبحانه بنظام الخير، وما هو إلّا نفس مرتبة ذاته الحقّة من كلّ جهة لا غير.
(6) قوله عليه السلام: وأنت الذي لا يفرط
لا يفرط بضمّ الياء وكسر الراء من الإفراط، وهو الشطط ومجاوزة الحدّ، وعلى رواية «ع» برواية «ش» لا يفرط بفتح الياء وضمّ الراء، إمّا من فرط عليه يفرط، أي: عجّل وعدا، ومنه ما في التنزيل الكريم: {إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا} (3) أي: يعدو ويعجل، وإمّا من فرط في الأمر يفرط فرطاً، أي: قصّر فيه وضيّعه حتّى فات، وكذلك التفريط فيه، ومنه لا يفرط على رواية «س» بضمّ الياء وكسر الراء المشدّدة.
(7) قوله عليه السلام: في عقاب من عصاه
أي: لا يجاوز الحدّ في عقابه، فإنّ عقابه جلّ سلطانه وإن كان هو الأليم الشديد الذي لا يطاق إلّا أنّه دون الحدّ جدّاً بالقياس إلى استحقاق من عصاه، وفي رواية «س»: لا يفرط، إنّما معناه سبحانه لا يعاجل من عصاه بالأخذ، ولا يقصر في تأخير عقابه إمهالاً له للإنابة.
(8) قوله عليه السلام: لبّيك وسعديك
أي: لبّيت تلبية بعد تلبية، وساعدت على طاعتك يا ربّ مساعدة بعد مساعدة.
(9) قوله عليه السلام: أفنت الذنوب عمره
وفيما بخطّي سابقاً عمره بضمّتين وفتحة الراء.
(10) قوله عليه السلام: في البكاء
وفي «خ» البكا مقصوراً. والبكاء بالمدّ الصوت الذي يكون مع البكاء، وبالقصر الدموع وخروجها.
(11) قوله عليه السلام: ولا تخذل
بإعجام الخاء والذال من الخذلان، إمّا على صيغة المجهول، وإمّا على جزم اللام للنهي. وفي «خ» لا تخذل بإهمال الحاء إمّا على صيغة المعلوم. وحذل يحذل من باب علم يعلم، يقال: حذلت عينه، أي: سقط هدبها من بثرة تكون في أشفارها. وإمّا على صيغة المجهول من باب الإفعال، يقال: أحذل البكاء العين، قاله في القاموس(4).
(12) قوله عليه السلام: وانتفاض جوارحي
الانتفاض بالفاء والضاد المعجمة، وكذلك فيما بخطّي سالفاً، من نفضت الثوب والشجر: إذا حرّكته لينتفض. والنفض بالتحريك ما سقط من الورق والثمر.
وفي بعض نسخ الأصل بالقاف والضاد المعجمة، إمّا من تنفّضت الأرض عن الكمأة أي: تفطّرت، وإمّا بمعنى النقض بالكسر بمعنى الصوت، يقال: أنقضت العقاب أي: صوّتت، وكذلك الدجاجة، والإنقاض: أصوات صغار الإبل، وإمّا من أنقض الحمل ظهره، أي: أثقله، وأصله الصوت، والنقيض صوت المحامل والرحال.
(13) قوله عليه السلام: عن الجأر إليك
بفتح الجيم وإسكان الهمزة، وفي خ «ش» الجؤار، والجؤار بالضمّ وبالهمز رفع الصوت والاستغاثة، كذلك الجأر بالفتح وسكون الهمزة، ومنه {فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (5) أي: ترفعون أصواتكم بالدعاء، قال في الصحاح: الجؤار مثل الخوار، يقال جأر الثور يجأر أي: صاح، وقرأ بعضهم: {عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ} (6) بالجيم، حكاه الأخفش، وجأر الرجل إلى الله عزّ وجلّ، أي تضرّع بالدعاء (7).
(14) قوله عليه السلام: فكم من عائلة
بالياء لا بالهمزة، وكذلك فيما بخطّي فيما سلف، وفي أكثر النسخ «عائلة» بالهمزة، و «من» في نظائر هذه المقامات مزيدة، للاستغراق والاستيعاب والتكثير والتعميم، كما في التنزيل الكريم: {أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ} (8) من الاُولى للاستغراق، والثانية للابتداء.
