أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2022
1021
التاريخ: 7-10-2016
1882
التاريخ: 7-10-2016
1771
التاريخ: 7-10-2016
1562
|
الأسباب المهيجة للغضب: الزهو (1)، والعجب، والهزل (2)، والهزء (3)، والذل، والتعيير، والمماراة (4) والمضادة، والعذر، وشدة الحرص على فضول المال والجاه.
وهي بأجمعها أخلاق رديئة مذمومة شرعا.
ولا خلاص عن الغضب مع بقاء هذه الأسباب، فلا بد من إزالتها بأضدادها، فينبغي أن يميت الزهو بالتواضع، والعجب بالمعرفة بنفسك، والفخر بمعرفة أنه من الرذائل وإنما الفخر بالفضائل، وأما الهزل فيزيله بالجد في طلب الفضائل والأخلاق الحسنة، وأما الهزء فيزيله بالتكرم عن إيذاء الناس وبصيانة النفس عن أن يستهزأ بك، وأما التعيير فبالحذر عن قول القبيح وصيانة النفس عن مر الجواب، وأما شدة الحرص على مزايا العيش فتزال بالقناعة بقدر الضرورة طلبا لعز الاستغناء وترفعاً عن ذل الحاجة.
وكل خلق من هذه الأخلاق يفتقر في علاجه إلى رياضة وتحمل مشقة، وأصل الرياضة في إزالة هذه الأخلاق يرجع إلى معرفة غوائلها لترغب النفس عنها وتنفر عن قبحها.
ثم المواظبة على مباشرة أضدادها مدة مديدة حتى تصير بالعادة مألوفة هينة على النفس، فاذا انمحت عن النفس فقد زكت وطهرت عن هذه الرذائل وتخلصت عن الغضب الذي يتولد منها (5).
وعلاجه عند هيجانه - كما أشير إليه في الأخبار المتقدمة – الاستعاذة من الشيطان، والجلوس إن كان قائماً، والاضطجاع إن كان جالسا (6)، والوضوء أو الغسل بالماء البارد (7).
قال (صلى الله عليه وآله): إذا غضب أحدكم فليتوضأ وليغتسل فإن الغضب من النار (8).
وأمر (صلى الله عليه وآله) بالاستعاذة من الشيطان، وأن يتفكر في ما ورد في فضائل كظم الغيظ والعفو والحلم والاحتمال (9).
قال الله تعالى في معرض المدح: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134].
وقال (صلى الله عليه وآله): من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى ربه قبل الله عذره، ومن خزن لسانه ستر الله عورته (10).
وقال (صلى الله عليه وآله): أشدكم من ملك (11) نفسه عند الغضب، وأحلمكم من عفا عند القدرة (12).
وقال (صلى الله عليه وآله): من أحب السبيل إلى الله تعالى جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر (13).
وعن السجاد (عليه السلام) قال: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم (14)، وما تجرعت جرعة أحب إلى من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها (15).
وعن الباقر (عليه السلام) قال: من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمناً وإيماناً يوم القيامة (16).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: نعم الجرعة (17) الغيظ (18) لمن صبر عليها، فإن عظيم الأجر لمن عظم (19) البلاء، وما أحب الله قوماً إلا ابتلاهم (20).
وعنه (عليه السلام) (21): ما من عبد كظم (22) غيظا إلا زاده الله تعالى عزا في الدنيا وعزا في الآخرة (23).
وعنه (عليه السلام) (24): من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه (25).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أعز الله بجهل قط، ولا أذل بحلم قط (26).
عن حفص (27) قال: بعث الصادق (عليه السلام) غلاماً له في حاجة فأبطأ، فخرج (عليه السلام) في أثره فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار (28).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الزهو: الكبر والعظمة. والمزهو: المعجب بنفسه.
كتاب العين، الفراهيدي: 4 / 73، مادة "زهو".
(2) الهزل: نقيض الجد. ورجل هزل ككتف: كثيره. والهزالة: الفكاهة.
