المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عُمير  
  
4244   02:40 صباحاً   التاريخ: 13-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص479-486
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

 ابن حسان بن سليمان بن سعد بن عبد الله بن يزيد بن مالك بن الحارث بن  عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف بن أسلم وهو ثمالة ثم ينتهي إلى الأسد بن الغوث وهو الأزد فهو الثمالي الأزدي البصري أبو العباس النحوي اللغوي الأديب ولد بالبصرة يوم الإثنين غداة عيد الأضحى سنة عشرة ومائتين وأخذ عن أبي عمر الجرمي وأبي عثمان المازني وقرأ عليهما كتاب سيبويه وأخذ عن أبي حاتم السجستاني وأخذ عنه أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ونفطويه وأبو علي الطوماري وغيرهم وكان إمام العربية ببغداد وإليه انتهى علمها بعد طبقة الجرمي والمازني وكان حسن المحاضرة فصيحا بليغا مليح الأخبار ثقة فيما يرويه كثير النوادر فيه ظرافة ولباقة وكان الإمام إسماعيل القاضي يقول ما رأى محمد بن يزيد مثل نفسه وإنما لقب بالمبرد لأنه لما صنف المازني كتاب الألف واللام سأله عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب فقال له المازني قم فأنت المبرد بكسر الراء أي المثبت للحق فحرفه الكوفيون وفتحوا الراء. وقال السيرافي: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في معاني القرآن فيما ليس فيه قول لمتقدم ولقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب وقال السيرافي أيضا سمعت نفطويه يقول ما رأيت أحفظ للأخبار بغير أسانيد من المبرد وأبي العباس بن الفرات وقال المفجع البصري كان المبرد لكثرة حفظه للغة وغريبها يتهم بالوضع فيها فتواضعنا على مسألة نسأله عنها لا أصل لها لننظر ماذا يجيب وكنا قبل ذلك تمارينا في عروض بيت الشاعر

 (أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض)

 فقال البعض هو من البحر الفلاني وقال آخرون هو من البحر الفلاني وتردد على أفواهنا من تقطيعه ق بعضنا ثم ذهبنا إلى المبرد فقلت له أيدك الله تعالى ما القبعض عند العرب؟ فقال هو القطن، وفي ذلك يقول الشاعر:

                                         (كأن سنامها حشي القبعضا)

 

 قال: فقلت لأصحابي ترون الجواب والشاهد فإن كان صحيحا فهو عجب وإن كان مختلقا على البديهة فهو أعجب وحكى ابن السراج قال كان بين المبرد وثعلب ما يكون بين المعاصرين من المنافرة واشتهر ذلك حتى قال بعضهم: [الطويل]

 (كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ... ويجمعنا في أرضها شر مشهد)

 (وكل لكل مخلص الود وامق ... ولكنه في جانب عنه مفرد)

 (نروح ونغدو لا تزاور بيننا ... وليس بمضروب لنا يوم موعد)

 (فأبداننا في بلدة والتقاؤنا ... عسير كلقيا ثعلب والمبرد)

 وكان أهل التجميل يفضلون المبرد على ثعلب وفي ذلك يقول أحمد بن عبد السلام: [الوافر]

 (رأيت محمد بن يزيد يسمو ... إلى الخيرات في جاه وقدر)

 (جليس خلائف وغذي ملك ... وأعلم من رأيت بكل أمر)

 (وفتيانية الظرفاء فيه ... وأبهة الكبير بغير كبر)

 (فينثر إن أجال الفكر درا ... وينثر لؤلؤا من غير فكر)

 (وكان الشعر قد أودى فأحيا ... أبو العباس داثر كل شعر)

 (وقالوا ثعلب رجل عليم ... وأين النجم من شمس وبدر)

 (وقالوا ثعلب يفتي ويملي ... وأين الثعلبان من الهزبر)

 (وهذا في مقالك مستحيل ... تشبه جدولا وشلا ببحر)

 وقال بعضهم في المبرد وثعلب: [المتقارب]

 (أيا طالب العلم لا تجهلن ... وعذ بالمبرد أو ثعلب)

(تجد عند هذين علم الورى ... فلا تك كالجمل الأجرب)

