المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الحسين بن الامام زين العابدين (عليه السلام)
15-04-2015
أحوال الناس في القبر وعالم البرزخ
9-08-2015
تفسير آية (89) من سورة المائدة
18-10-2017
التوكل والتفويض
18-7-2016
غزوة الحديبية
4-12-2016
السبع المثاني
2024-07-30


من تراث الشهيد: في رحاب أدب الإمام الحسين ( عليه السّلام )  
  
2046   04:04 مساءً   التاريخ: 29-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص234-236
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

لا ريب في أن الإمام الحسين ( عليه السّلام ) يعدّ امتدادا لجدّه وأبيه وأخيه من حيث المعرفة ومن حيث الاقتدار الفني في التعبير .

وقد جاء على لسان خصومهم « أنهم أهل بيت قد زقّوا العلم زقّا » ، و « أنها ألسنة بني هاشم التي تفلق الصخر وتغرف من البحر »[1].

وعلّق عمر بن سعد يوم عاشوراء على خطبة للإمام الحسين ( عليه السّلام ) : « إنّه ابن أبيه ، ولو وقف فيكم هكذا يوما جديدا ، لما انقطع ولما انقطع ولما حصر »[2] .

وقال أصحاب المقاتل عن كلماته وخطبه في كربلاء ويوم عاشوراء أنه لم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطقه من الحسين ( عليه السّلام )[3].

وبالرغم من قصر المدّة الزمنيّة لإمامته وعدم إتاحة الفرصة السياسيّة التي تفرض صياغة الخطب عادة بخاصّة أنّه ( عليه السّلام ) التزم بالهدنة التي عقدها أخوه ( عليه السّلام ) في زمن معاوية ، فقد اثر عنه ( عليه السّلام ) في ميدان الخطبة وغيرها أكثر من نموذج فضلا عن أنه ( عليه السّلام ) في زمن أبيه ( عليه السّلام ) قد ساهم في خطب المشاورة والحرب[4] ، وحشد فيها كل السمات الفنّية التي تتناسب والغرض الذي استهدف توصيله إلى الجمهور[5].

وأمّا خطب المعركة التي خاضها في الطف أو كربلاء ، حيث فجّرت هذه المناسبة عشرات الخطب منذ بدايتها إلى نهايتها ، فقد تنوّعت صياغة ومضمونا ، وتضمّنت التذكير بكتبهم التي أرسلوها إليه وبطاعة اللّه وبنصرته وبالتخليّ عن قتاله . وممّا جاء في أحدها : « تبّا لكم أيّتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين مؤدّين مستعدّين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم وحششتم علينا نارا قد حناها على عدوّكم وعدوّنا فأصبحتم إلبا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم إلّا الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم فيه . . . » .

واحتشدت هذه الخطبة بعناصر الفن المتنوعة بالإضافة إلى عنصري المحاكمة والعاطفة . وبمقدور المتذوّق الفني الصرف أن يلحظ ما تتضمّنه من دهشة فنّية مثيرة كل الإثارة[6].

والأشكال الأدبيّة الأخرى التي طرقها أدب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) هي الرسائل والخواطر والمقالة والأدعية والشعر[7] والحديث الفني .

ونشير إلى نموذجين من شعره بما يتناسب مع المجال هنا :

- 1 -

تبارك ذو العلا والكبرياء * تفرّد بالجلال وبالبقاء

وسوّى الموت بين الخلق طرّا * وكلّهم رهائن للفناء

ودنيانا - وإن ملنا إليها * وطال بها المتاع - إلى انقضاء

ألا إن الركون على غرور * إلى دار الفناء من الفناء

وقاطنها سريع الظعن عنها * وإن كان الحريص على الثواء[8]

- 2 -

اغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير اللّه من رازق

من ظنّ أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق

أو ظن أن المال من كسبه * زلّت به النعلان من حالق[9]

 

[1] المجالس السنية : 21 ، 28 ، 30 .

[2] المجالس السنية : 21 ، 28 ، 30 .

[3] المجالس السنية : 21 ، 28 ، 30 .

[4] راجع حياة الإمام الحسين في عهد أبيه ، في هذا الكتاب .

[5] تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي : 307 - 311 .

[6] تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي : 311 - 303 .

[7] للاطلاع التفصيلي على خصائص كل شكل في أدب الحسين ( عليه السّلام ) راجع تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي للدكتور محمود البستاني .

[8] عن ديوان الإمام الحسين : 4 / 115 .

[9] عن البداية والنهاية : 8 / 228 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.