(15) قوله عليه السلام: وكم من شائبة
الشائبة واحدة الشوائب، وهي الأقذار والأدناس، وفي «خ» شائنة بالنون بعد الهمزة، وهي متّجهة بحسب المعنى لا بحسب الرواية.
(16) قوله عليه السلام: ومن أبعد غوراً
أي: ذهاباً إلى غور الباطل وتوغّلاً فيه، من غار يغور، إذا أتى الغور فهو غائر، وغور كلّ شيء قعره، أو غوراً بمعنى غائراً، كما في التنزيل الكريم: {مَاؤُهَا غَوْرًا}(9) قال الجوهري في الصحاح: ماء غور أي: غائر (10).
(17) قوله عليه السلام: أناتك
أي: حلمك عنّي وتأخيرك في عقابي.
(18) قوله عليه السلام: عن سيّئاتي المخلّقة
أي: الجاعلة إيّاي كالثوب الخلق بالتحريك وهو البالي، قال في الصحاح: ثوب خلق أي: بال يستوي فيه المذكّر والمؤنّث؛ لأنّه في الأصل مصدر الأخلق وهو الأملس، والجمع خلقان (11).
(19) قوله عليه السلام: حتّى تسقط أشفار عيني
الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر، قال المطرّزي: شفر العين بالضّم منبت الأهداب، وقال الجوهري: الشفر حرف العين (12).
(20) قوله عليه السلام: تنشر
في الأصل: «تتنشّر» من باب التفّعل، وفي رواية «س» تنتشر من الانتشار، وهو الانتفاخ في عصب الدابة، ويكون ذلك من التعب.
(21) قوله عليه السلام: استحياءً منك
لطفاف التعبّد ونقصان الطاعة بالنظر إلى ما أنت تستحقّه بجلال عزّك العظيم وبهاء وجهك الكريم.
(22) قوله عليه السلام: ما استوجبت ذلك محو سيّئة
يعني نظراً إلى جبروت عزّك وجلالك، فإنّ سلطان علوّ مجده سبحانه وتعالى جناب كبريائه جلّ سلطانه يستحقّ أن يكون مطلق عصيانه بما هو عصيان له سيّئة كبيرة مخزية موبقة غير ممكنة الانجبار بتكاثر سوابغ الطاعات، وتضاعف بوالغ الحسنات بوجه من الوجوه أصلاً. فضروب المعاصي جميعاً سواءً سيّئة في ذلك بحسب كبرياء جناب المعصي وإن كانت هي بحسب خصوصيّات أنفسها، وبحسب لحاظات خصوصيّات درجات العاصين مختلفة في استحقاق العفو والصفح، وقابلة للانمحاء والانجبار بالتوبات والمكفّرات إذا عزل النظر عن تعاظم سلطان من حقّه أن يكون المطاع، ولم يلحظ من المعصي. وهذا ما رامه أمير المؤمنين صلوات الله وتسليماته عليه، حيث قال: «لا تنظر إلى ما عصيت انظر إلى من عصيت» فليتبصّر.
(23) قوله عليه السلام: وارزقني حسن الإنابة
الإنابة هي الإقبال على الطاعة، يقال: أناب إلى الله أي: أقبل، قاله الجوهري (13).
والإنابة أيضاً التوبة والرجوع عن منكر، يقال: أناب تاب ورجع، وإليه منابي أي: مرجعي، قاله السجستاني في غريب القرآن والزمخشري في الأساس (14).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الصحاح: 1 / 207.
2. سورة الشرح: 5.
3. سورة طه: 45.
4. القاموس: 3 / 356.
5. سورة النحل: 53.
6. سورة طه: 88.
7. الصحاح: 2 / 607.
8. سورة البقرة: 105.
9. سورة الكهف: 41.
10. الصحاح: 2 / 773.
11. الصحاح: 4 / 1472.
12. الصحاح: 2 / 701.
13. الصحاح: 1 / 229.
14. أساس البلاغة: ص 656 وغريب القرآن: ص 208.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|