المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

A new bath
13-8-2022
الإمام في اللغة
28-09-2015
الثبات الحراري للبوليمرات
2024-04-29
كيف نشخص الحقّ من الباطل ؟ وما هي الآلية الأقرب لإقناع أهل الباطل بالحق ؟
21-12-2020
زيد الشحام
9-9-2016
مخاطر غذائية ميكروبية Microbial Food Borne Hazards
11-2-2019


منذر بن سعيد أبو الحَكم  
  
2903   06:35 مساءاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص521-527
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 البلّوطي الأندلسي. كان نحويا فاضلا وخطيبا مصقعا وشاعرا بليغا. ولد سنة خمس وستين ومائتين. ورحل فلقي جماعة من العلماء والأدباء وجلب في رحلته كتاب الأشراف في اختلاف العلماء رواية عن مؤلفة ابن المنذر النيسابوري وكتاب العين للخليل رواية أبي العباس بن ولاد واتصل بعبد الرحمن الناصر فحظي عنده ثم عند ابنه الحكم من بعده وكان سبب اتصاله بالناصر ما ظهر من بلاغته يوم الاحتفال بدخول رسول قسطنطين بن ليون صاحب قسطنطينية على الناصر موفدا إليه مع وفود سائر ملوك الإفرنجة وذلك أن الناصر جلس للقاء الوفود بقصر قرطبة فلما تكامل المجلس ودخل عليه الوفود ورحب بهم أحب أن يقوم الخطباء والشعراء بين يديه للتنويه بفخامة الخليفة وما تهيأ من توطيد الخلافة في أيامه وتقدم إلى ولي عهده الحكم بإعداد من يقوم بذلك من الخطباء فقدم الحكم أبا علي القالي البغدادي وكان إذ ذاك ضيف الناصر فقام أبو علي وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فأرتج عليه وانقطع وبهر فلما رأى ذلك منذر بن سعيد وكان حاضرا قام من ذاته ووصل افتتاح أبي علي بكلام بهر العقول فخرج الناس يتحدثون ببلاغته وحسن بيانه وثبات جنانه وكان الناصر أشدهم تعجبا وإعجابا به فسأل عنه ابنه الحكم ولم يكن يعرفه فقال له هذا منذر بن سعيد البلوطي فقال والله لقد أحسن ما شاء، ثم قربه وولاه الصلاة والخطابة في المسجد الجامع بالزهراء ثم ولاه قضاء الجماعة بقرطبة.

 ولما توفي الناصر وولي ابنه الحكم أقره على القضاء واستعفى غير مرة فما أعفاه وكان وقورا صليبا في الحكم مقدما على إقامة العدل والحق وإزهاق الجور والباطل أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر له كتب في السنة والورع والرد على أهل الأهواء والبدع ومن مصنفاته المتداولة أحكام القرآن وكتاب الناسخ والمنسوخ وله رسائل وخطب مجموعة وأشعار متفرقة مطبوعة ومن خطبه الخطبة التي ألقاها بحضرة الناصر في الاحتفال الذي تقدم ذكره ونصها:

