أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
3558
التاريخ: 18-3-2016
3351
التاريخ: 18-3-2016
4405
التاريخ: 18-3-2016
3467
|
لا ريب في أن الإمام الحسين ( عليه السّلام ) يعدّ امتدادا لجدّه وأبيه وأخيه من حيث المعرفة ومن حيث الاقتدار الفني في التعبير .
وقد جاء على لسان خصومهم « أنهم أهل بيت قد زقّوا العلم زقّا » ، و « أنها ألسنة بني هاشم التي تفلق الصخر وتغرف من البحر »[1].
وعلّق عمر بن سعد يوم عاشوراء على خطبة للإمام الحسين ( عليه السّلام ) : « إنّه ابن أبيه ، ولو وقف فيكم هكذا يوما جديدا ، لما انقطع ولما انقطع ولما حصر »[2] .
وقال أصحاب المقاتل عن كلماته وخطبه في كربلاء ويوم عاشوراء أنه لم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطقه من الحسين ( عليه السّلام )[3].
وبالرغم من قصر المدّة الزمنيّة لإمامته وعدم إتاحة الفرصة السياسيّة التي تفرض صياغة الخطب عادة بخاصّة أنّه ( عليه السّلام ) التزم بالهدنة التي عقدها أخوه ( عليه السّلام ) في زمن معاوية ، فقد اثر عنه ( عليه السّلام ) في ميدان الخطبة وغيرها أكثر من نموذج فضلا عن أنه ( عليه السّلام ) في زمن أبيه ( عليه السّلام ) قد ساهم في خطب المشاورة والحرب[4] ، وحشد فيها كل السمات الفنّية التي تتناسب والغرض الذي استهدف توصيله إلى الجمهور[5].
وأمّا خطب المعركة التي خاضها في الطف أو كربلاء ، حيث فجّرت هذه المناسبة عشرات الخطب منذ بدايتها إلى نهايتها ، فقد تنوّعت صياغة ومضمونا ، وتضمّنت التذكير بكتبهم التي أرسلوها إليه وبطاعة اللّه وبنصرته وبالتخليّ عن قتاله . وممّا جاء في أحدها : « تبّا لكم أيّتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين مؤدّين مستعدّين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم وحششتم علينا نارا قد حناها على عدوّكم وعدوّنا فأصبحتم إلبا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم إلّا الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم فيه . . . » .
واحتشدت هذه الخطبة بعناصر الفن المتنوعة بالإضافة إلى عنصري المحاكمة والعاطفة . وبمقدور المتذوّق الفني الصرف أن يلحظ ما تتضمّنه من دهشة فنّية مثيرة كل الإثارة[6].
والأشكال الأدبيّة الأخرى التي طرقها أدب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) هي الرسائل والخواطر والمقالة والأدعية والشعر[7] والحديث الفني .
ونشير إلى نموذجين من شعره بما يتناسب مع المجال هنا :
- 1 -
تبارك ذو العلا والكبرياء * تفرّد بالجلال وبالبقاء
وسوّى الموت بين الخلق طرّا * وكلّهم رهائن للفناء
ودنيانا - وإن ملنا إليها * وطال بها المتاع - إلى انقضاء
ألا إن الركون على غرور * إلى دار الفناء من الفناء
وقاطنها سريع الظعن عنها * وإن كان الحريص على الثواء[8]
- 2 -
اغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق
واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير اللّه من رازق
من ظنّ أن الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق
أو ظن أن المال من كسبه * زلّت به النعلان من حالق[9]
[1] المجالس السنية : 21 ، 28 ، 30 .
[2] المجالس السنية : 21 ، 28 ، 30 .
[3] المجالس السنية : 21 ، 28 ، 30 .
[4] راجع حياة الإمام الحسين في عهد أبيه ، في هذا الكتاب .
[5] تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي : 307 - 311 .
[6] تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي : 311 - 303 .
[7] للاطلاع التفصيلي على خصائص كل شكل في أدب الحسين ( عليه السّلام ) راجع تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي للدكتور محمود البستاني .
[8] عن ديوان الإمام الحسين : 4 / 115 .
[9] عن البداية والنهاية : 8 / 228 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|