أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
941
التاريخ: 17-4-2018
791
التاريخ: 17-4-2018
4087
التاريخ: 17-4-2018
650
|
[قال] ( وعذاب القبر واقع ؛ لإمكانه ، وتواتر السمع بوقوعه ) عذاب القبر للكافر والفاسق ممّا اتّفق عليه سلف الأمّة قبل ظهور الخلاف ، واتّفق عليه الأكثر بعده. وأنكره ضرار بن عمرو وبشر المريسي وأكثر المتأخّرين من المعتزلة (1).
وللمثبتين : أنّه أمر ممكن أخبر به الصادق. أمّا إمكانه فظاهر. وأمّا
إخبار الصادق به ؛ فلقوله تعالى : {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:
46]. عطف في هذه الآية عذاب القيامة على العذاب الذي
هو عرض النار صباحا ومساء ، فعلم أنّه غيره وقبل قيام الساعة فهو في القبر ؛
ولقوله تعالى : {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا
اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11]، وإحدى
الحياتين ليس إلاّ في القبر ، ومن قال بالإحياء فيه قال بالعذاب أيضا ؛ وللأحاديث
المتواترة المعنى ، كقوله صلى الله عليه وآله : « القبر روضة من رياض الجنّة أو
حفرة من حفر النيران » (2).
وكما أنّه روي أنّه عليه الصلاة والسّلام مرّ بقبرين ، فقال : «
إنّهما يعذّبان وما يعذّبان عن كبيرة ؛ بل لأنّ أحدهما كان لا يستنزه عن البول ،
وأمّا الثاني فكان يمشي بالنميمة » (3) ، وكقوله صلى الله عليه وآله : « استنزهوا عن البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه » (4).
وكقوله صلى الله عليه وآله في حقّ سعد بن معاذ : « لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلف بها ضلوعه » (3).
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحاح.
واحتجّ المنكرون بقوله تعالى : {لَا يَذُوقُونَ
فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى } [الدخان: 56] ولو أحيوا في القبر لذاقوا موتتين.
والجواب : أنّ ذلك وصف لأهل الجنّة ، وضمير « فيها » للجنّة ، أي « لا
يذوقون أهل الجنّة في الجنّة الموت ، فلا ينقطع نعيمهم كما انقطع نعيم أهل الدنيا
بالموت ، فلا دلالة في الآية على انتفاء موتة أخرى بعد المسألة وقبل دخول الجنّة.
وأمّا قوله : { إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى } فهو تأكيد لعدم موته في الجنّة على سبيل التعليق بالمحال ، كأنّه قيل
: « لو أمكن ذوقهم الموتة لذاقوا في الجنّة الموت » ، لكنّه لا يمكن بلا شبهة ،
فلا يتصوّر موتهم فيها.
قالوا : إنّما يمكن العمل بالظواهر الّتي تمسّكتم بها إذا لم تكن
مخالفة للمعقول ، فإنّها على تقدير مخالفتها إيّاه يجب تأويلها وصرفها عن ظواهرها
، فلا يبقى لكم وجه احتجاج بها. ودليل مخالفتها للمعقول بأنّا نرى شخصا يصلب ويبقى
مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه ولا نشاهد فيه إحياء ولا مساءلة ، والقول بهما مع عدم
المشاهدة سفسطة ظاهرة.
وأبلغ منه كلّه من أكلته السباع والطيور وتفرّقت أجزاؤه في بطونها
وحواصلها. وأبلغ منه من أحرق فصار رمادا وذري في الرياح العاصفة شمالا وجنوبا
وقبولا ودبورا فإنّا نعلم عدم إحيائه ومساءلته وعذابه ضرورة.
وقد تحيّر الأصحاب في التفصّي عن هذا ، فقال القاضي وأتباعه في صورة
المصلوب : لا بعد في الإحياء والمساءلة مع عدم المشاهدة كما في صاحب السكتة فإنّه
حيّ مع أنّا لا نشاهد حياته ، وكما في رؤية النبيّ صلى الله عليه وآله جبرئيل عليه السلام وهو بين أظهر أصحابه مع ستره عليهم. وأمّا
الصورتان الأخريان فإنّ التمسّك بهما مبنيّ على اشتراط البنية في الحياة وهو ممنوع
عندنا ، فلا بعد حينئذ في أن تعاد الحياة إلى الأجزاء المتفرّقة أو بعضها وإن كان
خلافا للعادة ، فإنّ خوارق العادة غير ممتنعة في مقدور الله تعالى.
__________________
(1) لمزيد الاطّلاع
راجع « شرح المقاصد » 5 : 113.
(2) « سنن الترمذي
» 4 : 640 ، ح 2460 ؛ « مجمع الزوائد » 3 : 46 ، باب خطاب القبر.
(1) « سنن ابن ماجة » 1 : 125 ، ح 347 ؛ « سنن أبي داود » 1 : 6 ، ح
20 ؛ « سنن النسائي » 1 : 29 ـ 30 ، باب التنزّه عن البول ؛ « روضة الواعظين » 2 :
471.
(2) « سنن الدارقطني » 1 : 128 ، باب نجاسة البول
... ، ح 7 ؛ « نيل الأوطار » 1 : 114 ؛ « نصب الراية » 1 : 128.
(3) « تأويل مختلف الحديث » : 264 ، نحوه ؛ « مسند
الربيع » : 306.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|