 أما بعد حمد الله والثناء عليه والتعداد لآلائه والشكر لنعمائه والصلاة والسلام على محمد صفيه وخاتم أنبيائه فإن لكل حادثة مقاما ولكل مقام مقالا وليس بعد الحق إلا الضلال وإني قد قمت في مقام كريم بين يدي ملك عظيم فأصغوا إلى معشر الملإ بأسماعكم وافقهوا عني بأفئدتكم إن من الحق أن يقال للمحق صدقت وللمبطل كذبت وإن الجليل - تعالى في سمائه وتقدس بصفاته وأسمائه - أمر كليمه موسى صلى الله عليه وسلم على نبينا وعليه وعلى جميع أنبيائه أن يذكر قومه بأيام الله جل وعز عندهم وفيه وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وإني أذكركم بأيام الله عندكم وتلافيه لكم بخلافة أمير المؤمنين التي لمت شعثكم وأمنت سربكم ورفعت قوتكم كنتم قليلا فكثركم ومستضعفين فقواكم ومستذلين فنصركم ولاه الله رعايتكم وأسند إليه إمامتكم أيام ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق وأحاطت بكم شعل النفاق حتى صرتم في مثل حدقة البعير من ضيق الحال ونكد العيش فاستبدلتم  بخلافته من الشدة بالرخاء وانتقلتم بيمن سياسته إلى تمهيد كنف العافية بعد استيطان البلاء وأنشدكم الله معاشر الملإ الم تكن الدماء مسفوكة فحقنها والسبل مخوفة فأمنها والأموال منتهبة فأحرزها وحصنها ألم تكن البلاد خرابا فعمرها وثغور المسلمين مهتضمة فحماها ونصرها فاذكروا آلاء الله عليكم بخلافته وتلافيه جمع كلمتكم بعد افتراقها بإمامته حتى أذهب الله عنكم غيظكم وشفي صدوركم وصرتم يدا على عدوكم بعد أن كان بأسكم بينكم فأنشدكم الله ألم تكن خلافته قفل الفتنة بعد انطلاقها من عقالها ألم يتلاف صلاح الأمور بنفسه بعد اضطراب أحوالها ولم يكل ذلك إلى القواد والأجناد حتى باشره بالقوة والمهجة والأولاد واعتزل النسوان وهجر الأوطان ورفض الدعة وهي محبوبة وترك الركون إلى الراحة وهي مطلوبة بطوية صحيحة وعزيمة صريحة وبصيرة نافذة ثاقبة وريح هابة عالية ونصرة من الله واقعة واجبة وسلطان قاهر وجد ظاهر وسيف منصور تحت عدل مشهور متحملا للنصب مستقلا لما ناله في جانب الله من التعب حتى لانت الأحوال بعد شدتها وانكسرت شوكة الفتنة بعد جدتها فلم يبق لها غارب إلا جبة ولا ظهر لأهلها قرن إلا جده فأصبحتم بنعمة الله إخوانا وبلم أمير المؤمنين لشعثكم على أعدائه أعوانا حتى تواترت لديكم الفتوحات وفتح الله عليكم بخلافته أبواب الخيرات والبركات وصارت وفود الروم وافدة عليه وعليكم وآمال الأقصين والأدنين متجهة إليه وإليكم، يأتون من كل فج عميق وبلد سحيق للأخذ بحبل بينكم وبينه جملة وتفصيلا ليقضي الله أمرا كان مفعولا ولن يخلف الله وعده ولهذا الأمر ما بعده وتلك أسباب ظاهرة بادية تدل على أمور باطنة خافية دليلها قائم وجفنها غير نائم { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم } وليس في تصديق ما وعد الله ارتياب ولكل نبأ مستقر ولكل أجل كتاب فاحمدوا الله أيها الناس على آلائه واسألوا المزيد من نعمائه فقد أصبحتم بين خلافة أمير المؤمنين - أيده الله بالسداد وألهمه التوفيق إلى سبيل الرشاد - أحسن الناس حالا وأنعمهم بالا وأعزهم قرارا وأمنعهم دارا وأكثفهم جمعا وأجملهم صنعا لا تهاجمون ولا تذادون وأنتم بحمد الله على أعدائكم ظاهرون فاستعينوا على صلاح أحوالكم بالمناصحة لإمامكم والتزام الطاعة لخليفتكم وابن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم فإن من نزع يدا من الطاعة وسعى في تفريق الجماعة ومرق من الدين فقد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين وقد علمتم أن في التعلق بعصمتها والتمسك بعروتها حفظ الأموال وحقن الدماء وصلاح الخاصة والدهماء وأن بقيام الطاعة تقام الحدود وتوفى العهود وبها وصلت الأرحام ووضحت الأحكام وبها سدد الله الخلل وأمن السبل ووطأ الأكناف ورفع الاختلاف وبها طاب لكم القرار واطمأنت بكم الدار فاعتصموا بما أمركم الله بالاعتصام به فإنه تبارك وتعالى يقول { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } وقد علمتم ما أحاط بكم في جزيرتكم هذه من ضروب المشركين وصنوف الملحدين، الساعين في شق عصاكم وتفريق ملئكم الآخذين في مخاذلة دينكم وهتك حريمكم وتوهين دعوة نبيكم صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع النبيين والمرسلين أقول قولي هذا وأختم بالحمد لله رب العالمين مستغفرا الله الغفور الرحيم فهو خير الغافرين.

