أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-3-2022
1977
التاريخ: 28-11-2019
2156
التاريخ: 9/10/2022
1386
التاريخ: 2023-07-04
1438
|
الغرور والعجب لدى الاطفال وحتى عند الكبار تنتج عنه مضاعفات كثيرة. ولا يسعنا هنا في هذا المجال الضيق أن نحيط بكل ذلك. ولكن ومع رعاية الاختصار نذكر ما يلي:
ـ عندما يصل العجب إلى حد الافراط فان الانسان يكون عبداً اسيراً لهذه الصفة بحيث يخرج عن حالة الاتزان وهنا فإن الجهاز العصبي يتلقى صدمة كبيرة.
أ- في الجوانب الاجتماعية: الغرور والعجب يسبّب الكثير من الفشل في الحياة الاجتماعية. فالكثير من الحروب والاصطدامات والاحباطات والمصائب الاجتماعية ناجمة عن الغرور والعجب الذي استولى على من في أيديهم زمام الأمور، والكثير من الأشخاص سقطوا في الذل والهوان بسبب هذه الصفة، والكثير من البؤس الذي لحق بالناس كان بسبب هذه الصفة.
ففي الحياة الاجتماعية والعادية يكون العجب سبباً في أن ينظر الفرد إلى نفسه وكأنه أسمى وأرقى من الآخرين، وكأن الناس كلهم مدينون له وتكون الهفوة الصغيرة للآخرين كبيرة لديه، وإذا ما وصل إلى مرحلة الافراط في العجب فان هذه الحالة تلجأه إلى النزاع والخصومة مع الذين ينكرون فضله أو لا يريدون التملق له.
والعجب من العوامل المهمة والجذرية في ايجاد المشاحنات والمشاكسات فهي تجبر الافراد بصورة غير إرادية بأن يتصوّروا بأنّهم أفضل من الآخرين، فيتنازعون مع الافراد الافضل منهم وفي حالة عدم مقدرتهم على الجدال والخصومة فيشعرون بالكآبة وعدم الراحة والحزن. يسحقون الضعفاء بأرجلهم.
- وهذه الحالة عند الافراد تكون سبباً في القضاء على العلاقات فتُلجئ الشخص إلى مواجهة معلّمه وأبويه والآخرين والوقوف أمامهم، ويطلبون من الآخرين أن يقفوا خاضعين متواضعين امامهم. وهؤلاء عندما يحاولون الاختلاط في المجتمع وحيث يرون أن لا شخص يقبلهم فإن شدة الغمّ والغضب والحزن تصل بهم إلى حد يقدمون معه على الانتحار.
- في علاقاتهم مع الاخرين يلجأون إلى الدلال والغنج. وعندما ينجحوا نجاحاً بسيطاً فيشعرون وكأن الناس مدينون لهم. يعظمون اعمالهم الصغيرة عند الآخرين وهذا الأمر يجعلهم ينعزلون عن المجتمع بالتدريج ويبقون لوحدهم، فينفضّ الناس من حولهم ويصبحوا غرباء.
ب- في الجوانب الاخلاقية: يرى علماء الاخلاق ان العجب صفة سيئة وغير مرغوبة. لأن الانسان المصاب بهذه الآفة يكون دائماً معجباً بنفسه ولياقته فينسى هفواته ويحرم نفسه من التطور ويبتعد عن الاعتماد على الله ويتجرأ على القيام بالأعمال الشائنة ويستمر في ذلك.
وحسب ما ذهب إليه علماء الاخلاق فان هذه الخصلة تجعل الانسان يفور في أعماق الرذيلة ويغرق في سوء سلوكه. هؤلاء يصلون إلى نتيجة لا يرون فيها نقص أعمالهم ولا يفكرون في أن يقيّموا أنفسهم والظروف التي يمرون بها.
ان العجب يساعد على تجذر رذائل الاخلاق عند الشخص ويقضي على المحبة والألفة وينمّي حب التسلط والكبر والطمع، والتوسل بأي اسلوب لجلب رضاه، واصولاً فإن حسن التسلط يجعله يهوي في وادي الفشل والسقوط.
ج- وفي الخاتمة: ان كثرة العجب تكون ارضية لإيجاد فراغ فكري لدى الفرد وهذا الأمر يعطي للفرد الحق بالتفكير فيما يريد وأن يعمل بالصورة التي يرتضيها في التعامل مع الآخرين. وبالنتيجة فإن الفرد سيبقى على حاله من الغفلة والظلالة.
وعندما تتأصّل صفة العجب عند الآخرين فانهم لا يهتمون ولا يعطون لإرشاد وهداية الآخرين اُذناً صاغية، فيواصلون الاستمرار على أخطائهم وبشكل مكرر فيغلق في وجوههم طريق النجاح ولا يجدون طريقاً يُمكنهم من الاستفادة من موعظة وارشاد الآخرين.
فيتكبّرون ويستصغرون ذنوبهم، ويشهدون بعد ذلك فشلهم وسقوطهم بشكل متواصل. ويصل الأمر بهم إلى حد لا يستطيعون العيش بكرامة حيث تبرز لديهم الكثير من الاشتباهات والهفوات فلا يعبأون لها. وتمايلهم الشديد إلى أنفسهم يمثل خطراً كبيراً على الفضائل الاخلاقية من جملتها الميل إلى حب النوع. والتكبّر والغرور عبارة عن نتيجة من نتائج العجب، والغفلة ذلك يمثل خطراً كبيراً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|