 (علوم الخلائق مقرونة ... بهذين في الشرق والمغرب)

 وقال أبو بكر بن الأزهر: حدثني أبو العباس المبرد قال: قال لي المازني: بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى مواضع المجانين والمعالجين فما معنى ذلك فقلت أعزك الله تعالى إن لهم طرائف من الكلام قال فأخبرني بأعجب ما رأيت من المجانين قال فقلت صرت يوما إليهم فمررت على شيخ منهم وهو جالس على حصير قصب فجاوزته إلى غيره فقال سبحان الله تعالى أين السلام من المجنون أنا أو أنت فاستحييت منه وقلت السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الرد على أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر لأنه كان يقال إن للداخل على القوم دهشة إجلس - أعزك الله تعالى - عندنا وأومأ إلى موضع من الحصير فجلست إلى ناحية منه أسترعي مخاطبته فقال لي وقد رأى معي محبرتي أرى معك آلة رجلين أرجو ألا تكون أحدهما أصحاب الحديث الأغثاث أو الأدباء أصحاب النحو والشعر قلت الأدباء قال أتعرف أبا عثمان المازني قلت نعم قال أتعرف الذي يقول فيه: [مجزوء الرجز]

 (وفتى من مازن ... أستاذ أهل البصره)

 (أمه معرفة ... وأبوه نكره)

 فقلت لا أعرفه فقال أتعرف غلاما له قد نبغ في هذا العصر معه له ذهن وحفظ وقد برز في النحو يعرف بالمبرد فقلت أنا والله الخبير به قال فهل أنشدك شيئا من شعره قلت لا أحسبه يحسن قول الشعر فقال يا سبحان الله أليس هو القائل: [مجزوء الرمل]

 (حبذا ماء العناقيد ... بريق الغانيات)

(بهما ينبت لحمي ... ودمي أي نبات)

 (أيها الطالب أشهى ... من لذيذ الشهوات )

 (كل بماء المزن تفاح ... خدود الفتيات)

 قلت سمعته ينشد هذا في مجلس أنس فقال يا سبحان الله ألا يستحي أن ينشد مثل هذا حول الكعبة ثم قال ألم تسمع ما يقولون في نسبه قلت يقولون هو من الأزد أزد شنوءة ثم من ثمالة قال أتعرف القائل في ذلك: [الوافر]

 (سألنا عن ثمالة كل حي ... فقال القائلون ومن ثماله)

 (فقلت محمد بن يزيد منهم ... فقالوا زدتنا بهم جهاله)

 (فقال لي المبرد خل قومي ... فقومي معشر فيهم نذاله)

 فقلت أعرفه هذا عبد الصمد بن المعذل يقولها فيه فقال كذب فيما ادعاه هذا كلام رجل لا نسب له يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسبا فقلت له أنت أعلم فقلت يا هذا قد غلبت خفة روحك على قلبي وقد أخرت ما كان يجب تقديمه ما الكنية أصلحك الله فقلت أبو العباس قال فما الاسم قلت محمد قال فالأب قلت يزيد قال قبحك الله أحوجتني إلى الاعتذار مما قدمت ذكره ثم وثب وبسط يده فصافحني فرأيت القيد في رجله فأمنت غائلته فقال يا أبا العباس صن نفسك من الدخول في هذه المواضع فليس يتهيأ في كل وقت أن تصادف مثلي على مثل حالتي ثم قال أنت المبرد أنت المبرد وجعل يصفق وانقلبت عيناه واحمرت وتغيرت حالته فبادرت مسرعا خوف أن تبدر إليّ منه بادرة وقبلت منه والله نصحه ولم أعاود بعدها إلى تلك المواضع أبدا.

 

 وقال الزجاج: لما قدم المبرد بغداد جئت لأناظره وكنت أقرأ على أبي العباس ثعلب فعزمت على إعناته فلما باحثته ألجمني بالحجة وطالبني بالعلة وألزمني إلزامات لم أهتد إليها فاستيقنت فضله واسترجحت عقله وأخذت في ملازمته وكان المبرد يحب الاجتماع بأبي العباس ثعلب للمناظرة وثعلب يكره ذلك.

