المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

آثار البطالة
10-6-2022
Telegraphic speech
28-2-2022
Parts of a power supply
8-5-2021
ما الدليل من الكتاب والسنّة على الشفاعة؟
12-10-2020
الافراط والتفريط
11-9-2016
إعادة النظر في تحديد الأجرة في عقد الايجار
13-4-2016


المضاعفات والاضرار لصفة العجب والغرور  
  
1173   10:22 صباحاً   التاريخ: 2023-02-07
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص232 ــ 235
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الغرور والعجب لدى الاطفال وحتى عند الكبار تنتج عنه مضاعفات كثيرة. ولا يسعنا هنا في هذا المجال الضيق أن نحيط بكل ذلك. ولكن ومع رعاية الاختصار نذكر ما يلي:

ـ عندما يصل العجب إلى حد الافراط فان الانسان يكون عبداً اسيراً لهذه الصفة بحيث يخرج عن حالة الاتزان وهنا فإن الجهاز العصبي يتلقى صدمة كبيرة.

أ- في الجوانب الاجتماعية: الغرور والعجب يسبّب الكثير من الفشل في الحياة الاجتماعية. فالكثير من الحروب والاصطدامات والاحباطات والمصائب الاجتماعية ناجمة عن الغرور والعجب الذي استولى على من في أيديهم زمام الأمور، والكثير من الأشخاص سقطوا في الذل والهوان بسبب هذه الصفة، والكثير من البؤس الذي لحق بالناس كان بسبب هذه الصفة.

ففي الحياة الاجتماعية والعادية يكون العجب سبباً في أن ينظر الفرد إلى نفسه وكأنه أسمى وأرقى من الآخرين، وكأن الناس كلهم مدينون له وتكون الهفوة الصغيرة للآخرين كبيرة لديه، وإذا ما وصل إلى مرحلة الافراط في العجب فان هذه الحالة تلجأه إلى النزاع والخصومة مع الذين ينكرون فضله أو لا يريدون التملق له.

والعجب من العوامل المهمة والجذرية في ايجاد المشاحنات والمشاكسات فهي تجبر الافراد بصورة غير إرادية بأن يتصوّروا بأنّهم أفضل من الآخرين، فيتنازعون مع الافراد الافضل منهم وفي حالة عدم مقدرتهم على الجدال والخصومة فيشعرون بالكآبة وعدم الراحة والحزن. يسحقون الضعفاء بأرجلهم.

- وهذه الحالة عند الافراد تكون سبباً في القضاء على العلاقات فتُلجئ الشخص إلى مواجهة معلّمه وأبويه والآخرين والوقوف أمامهم، ويطلبون من الآخرين أن يقفوا خاضعين متواضعين امامهم. وهؤلاء عندما يحاولون الاختلاط في المجتمع وحيث يرون أن لا شخص يقبلهم فإن شدة الغمّ والغضب والحزن تصل بهم إلى حد يقدمون معه على الانتحار.

- في علاقاتهم مع الاخرين يلجأون إلى الدلال والغنج. وعندما ينجحوا نجاحاً بسيطاً فيشعرون وكأن الناس مدينون لهم. يعظمون اعمالهم الصغيرة عند الآخرين وهذا الأمر يجعلهم ينعزلون عن المجتمع بالتدريج ويبقون لوحدهم، فينفضّ الناس من حولهم ويصبحوا غرباء.

ب- في الجوانب الاخلاقية: يرى علماء الاخلاق ان العجب صفة سيئة وغير مرغوبة. لأن الانسان المصاب بهذه الآفة يكون دائماً معجباً بنفسه ولياقته فينسى هفواته ويحرم نفسه من التطور ويبتعد عن الاعتماد على الله ويتجرأ على القيام بالأعمال الشائنة ويستمر في ذلك.

وحسب ما ذهب إليه علماء الاخلاق فان هذه الخصلة تجعل الانسان يفور في أعماق الرذيلة ويغرق في سوء سلوكه. هؤلاء يصلون إلى نتيجة لا يرون فيها نقص أعمالهم ولا يفكرون في أن يقيّموا أنفسهم والظروف التي يمرون بها.

ان العجب يساعد على تجذر رذائل الاخلاق عند الشخص ويقضي على المحبة والألفة وينمّي حب التسلط والكبر والطمع، والتوسل بأي اسلوب لجلب رضاه، واصولاً فإن حسن التسلط يجعله يهوي في وادي الفشل والسقوط.

ج- وفي الخاتمة: ان كثرة العجب تكون ارضية لإيجاد فراغ فكري لدى الفرد وهذا الأمر يعطي للفرد الحق بالتفكير فيما يريد وأن يعمل بالصورة التي يرتضيها في التعامل مع الآخرين. وبالنتيجة فإن الفرد سيبقى على حاله من الغفلة والظلالة.

وعندما تتأصّل صفة العجب عند الآخرين فانهم لا يهتمون ولا يعطون لإرشاد وهداية الآخرين اُذناً صاغية، فيواصلون الاستمرار على أخطائهم وبشكل مكرر فيغلق في وجوههم طريق النجاح ولا يجدون طريقاً يُمكنهم من الاستفادة من موعظة وارشاد الآخرين.

فيتكبّرون ويستصغرون ذنوبهم، ويشهدون بعد ذلك فشلهم وسقوطهم بشكل متواصل. ويصل الأمر بهم إلى حد لا يستطيعون العيش بكرامة حيث تبرز لديهم الكثير من الاشتباهات والهفوات فلا يعبأون لها. وتمايلهم الشديد إلى أنفسهم يمثل خطراً كبيراً على الفضائل الاخلاقية من جملتها الميل إلى حب النوع. والتكبّر والغرور عبارة عن نتيجة من نتائج العجب، والغفلة ذلك يمثل خطراً كبيراً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.