المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من تراث الشهيد: في رحاب السنّة النبويّة المباركة  
  
1701   04:20 مساءً   التاريخ: 28-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص218-221
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

لقد عاصر الحسين جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وعاش في كنف الوحي والرسالة وارتضع من ثدي الإيمان ، فحمل هموم الرسالة الخاتمة كامّه وأبيه وأخيه ، وعلم أن سنة الرسول وسيرته هي المصدر الثاني للإشعاع الرسالي ، وأيقن بضرورة الاهتمام بهما وضرورة الوقوف أمام مؤامرات التحريف والتضييع ، ومنع التدوين التي تزعّمها جملة من كبار الصحابة وكيف واجهوا جدّه بكل صلف ، حذرا من انكشاف الحقائق التي تحول دون وصولهم للسلطة أو تعكّر عليهم صفوها .

ومن هنا نجد الحسين ( عليه السّلام ) يقف بكل شجاعة أمام هذا التآمر على الدين ، ويضحّي بأغلى ما لديه من أجل إحياء شريعة جدّه سيد المرسلين ، محقّقا شهادة جدّه الخالدة في حقّه : « حسين منّي وأنا من حسين » ، « ألا وإن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » .

وهكذا نجد في تراثه الرائع اعتناءه البليغ بنقل السيرة النبوية الشريفة ، والتحديث بسنّته والعمل بها وإحيائها ، ولو بلغ مستوى الثورة على من يتسلّح بها لمسخها وتشويهها .

قال صلوات اللّه عليه :

1 - « كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أحسن ما خلق اللّه خلقا »[1].

2 - وروى الحسين ( عليه السّلام ) - كأخيه الحسن وصفا دقيقا للرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وهديه في سيرته مع نفسه وأهل بيته وأصحابه ومجلسه وجلسائه ، أخذاه من أبيهما علي ( عليه السّلام ) وهو الذي ربّاه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) منذ نعومة أظفاره حتى التحاقه بالرفيق الأعلى . ونشير إلى مقطع من هذه السيرة . قال الحسين ( عليه السّلام ) فسألته عن سكوت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فقال :

« كان سكوته على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكّر . فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأمّا تفكّره ففيما يبقى أو يفنى . وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزّه ، وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي في صلاح امّته ، والقيام في ما جمع له من خير الدنيا والآخرة »[2].

3 - وروى أيضا أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أصبح وهو مهموم ، فقيل له : ما لك يا رسول اللّه ؟ فقال : « إني رأيت في المنام كأنّ بني اميّة يتعاورون منبري هذا » .

فقيل : يا رسول اللّه ! لا تهتم فإنها دنيا تنالهم ، فأنزل اللّه : وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ . . .[3].

4 - وروى أيضا أن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان إذا أكل طعاما يقول : « اللهم بارك لنا فيه ، وارزقنا خيرا منه » ، وإذا أكل لبنا أو شربه يقول : « اللهم بارك لنا فيه وارزقنا منه »[4].

وكان يرفع يديه إذا ابتهل ودعا يفصل بينهما كما يستطعم المسكين[5].

5 - وسئل عن الأذان وما يقول الناس فيه ، قال : « الوحي ينزل على نبيّكم ، وتزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد اللّه بن زيد ؟ ! بل سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) يقول : أهبط اللّه عزّ وجلّ ملكا حين عرج برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فأذّن مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثم قال له جبرئيل : يا محمّد هكذا أذان الصلاة »[6].

6 - وروى أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعث مع عليّ ( عليه السّلام ) ثلاثين فرسا في غزاة السلاسل فقال : « يا عليّ أتلو عليك آية في نفقة الخيل » : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً يا علي هي النفقة على الخيل ينفق الرجل سّرا وعلانية »[7].

وقد نقل ( عليه السّلام ) حوادث عصر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ممّا رآه مباشرة أو سمعه عن امّه أو أبيه وهما المعصومان من الزلل والمعتمدان في النقل[8].

 

[1] موسوعة كلمات الإمام الحسين : 571 ، عن كنز العمّال : 7 / 217 .

[2] موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 571 - 575 عن مجمع الزوائد : 8 / 274 ومعاني الأخبار : 79 .

[3] المصدر السابق : 575 عن الغدير : 8 / 248 .

[4] المصدر السابق : 578 عن عيون أخبار الرضا : 2 / 42 .

[5] المصدر السابق : عن بحار الأنوار : 16 / 287 .

[6] المصدر السابق : 683 عن مستدرك الوسائل : 4 / 17 .

[7] موسوعة كلمات الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 710 عن مستدرك الوسائل : 8 / 203 .

[8] راجع موسوعة كلمات الإمام الحسين وتتبع ما نقله عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.