القاموس المحيط، الفيروزآبادي: 4 / 69، فصل الهاء، مادة "الهزل".
(3) الهزء والهزؤ: السخرية.
لسان العرب، ابن منظور: 1 / 183، مادة "هزأ".
(4) الامتراء في الشيء: الشك فيه، وكذلك التماري. والمراء: المماراة والجدل.
لسان العرب، ابن منظور: 15 / 278، مادة "مرا".
(5) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 73 ـ 78، الباب الثالث في الغضب؛ إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 147 ـ 160، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد.
(6) إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 156، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، بيان علاج الغضب بعد هيجانه. ونص الحديث: ((إذا غضبت فإن كنت قائما فاقعد وإن كنت قاعدا فأتكئ وإن كنت متكئا فاضطجع)).
(7) انظر: بحار الأنوار، المجلسي: 70 / 272، كتاب الإيمان والكفر، باب 132 ذم الغضب ومدح التنمر في ذات الله.
(8) المصدر السابق.
(9) انظر: ما ورد في الغيظ والعفو والحلم والاحتمال ما يلي: الكافي، الكليني: 2 / 109، كتاب الإيمان والكفر، باب كظم الغيظ، و 2 / 107 باب العفو، و 2 / 111، باب الحلم؛ من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 2 / 274؛ الاختصاص، المفيد: 342؛ غرر الحكم، الآمدي : 246؛ روضة الواعظين، النيسابوري: 2 / 376.
(10) المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5 / 308 ـ 309، كتاب آفة الغضب والحقد والحسد، فضيلة كظم الغيظ.
(11) في الإحياء: "غلب" بدل "ملك".
(12) إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 157، كتاب ذم الغضب والحقد والحد، فضيلة كظم الغيظ.
(13) المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5 / 310، كتاب آفة الغضب والحقد والحسد، فضيلة كظم الغيظ.
(14) في الحديث "ما أحب بذل نفسي حمر النعم" هي بضم حاء وسكون ميم الإبل الحمر، وهي أنفس أموال النعم وأقواها وأجلدها، فجعلت كناية عن خير الدنيا كله.
مجمع البحرين، الطريحي: 1 / 573، باب الحاء.
(15) الكافي، الكليني: 2 / 109، كتاب الإيمان والكفر، باب كظم الغيظ/ ح1.
(16) الكافي، الكليني: 2 / 110، كتاب الإيمان والكفر، باب كظم الغيظ/ ح7.
(17) جرع الغيظ: كظمه وجرعه غصص الغيظ فتجرعه، أي: كظمه.
لسان العرب، ابن منظور: 8 / 46، مادة "جرع".
(18) الغيظ: غضب كامن للعاجز.
الصحاح، الجوهري: 3 / 1176، مادة "غيظ".
(19) في مجموعة ورام: "عظيم" بدل "عظم".
(20) مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 2 / 189.
(21) أي: الإمام الصادق (عليه السلام).
(22) كظم الرجل غيظه: اجترعه.
كتاب العين، الفراهيدي: 5 / 345، مادة "كظم".
(23) انظر: مشكاة الأنوار، الطبرسي: 217، الباب الرابع في آداب المعاشرة مع الناس وما يتصل بها، الفصل الحادي عشر في الحلم وكظم الغيظ والغضب.
(24) أي: الإمام الصادق (عليه السلام).
(25) المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5 / 310، كتاب آفة الغضب والحقد والحسد، فضيلة كظم الغيظ.
(26) الكافي، الكليني: 2 / 112، كتاب الإيمان والكفر، باب الحلم / ح5.
(27) حفص بن أبي عائشة المنقري بالولاء، الكوفي. محدث إمامي. روى عنه عبد الله الحجال.
الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، الشبستري: 1 / 431 / الرقم 871 ، المنقري.
(28) انظر: الكافي، الكليني: 2 / 112، كتاب الإيمان والكفر، باب الحلم/ح7.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|