أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016
2706
التاريخ: 21-9-2020
2984
التاريخ: 13-7-2022
1712
التاريخ: 31-10-2018
1737
|
يسرف أغلب الأطفال في مشاهدة التلفاز حتى ان متوسط ساعات مشاهدة التلفاز عندهم يفوق متوسط الوقت الذي يقضونه في المدرسة!، إن ما يعنينا ليس الوقت فقط، وإنما أيضاً ما يشاهده الطفل في التلفاز. إن الطفل مع بلوغه منتصف سن المراهقة يكون قد شاهد عشرات الآلاف من المشاهد العنيفة وآلاف الموتى سواء في أفلام الكرتون أو الأفلام الحقيقية وهذا فقط من خلال ساعات مشاهدته للتلفاز.
إن أكبر المخاطر التي تهدد الطفل من جراء مشاهدة التلفاز تعرضه لمشاهد العنف وقيم الحياة المتدنية. أما الخطر الثاني فهو أن التلفاز يمنع الطفل من مزاولة باقي أنشطته؛ فهو يلتهم الوقت الذي يجب أن يقضيه عادة في الجري، والقفز، واللعب، والحديث، والقراءة، والإبداع؛ هذا إن استطاع أن يتصدى لهذا الطوفان المحموم من العروض التي تنساب على شاشة التلفاز.
إن كنت أباً؛ فأنا أطلب منك أن تجرب شيئاً واحداً وهو أن تراقب ابنك وهو يشاهد التلفاز. قد تصيبك بعض القشعريرة عندما تجد عينيه تحملقان وهما خاويتان من أي تعبير وفمه مفتوح قليلاً بعد فترة مشاهدة وجيزة. لن تجد الطفل أبداً في مثل هذه الحالة من السلبية والتغييب أثناء ممارسته لأي نشاط آخر. وعلى العكس؛ عندما يقرأ الطفل تجد عقله يعمل بقوة لتخيل ما تصوره له الكلمات. كما ستجده متحمساً ونشطاً ويسعى لالتهام العالم من حوله وهو يلهو بسيارته أو يلعب في الحديقة أو عندما يذهب إلى السيرك. غير أنه عندما يشاهد التلفاز، تجده ينجرف ثانية في هذه الحملقة وكأن الجزء النشط من عقله قد (خرج لتناول الغداء)، انظر بنفسك؛ وقرر ما إذا كان ذلك يروق لك.
إن الطفل الصغير يتأثر بشكل خاص بما يشاهده على شاشة التلفاز. في إحدى المرات كان لدينا طفل في الرابعة من عمره مقيماً في منزلنا وجاء طلباً لبعض التدليل قبل أن يأوي إلى فراشه. وفي ذلك الوقت كنا نشاهد برنامجاً كوميدياً، وأثناء أحد المشاهد؛ ظهرت يد مخلوق غريب يشبه المخلوقات الفضائية وهي تلقي من خلال أحد الدواليب برقائق البطاطس والحلوى، غير أن هذه اليد التقطت الطفل وسحبته إلى الداخل ثم تجشأت!، كان المشهد هادئاً لا يتسم بالكثير من الصخب والإثارة وكان مناسباً لعقلية الكبار. ألقيت نظرة على وجه الطفل لكي أختبر تأثير المشهد عليه؛ فوجدته قد زم فكه فسألته:
هل أنت بخير يا (بن)؟.
(اذهب بعيداً!).
(ما الذي يغضبك؟).
(لقد أكل الفتى!).
وهنا انهمر في البكاء، فقضينا بعض الوقت في تهدئته وإفهامه ما حدث. كان تعاطفه مع الفتى قد أثر فينا، وكنا نشعر ببعض الخجل لأننا تركناه - بلا داع - عرضة لهذا الألم وبدأنا نتساءل: هل يمكن أن تتحول الحياة إلى سلسلة من الكوابيس في عيون الأطفال الأكبر سناً الذين يعكفون على مشاهدة المشاهد المرعبة دون أي رد فعل ظاهر؟،هل تحجرت المشاعر بداخلهم؟ وهل هذا شيء سيئ؟، بالطبع هو كذلك.
إرشادات
إن كان الأمر يزعجك وتريد أن تفعل شيئاً حيال ما يشاهده أطفالك على شاشة التلفاز؛ إليك بعض المقترحات لما يمكن عمله لتقييم.
اللغة - والأمر هنا لا يقتصر فقط على الألفاظ البذيئة، ولكن أيضا نوعية الألفاظ وثرائها. إليك اختباراً بسيطاً: استمع إلى البرنامج الذي يشاهده طفلك لدقيقة أو اثنتين بدون مشاهدة (أو اذهب في زاوية الغرفة واستمع إلى الحوار).، هل هذا هو أسلوب الكلام الذي تود أن يتعلمه طفلك؟ حسناً، فقط طبق ما أقول! سوف أعلمك.
الخيال - بعض الأطفال لا يعرفون إلا عدداً محدوداً من الألعاب، مثل التصويب، والصراخ، والضرب. ربما يكون ذلك بسبب نوعية العروض التي يشاهدونها في التلفاز. يمكن أن تنتقي لابنك ما يشاهده بحيث تتنوع فيه الموضوعات. كما يمكن أن تتخير له بعض الشرائط التعليمية وبعض الشرائط عن البيئة الطبيعية، فمثل هذه الأشياء تعمل على تنمية قدرات الطفل، يمكنك أن تقف وترى بنفسك!، إن بعض الأفلام والبرامج المخصصة للأطفال مدهشة من حيث تحفيزها لخيال الطفل والعمل على سبر أغواره وإثارة روح التحدي بداخله.
