أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-11
1523
التاريخ: 2024-03-11
908
التاريخ: 2023-07-10
1309
التاريخ: 2024-01-06
869
|
رجع إلى بناء (1) الزهراء
قال بعض من أرخ الأندلس: كان يتصرف في عمارة الزهراء كل يوم من الخدام والفعلة عشرة آلاف رجل، ومن الدواب ألف وخمسمائة دابة، وكان من الرجال من له درهم ونصف ومن له الدرهمان والثلاثة، وكانيصرف فيها كل يوم من الصخر المنحوت المعدل ستة آلاف صخرة سوى الآجر والصخر غير المعدل، انتهى، وسيأتي في الزهراء (2) مزيد كلام.
وقال ابن حيان (3) : ابتدأ الناصر بناء الزهراء ألو يوم من محرم سنة 325، وجعل طولها من شرق إلى غرب ألفين وسبعمائة ذراع، وتكسيرها تسعمائة ألف ذراع وتسعون ألف ذراع، كذا نقله بعضهم، وللنظر فيه مجال، قال (4) : وكان يثيب على كل رخامة كبيرة أو صغيرة عشرة دنانير سوى ما كان يلزمه [من النفقة] (5) على قطعها ونقلها ومؤونة حملها (6) ، وجلب إليها الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من رية، والوردي والأخضر من إفريقية من إسفاقس وقرطاجنة، والحوض المنقوش المذهب من الشام، وقيل: من القسطنطينية، وفيه نقوش وتماثيل (7) على صور الإنسان، وليس له قيمة، ولما جلبه أحمد (8)
(526)
الفيلسوف - وقيل غيره - أمر الناصر بنصبه في وسط المجلس الشرقي المعروف بالمؤنس، ونصب عليه اثني عشر تمثالا، بنى في قصرها المجلس المسمى بقصر الخلافة، وكان سمكه من الذهب والرخام الغليظ في جرمه (9) الصافي لونه المتلونة أجناسه، وكانت حيطان هذا المجلس مثل ذلك وجعلت في وسطه اليتيمة التي أتحف الناصر بها أليون ملك القسطنطينية، وكانت قرامد هذه القصر من الذهب والفضة، وهذا المجلس في وسطه صهريج عظيم مملوء بالزئبق، وكان في كل جانب من هذا المجلس ثمانية أبواب قد انعقدت على حنايا من العاج والآبنوس المرصع بالذهب وأصناف الجواهر، قامت على سواري من الرخام الملون والبلور الصافي، وكانت الشمس تدخل على تلك الأبواب فيضرب شعاعها في صدر (10) المجلس وحيطانه فيصير من ذلك نور يأخذ بالأبصار، وكان الناصر إذا أراد أن يفزع أحدا من أهل مجلسه أومأ إلى أحد صقالبته فيحرك ذلك الزئبق فيظهر في المجلس كلمعان البرق من النور، ويأخذ بمجامع القلوب، حتى يخيل لكل من في المجلس أن المحل قد طار بهم، ما دام الزئبق يتحرك، وقيل: إن هذا المجلس كان يدور ويستقبل الشمس، وقيل: كان ثابتا على صفة (11) هذا الصهريج، وهذا المجلس لم يتقدم لأحد بناؤه في الجاهلية ولا في الإسلام وإنما تهيأ له لكثرة الزئبق عندهم، وكان بناء الزهراء في غاية الإتقان والحسن، وبها من المرمر والعمد كثير، وأجرى فيها المياه، وأحدق بها البساتين، وفيها يقول الشاعر السميسر (12) :
وقفت بالزهراء مستعبرا ... معتبرا أندب أشتاتا
فقلت: يا زهرا ألا فارجعي ... قالت: وهل يرجع من ماتا؟
(527)
فلم أزل أبكي وأبكي بها ... هيهات يغني الدمع هيهاتا
كأنما آثار من قد مضى ... نوادب يندبن أمواتا انتهى كلام هذا المؤرخ ملخصا، وسيأتي ما يوافق جله، ويخالف قله، والله سبحانه يعلم الأمر كله، فإنه ربما ينظر المتأمل هذا الكتاب فيجد في بعض الأخبار تخالفا، فيحمل ذلك على الغلط، وليس كذلك، وإنما السبب الحامل لذلك جلب كلام الناس بعباراتهم، والناقد البصير لا يخفاه مثل هذا، وربما يقع التكرار، وذلك من أجل ما ذكر، والله أعلم.
__________
(1) ك: أنباء.
(2) ق: الزاهرة.
(3) انظر مخطوط الرباط: 135.
(4) قارن بما جاء في أزهار الرياض 2: 270.
(5) زيادة من مخطوط الرباط.
(6) مخطوط الرباط: سوقها.
(7) ك: وتماثيل وصور.
(8) سماه في مخطوط الرباط: أحمد بن حزم الفيلسوف.
(9) في جرمه: سقطت من ك.
(10) ق ط ج: في سمك.
(11) ج ط: ضفة.
(12) مخطوط الرباط: 137.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|