أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
2952
التاريخ: 2024-02-20
1070
التاريخ: 2024-10-10
384
التاريخ: 2-2-2017
3218
|
لقد خلق الله سبحانه بعض أعضاء الإنسان؛ وكأنهما زوجان يكمل أحدهما الثاني، مثل العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين، والكليتين، والرئتين، فإذا تلفت واحدة منهما قامت الثانية بوظائفهما معاً لمساعدة الجسم كي يتخطى أزمة التالفة.
فمثلا من عميت عنده عين واحدة يمتلك ما مقداره 70% من الرؤية التي يمتلكها ذو العينين، ومن عنده كلية واحدة، فإنها ستؤدي وظيفة الكليتين بشكل كامل، كذلك الأمر فيما يرتبط بالرئتين وباقي الأعضاء، وهذا من غريب خلق الله (جل وعلا)، حيث إن العضو المكرر حينما يكون سليما فهو ليس زائدا عن الحاجة، وعندما يكون تالفاً يقوم الثاني بعمل الاثنين.
وقلما تجد هذه الخصيصة في المبتكرات التي يخترعها الانسان، فالسيارة تسير بأربع عجلات، فإذا تلفت إحداها فلن تتمكن السيارة من السير على ثلاث عجلات، فلذلك يضطر أصحاب السيارات عادة أن يحملوا عجلة إضافية معهم ليتم استبدالها وقت الحاجة. ولكن تبقى هذه العجلة زائدة عن الحاجة ما لم يتم استبدالها عوضاً عن التالفة.
بينما العين الثانية، والأذن الثانية، والكلية الثانية ليست زوائد على الجسم البشري، كما هي العجلة في السيارة، فالإنسان يستخدم عينيه كلتيهما ويحتاج إليهما معاً.
وغالباً ما تكون الأعضاء التي خلقها الله مكررة معرضة للعطب المؤقت أو العطب الدائم؛ فكثيراً ما تتعرض يد الإنسان للكسر، فتؤدي الثانية الدور اللازم، وذلك لتوفير الراحة لليد المكسورة ومنحها فرصة للشفاء.
جميع الأعضاء الزوجية تقوم بهذا الدور وتتعرض لمثل هذه المشاكل.. ولكن من النادر أن يتعرض اللسان ـ مثلاً , للتلف أو العطب، سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم، ومن النادر أيضاً أن يتعرض القلب للعطب، لأن تلف القلب يعني الموت بشكل أو بآخر.
صحيح؛ أن أمراض القلب كثيرة، إلا أن القلب في مكان أمين ومحفوظ، كذلك الحال بالنسبة إلى الدماغ الذي له أكثر من حاجز لحمايته.
إذن.. كل عضو فيه الزوجية معرض للصدمة أو العطب المؤقت، أما العضو الذي لا ثاني له فهو قليلاً ما يتعرض للصدمات والخلل.
ولأن الإنسان هو أيضاً فريد من نوعه، فمن غير الممكن أن يستطيع أحد أن يبدل العضو التالف في بدنه وأن ينفخ فيه الروح، فإن أصيبت العين بآلة حادة أدت إلى تلفها فلا يمكن استبدالها بعين بلاستيكية، تقوم بوظيفتها السابقة.. وهكذا الأمر بالنسبة لليد والرجل، والكلية وغير ذلك..
سبحان الله!
ما أعظمه وأقدره، وما أعجب خلقه، فكل ما في الكون عجيب وخارج عن قدرة غير الله، ليس على محاكاته بل على استيعابه أيضاً، والمغرور يقول شططاً على ربه، مستكبراً بجهالته، بينما العالم العارف يقف مدهوشاً وإجلالا للخالق جل اسمه.
انظروا إلى ألوان الفواكه: كالتفاح، والعنب، والبرتقال.. هذا التلوين المختلف كم هو رائع؟
لو أن فناناً من الرسامين أراد أن يرسم لوحة لا روح فيها ولا طعم ولا فيتامينات كما في الفواكه لاحتاج الأمر معه عدة أيام من المجهود لرسم اللون الطبيعي للبرتقالة، وقد يوفق في ذلك أو لا يوفق، وعندما يوفق يكون قد «حاكى» ما خلقه الباري في الصورة فقط.
تأملوا مثالا آخر لقدرة الله تعالى، وحكمته. حبة البطيخ الصغيرة التي تطلق من داخلها طاقة توازي وزنها مئتي ألف مرة.
والبعض يتصور أن قدرة الإنسان تفوق قدرات بقية الكائنات، فهل باستطاعة هذا الإنسان أن يطلق من داخله من الطاقة ما يتجاوز وزنه مئتي ألف مرة؟
هل تدري ما الذي يعني ذلك؟
إنه يعني أن يستطيع كل فرد واحد من البشر أن يبني بيديه بناية طولها (٤٠٠) كيلو متراً تقريباً.
ثم تأمل تكوين الغلاف الخارجي لحبة البطيخ، وكيف تلونت تلك الطبقة البيضاء التي تغلف قلبها الأحمر المحشوِّ بذوراً سوداء بما يعجز الفن البشري عن محاكاته؟
إنها قدرة الله (عز وجل) التي وضعت في حبة بطيخ واحدة تلك الطاقة الهائلة لتستخرج من الأرض ما يتجاوز وزنها مئتي ألف مرة ..
وسبحانه الذي لونها بهذا الشكل الجميل . .
وسبحان الله، الذي بعد ذلك خلق الموت والفناء وجعل كل ما في الكون من مواد وعناصر تتلاشى فلا يبقى إلا وجهه الكريم {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88].
ألا ترى كيف أن الإلكترون الموجب يتصادم مع الإلكترون السالب في بعض الأحيان، فينعدم كلاهما ويفنيان وهذا ما يسمى بانعدام المادة وموتها.
إن الله تعالى يقول: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27].
سبحان من جعل الموت دليلا على قدرته، كما جعل الحياة دليلاً عليها.
وسبحان من جعل أساس الموجودات الطاقات والقوى، وجعل تأثير الطاقة أكثر كلما قلت مادتها.
سبحان من يرى، ولا يُرى، وهو بالمنظر الأعلى. سبحان الحكيم العليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|