القيم ـ وهي تعني الرسالة الخفية في الفيلم والتي تحدث تأثيراً قوياً على الطفل لأنها غير مباشرة. إن المشكلات الشائعة الخاصة بالقيم تضم الاتي:
ـ الفتى الطيب والفتى الشرير - بعض الناس يكونون أشراراً فيتحدثون بصوت عميق ويبدون مضحكين؛ أي أن كل ما فيهم شرير، وهنا يمكن أن نتخلص منهم بالقتل بل يكون ذلك من الأمور المستحبة. أما البعض الآخر فيكون طيباً خالص الطيبة يتسم بالوسامة والرقة.
ـ يتسبب الأشرار دائماً في إحداث الصراع بسبب ما يصدر عنهم من تصرفات. ملتوية بينما يقوم الأشخاص الطيبون بالانتقام منهم، وهنا يبدو الانتقام شيئاً طيباً، أي أنه ليس هناك مجالاً للتفاوض أو الوصول إلى حل وسط. ليس هناك أي محاولات أو سعي لتجنب الصراع، وهكذا يكون العنف هو الأداة الحاسمة للصراع، وكلما ازداد العنف، كان ذلك أفضل.
ـ الأدوار التي يقوم بها كلا الجنسين ـ هذا هو ما كان يجب أن يكون قد اختفى بالفعل. غير أن هذه الصورة ما زالت قائمة في كل الأفلام بدءاً من أفلام (سوبر مان)، إذ تبدو الفتيات بحاجة إلى من ينقذهن، بينما يبدو الرجال مدججين بالسلاح؛ يخوضون المخاطر، ويمتطون سفن الفضاء، ويتخذون القرارات لإنقاذ الفتيات، ولا يبكون أبدا!.
الإعلانات - هل العروض التي تنتجها شركات الألعاب كي تؤثر على الأطفال على مدى نصف الساعة المخصصة لهذا الغرض تكون من أجل عرض الألعاب أم الإكسسوارات؟ هل هي جميعاً عن الأغذية السريعة معدومة القيمة والألعاب باهظة الثمن التي لا تضيف أية فائدة؟ أليس من الأوفر والأرخص أن تبقي تلفازك مثبتاً على القناة التعليمية؟.
الأخبار - لا ترتكب خطأ النظر إليها على أنها أداة تعليمية، فما هي - في واقع الأمر- إلا شكل من أشكال التسلية، وهي غالباً تقدم نظرة مشوشة وغير واقعية عن العالم. إنها لا تناسب الأطفال في سن مبكرة، كما أننا نعتقد أنها بشكلها الحالي لا تناسب الكبار أيضاً. إن مشاهدة الأخبار يمكن أن تصيبنا بجنون الاضطهاد والإحباط، كما أنها تمدنا بمعلومات غير صحيحة عن العالم الذي نعيش فيه.
ماذا عن البرامج التعليمية التي تعرض في التلفاز؟
وجدت الأبحاث أن برنامج (عالم سمسم)، وما شابه يحقق نتائج أفضل في وجود الأمل ومشاهدتهم له مع الأطفال من وقت إلى آخر؛ وذلك من خلال مشاركتهم في التعليق على سلوك الشخصيات التي تقدم العرض، ومساعدة الأبناء على المشاركة في البرنامج مما يساعد على تجنب حالة الحملقة والذهول البصري التي تصيب الأطفال. كما أن معدي البرنامج يتعمدون إضفاء قدر من روح المرح والسخرية. التي تجتذب اهتمام الكبار أيضاً.
الخلاصة
هناك الكثير من الجوانب المضيئة في برامج الأطفال في التلفاز، لقد ظل المسرح المدرسي يلعب دوراً عظيماً لدى الأطفال الصغار، لأن القائمين على هذا المسرح لم يكونوا يتحدثون إلى الأطفال من علّ، ولكنهم كانوا يحادثونهم وجهاً لوجه حديثاً من القلب، وبهذه الطريقة سوف يستطيع الأطفال عقد حوارات مع التلفاز!، إن مسلسل (المفتش جادجيت)، يدين بجزء من جماهيريته لوجود طفلة ذكية ذات قدرات كبيرة في المسلسل.
وهناك الكثير من الآباء الآن يحددون ما يشاهده أبناؤهم كماً وكيفاً في التلفاز، حيث يخصصون ساعة للمشاهدة كل يوم، ويعقدون مفاوضات بشأن نوعية البرامج التي يجب مشاهدتها. إن ذلك يشجع الأبناء على أن يضعوا لأنفسهم الخطط، ويتعلموا الانتقائية، ويستمتعوا ببرامجهم ولا يغرقوا في ذلك الطوفان اللانهائي من البرامج.
ويتزايد الآن عدد الآباء الذين يقررون عدم السماح بتشغيل التلفاز على الإطلاق (حتى يصل أبناؤهم إلى سن المدرسة)، أو يسمحون فقط بتشغيل القليل من شرائط الفيديو التي يتم اختيارها بعناية خاصة لتمنح الأم والأب بعض الوقت الخالي من الأعمال!.
أجعل الأبناء يدركون أن الأنين ليس شيئاً طبيعياً سواء بالنسبة لهم أو لأي شخص آخر وتأكد أنهم يحصلون على ما يطلبون فقط عن طريق الطلب بصورة أكثر إيجابية حتى ولو كانت طريقة طلبهم تشبه طريقة إلقاء ملكة انجلترا لخطبة بداية السنة الجديدة. لا تستسلم لهم إن لم تكن تلك الطريقة تروق لك، فإنهم يجب أن يتقبلوا منك أن ترفض طلباتهم؛ كأن تقول: (لا تعجبني الطريقة التي كنت تتحدث بها عندما طلبت البسكويت، لكنني آسف، فينبغي عليك أن تنتظر حتى موعد الغداء).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|