المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24



نماذج من حكمة الله  
  
1867   02:12 صباحاً   التاريخ: 26-7-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص100ــ106
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لقد خلق الله سبحانه بعض أعضاء الإنسان؛ وكأنهما زوجان يكمل أحدهما الثاني، مثل العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين، والكليتين، والرئتين، فإذا تلفت واحدة منهما قامت الثانية بوظائفهما معاً لمساعدة الجسم كي يتخطى أزمة التالفة.

فمثلا من عميت عنده عين واحدة يمتلك ما مقداره 70% من الرؤية التي يمتلكها ذو العينين، ومن عنده كلية واحدة، فإنها ستؤدي وظيفة الكليتين بشكل كامل، كذلك الأمر فيما يرتبط بالرئتين وباقي الأعضاء، وهذا من غريب خلق الله (جل وعلا)، حيث إن العضو المكرر حينما يكون سليما فهو ليس زائدا عن الحاجة، وعندما يكون تالفاً يقوم الثاني بعمل الاثنين.

وقلما تجد هذه الخصيصة في المبتكرات التي يخترعها الانسان، فالسيارة تسير بأربع عجلات، فإذا تلفت إحداها فلن تتمكن السيارة من السير على ثلاث عجلات، فلذلك يضطر أصحاب السيارات عادة أن يحملوا عجلة إضافية معهم ليتم استبدالها وقت الحاجة. ولكن تبقى هذه العجلة زائدة عن الحاجة ما لم يتم استبدالها عوضاً عن التالفة.

بينما العين الثانية، والأذن الثانية، والكلية الثانية ليست زوائد على الجسم البشري، كما هي العجلة في السيارة، فالإنسان يستخدم عينيه كلتيهما ويحتاج إليهما معاً.

وغالباً ما تكون الأعضاء التي خلقها الله مكررة معرضة للعطب المؤقت أو العطب الدائم؛ فكثيراً ما تتعرض يد الإنسان للكسر، فتؤدي الثانية الدور اللازم، وذلك لتوفير الراحة لليد المكسورة ومنحها فرصة للشفاء.

جميع الأعضاء الزوجية تقوم بهذا الدور وتتعرض لمثل هذه المشاكل.. ولكن من النادر أن يتعرض اللسان ـ مثلاً , للتلف أو العطب، سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم، ومن النادر أيضاً أن يتعرض القلب للعطب، لأن تلف القلب يعني الموت بشكل أو بآخر.

صحيح؛ أن أمراض القلب كثيرة، إلا أن القلب في مكان أمين ومحفوظ، كذلك الحال بالنسبة إلى الدماغ الذي له أكثر من حاجز لحمايته.

إذن.. كل عضو فيه الزوجية معرض للصدمة أو العطب المؤقت، أما العضو الذي لا ثاني له فهو قليلاً ما يتعرض للصدمات والخلل.

ولأن الإنسان هو أيضاً فريد من نوعه، فمن غير الممكن أن يستطيع أحد أن يبدل العضو التالف في بدنه وأن ينفخ فيه الروح، فإن أصيبت العين بآلة حادة أدت إلى تلفها فلا يمكن استبدالها بعين بلاستيكية، تقوم بوظيفتها السابقة.. وهكذا الأمر بالنسبة لليد والرجل، والكلية وغير ذلك..

سبحان الله!

ما أعظمه وأقدره، وما أعجب خلقه، فكل ما في الكون عجيب وخارج عن قدرة غير الله، ليس على محاكاته بل على استيعابه أيضاً، والمغرور يقول شططاً على ربه، مستكبراً بجهالته، بينما العالم العارف يقف مدهوشاً وإجلالا للخالق جل اسمه.

انظروا إلى ألوان الفواكه: كالتفاح، والعنب، والبرتقال.. هذا التلوين المختلف كم هو رائع؟

لو أن فناناً من الرسامين أراد أن يرسم لوحة لا روح فيها ولا طعم ولا فيتامينات كما في الفواكه لاحتاج الأمر معه عدة أيام من المجهود لرسم اللون الطبيعي للبرتقالة، وقد يوفق في ذلك أو لا يوفق، وعندما يوفق يكون قد «حاكى» ما خلقه الباري في الصورة فقط.

تأملوا مثالا آخر لقدرة الله تعالى، وحكمته. حبة البطيخ الصغيرة التي تطلق من داخلها طاقة توازي وزنها مئتي ألف مرة.

والبعض يتصور أن قدرة الإنسان تفوق قدرات بقية الكائنات، فهل باستطاعة هذا الإنسان أن يطلق من داخله من الطاقة ما يتجاوز وزنه مئتي ألف مرة؟

هل تدري ما الذي يعني ذلك؟

إنه يعني أن يستطيع كل فرد واحد من البشر أن يبني بيديه بناية طولها (٤٠٠) كيلو متراً تقريباً.

ثم تأمل تكوين الغلاف الخارجي لحبة البطيخ، وكيف تلونت تلك الطبقة البيضاء التي تغلف قلبها الأحمر المحشوِّ بذوراً سوداء بما يعجز الفن البشري عن محاكاته؟

إنها قدرة الله (عز وجل) التي وضعت في حبة بطيخ واحدة تلك الطاقة الهائلة لتستخرج من الأرض ما يتجاوز وزنها مئتي ألف مرة ..

وسبحانه الذي لونها بهذا الشكل الجميل . .

وسبحان الله، الذي بعد ذلك خلق الموت والفناء وجعل كل ما في الكون من مواد وعناصر تتلاشى فلا يبقى إلا وجهه الكريم {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88].

ألا ترى كيف أن الإلكترون الموجب يتصادم مع الإلكترون السالب في بعض الأحيان، فينعدم كلاهما ويفنيان وهذا ما يسمى بانعدام المادة وموتها.

إن الله تعالى يقول: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27].

سبحان من جعل الموت دليلا على قدرته، كما جعل الحياة دليلاً عليها.

وسبحان من جعل أساس الموجودات الطاقات والقوى، وجعل تأثير الطاقة أكثر كلما قلت مادتها.

سبحان من يرى، ولا يُرى، وهو بالمنظر الأعلى. سبحان الحكيم العليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.