 وكان منذر بن سعيد شديدا في دينه لا تأخذه في الله لومة لائم وكانت له مقامات بين يدي الخليفة الناصر يتناوله فيها بالعظات والزواجر غير هياب ولا محتشم من ذلك أن الناصر كان كلفا بعمارة الأرض وتخليد الآثار الدالة على قوة الملك وعزة السلطان وعلو الهمة فأفضى به الإفراط في ذلك إلى أن ابتنى الزهراء البناء الشائع ذكره واستفرغ جهده في إتقان قصورها وزخرفة دورها حتى ترك شهود الجمعة بالمسجد الجامع ثلاث جمع متواليات فأراد القاضي منذر تنبيهه بما يتناوله به من الموعظة وتذكيره بالإنابة والرجوع فابتدأ خطبته في الجمعة الرابعة بقوله تعالى { أتبنون بكل ريع آية تعبثون } ثم وصله بقوله تعالى { قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى } وهي دار القرار ومكان الجزاء ومضى في ذم تشييد البناء وزخرفته والإسراف في الإنفاق عليه بكل كلام جزل ثم أتى بما يناسب المقام من التخويف بالموت والدعاء إلى الزهد في الدنيا والإقصار عن اللذات والشهوات واتباع الهوى وأورد أحاديث وآثارا تشاكل ذلك حتى خشي الناس وبكوا وأعلنوا بالتوبة والاستغفار وأخذ الناصر من ذلك بأوفر حظ وقد علم أنه المقصود بالموعظة فبكى وندم على ما أفرط وفرط إلا إنه وجد على منذر لما قرعه به فشكا ذلك لولده الحكم بعد انصراف منذر  فقال والله لقد تعمدني منذر بخطبته وما عنى بها غيري فأسرف وأفرط في تقريعي ثم أقسم ألا يصلي خلفه صلاة الجمعة خاصة فكان يصلي بقرطبة وراء أحمد بن مطرف صاحب الصلاة وترك الصلاة بالزهراء فقال له الحكم ما الذي يمنعك من عزل منذر عن الصلاة بك والاستبدال به إذ كرهته فزجره وانتهره وقال له أمثل منذر بن سعيد في فضله وخيره وعلمه - لا أم لك - يعزل لإرضاء نفس ناكبة عن الرشد سالكة غير القصد هذا ما يكون وإني لأستحيي من الله ألا أجعل بيني وبينه في صلاة الجمعة شفيعا مثل منذر في ورعه وصدقه ولكنه أحرجني فأقسمت ولوددت أني أجد سبيلا إلى كفارة يميني بملكي بل يصلي بالناس حياته وحياتنا إن شاء الله تعالى فما أظننا نعتاض منه أبدا وكان منذر على متانته وصلابته حسن الخلق كثير الدعابة فربما ساء ظن من لا يعرفه به لدعابته فإذا رأى ما يخل بالدين قدر شعرة ثار ثورة الأسد الضاري وتبدلت بشاشته عبوسا ومر في رحلته بمصر فحضر يوما مجلس أبي جعفر النحاس وهو يملي أخبار الشعراء فأملى شعرا لقيس مجنون بني عامر وهو قوله: [الطويل]

 (خليلي هل بالشام عين حزينة ... تبكي على نجد لعلي أعينها)

 (قد أسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوقة باتت وبات قرينها)

 (تجاوبها أخرى على خيزرانة ... يكاد يدنيها من الأرض لينها)

 فقال له منذر: يا أبا جعفر، ماذا باتا يصنعان؟ فقال له وكيف تقول أنت يا أندلسي فقلت له بانت وبان قرينها فسكت قال منذر وما زال يستثقلني بعد ذلك حتى منعني كتاب العين وكنت ذهبت للاستنساخ من نسخته فلما يئست منه قيل لي أين أنت من ابي العباس بن ولاد فقصدته فلقيت رجلا كامل العلم حسن المروءة فسألته الكتاب فأخرجه إليّ ثم ندم أبو جعفر حين بلغه إباحة أبي العباس الكتاب لي وعاد إلى ما كنت أعرفه منه.

ومن شعر منذر بن سعيد ما كتب به إلى أبي علي القالي يستعير كتابا من الغريب: [المجتث]

 (بحق رئم مهفهف ... وصدغه المتعطف)

 (إبعث إليّ بجزء ... من الغريب المصنف)

 فأرسل إليه الكتاب وأجابه بقوله:

 (وحق در مؤلف ... بفيك أي تألف)

 (لأبعثن بما قد ... حوى الغريب المصنف)

 (ولو بعثت بنفسي ... إليك ما كنت أسرف)

 وقال أيضا: [الطويل]

 (مقالي كحد السيف وسط المحافل ... أميز به ما بين حق وباطل)

 (بقلب ذكي قد توقد نوره ... كبرق مضيء عند تسكاب وابل)

 (فما زلقت رجلي ولا زل مقولي ... ولا طاش عقلي عند تلك الزلازل)

 (وقد حدقت حولي عيون إخالها ... كمثل سهام أثبتت في المقاتل)

 (أخير إمام كان أو هو كائن ... بمقتبل أو في العصور الأوائل)

 (وفود ملوك الروم حول فنائه ... مخافة بأس أو رجاء لنائل)

 (فعش سالما أقصى حياة مؤملا ... فأنت رجاء الكل حاف وناعل)

 (ستملكها ما بين شرق ومغرب ... إلى أرض قسطنطين أو أرض بابل)

 توفي منذر بن سعيد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.