المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06
إجراءات الاستعانة بالخبير
2024-11-06
آثار رأي الخبير
2024-11-06

ساعد الآخرين وساعد نفسك
9-10-2021
الإسلام شرط في صحة الصوم.
19-1-2016
زهد علي (عليه السلام)
22-10-2015
الختم الجزائي على قلوب الكفار
2023-10-08
سجن السندي
10-8-2016
مرض الخامج الذي يصيب نخيل التمر
10-1-2016


وصف ابن خلكان لبناء الزهراء  
  
1664   01:34 صباحاً   التاريخ: 22-8-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقرنفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب ي التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:524-525
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

وصف ابن خلكان لبناء الزهراء

وقال ابن خلكان (1) في ترجمة المعتمد بن عباد ما صورته (2) : الزهراء - بفتح الزاي وسكون الهاء وفتح الراء، وبعدها همزة ممدودة - [سراية] وهي من عجائب أبنية الدنيا، وأنشأها أبو المظفر (3) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الملقب بالناصر، أحد ملوك بني أمية بالأندلس، بالقرب من قرطبة، في أول سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومسافة ما بنيهما أربعة أميال وثلثا ميل، وطول الزهراء من الشرق إلى الغرب ألفان وسبعمائة ذراع، وعرضها من القبلة إلى الجنوب ألف وخمسمائة ذراع، وعدد السواري التي فيها أربعة آلاف سارية وثلاثمائة سارية، وعدد أبوابها يزيد على خمسة عشر ألف باب؛ وكان الناصر يقسم جباية البلاد أثلاثا: فثلث للجند، وثلث مدخر، وثلث ينفقه على عمارة الزهراء، وكانت جباية الأندلس خمسة آلاف ألف دينار وأربعمائة ألف

(524)

وثمانين ألف دينار، ومن السوق والمستخلص (4) سبعمائة ألف دينار وخمسة وستون ألف دينار، وهي من أهول ما بناه الإنس، وأجله خطرا، وأعظمه شأنا، ذكر ذلك كله ابن بشكوال في تاريخ الأندلس، انتهى كلامه.

وحكى في المطمح (5) أن الوزير الكبير الشهير أبا الحزم بن جهور قال وقد وقف على قصور الأمويين التي تقوضت أبنيتها، وعوضت من أنيسها بالوحوش (6) أفنيتها:

قلت يوما لدار قوم تفانوا: ... أين سكانك العزاز علينا؟

فأجابت: هنا أقاموا قليلا، ... ثم ساروا، ولست أعلم أينا وفيه (7) أن أبا عامر بن شهيد بات ليلة بإحدى كنائس قرطبة وقد فرشت بأضغاث آس، وعرشت بسرور وائتناس، وقرع النواقيس يهيج سمعه، وبرق الحميا يسرع (8) لمعه، والقس قد برز في عبدة المسيح، ومتوشحا بالزنانير أبدع توشيح، وقد هجروا الأفراح، واطرحوا النعم كل اطراح:

لا يعمدون إلى ماء بآنية ... إلا اغترافا من الغدران بالراح وأقام بينهم بعملها حميا، كأنما يرشف من كأسها شفة لميا، وهي تنفح له بأطيب عرف، كلما رشفها أعذب رشف، ثم ارتجل، بعدما ارتحل، فقال:

ولرب حان قد شممت بديره ... خمر الصبا مزجت بصرف عصيره

في فتية جعلوا السرور شعارهم ... متصاغرين تخشعا لكبيره

__________

(525)

والقس مما شاء طول مقامنا ... يدعو بعود حولنا بزبوره

يهدي لنا بالراح كل مصفر ... كالخشف خفره التماح خفيره

يتناول الظرفاء فيه وشربهم ... لسلافه، والأكل من خنزيره

 

__________

 (1) في ج: وقال ابن خلدون.

(2) وفيات الأعيان 4: 117.

(3) كذا في الأصول وابن خلكان، والصواب: أبو المطرف.

(4) ك: المستخلصة؛ ج ق ط: ومن السوق المستخلص.

(5) انظر المطمح: 15.

(6) ك: بالوحش.

(7) المطمح: 18.

(8) ق ط: يسرج.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.