 حكى أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي وكان صديقهما قال: قلت لأبي علي الدينوري ختن ثعلب لم يأبى ثعلب الاجتماع بالمبرد فقال لأن المبرد حسن العبارة حلو الإشارة فصيح اللسان ظاهر البيان وثعلب مذهبه مذهب المعلمين فإذا اجتمعا في محفل حكم للمبرد على الظاهر إلى أن يعرف بالباطن.

 وحكي أن بعض الأكابر من بني طاهر سأل أبا العباس ثعلبا أن يكتب له مصحفا على مذهب أهل التحقيق فكتب والضحى بالياء ومذهب الكوفيين أنه إذا كان كلمة من هذا النحو أولها ضمة أو كسرة كتبت بالياء وإن كانت من ذوات الواو والبصريون يكتبون بالألف فنظر المبرد في ذلك المصحف فقال ينبغي أن يكتب والضحا بالألف لأنه من ذوات الواو فجمع ابن طاهر بينهما فقال المبرد لثعلب لم كتبت والضحى بالياء فقال لضمة أوله فقال له ولم إذا ضم أوله وهو من ذوات الواو تكتبه بالياء فقال لأن الضمة تشبه الواو وما أوله واو يكون آخره ياء فتوهموا أن أوله واو فقال المبرد أفلا يزول هذا التوهم إلى يوم القيامة؟

 ولبعضهم في مدح المبرد: [الكامل]

 (وإذا يقال من الفتى كل الفتى ... والشيخ والكهل الكريم العنصر)

 (والمستضاء بعلمه وبرأيه ... وبعقله قلت ابن عبد الأكبر)

 ولآخر في مدحه أيضا: [الطويل]

 (وأنت الذي لا يبلغ المدح وصفه ... وإن أطنب المداح مع كل مطنب)

(رأيتك والفتح بن خاقان راكبا ... فأنت عديل الفتح في كل موكب)

 (وكان أمير المؤمنين إذا رنا ... إليك يطيل الفكر بعد التعجب)

 (وأوتيت علما لا يحيط بكنهه ... علوم بني الدنيا ولا علم ثعلب)

 (يروح إليك الناس حتى كأنهم ... ببابك في أعلى منى والمحصب)

 مات أبو العباس المبرد في شوال وقيل في ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومائتين في خلافة المعتضد وصلى عليه أبو محمد يوسف بن يعقوب القاضي ودفن في دار في مقابر باب الكوفة ولما مات قال فيه ثعلب هذه الأبيات وقيل هي لأبي بكر بن العلاف: [الكامل]

 (ذهب المبرد وانقضت أيامه ... وليذهبن إثر المبرد ثعلب)

 (بيت من الآداب أضحى نصفه ... خربا وباقي النصف منه سيخرب)

 (فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا ... للدهر أنفسكم على ما يسلب)

 (وتزودوا من ثعلب فبكأس ما ... شرب المبرد عن قريب يشرب)

 (أوصيكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتب)

 ومن شعر المبرد وقد بلغه أن ثعلبا نال منه: [مجزوء الرمل]

 (رب من يعنيه حالي ... وهو لا يجري ببالي)

 (قلبه ملآن مني ... وفؤادي منه خالي)

 ولأبي العباس المبرد من التصانيف الكامل في الأدب وهو أشهر كتبه والمقتضب في النحو وهو أكبر مصنفاته وأنفسها إلا أنه لم ينتفع به أحد.

 قال أبو علي الفارسي: نظرت في المقتضب فما انتفعت منه بشيء إلا بمسألة واحدة وهي وقوع إذا جوابا للشرط في قوله تعالى {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} ويزعمون أن سبب عدم الانتفاع به أن هذا الكتاب أخذه ابن الراوندي الزنديق عن المبرد وتناوله الناس من يد ابن الراوندي فكأنه عاد عليه شؤمه فلا يكاد ينتفع به.

 ومن تصانيفه أيضا: الروضة، والمدخل في كتاب سيبويه، وكتاب الاشتقاق وكتاب المقصور والممدود وكتاب المذكر والمؤنث ومعاني القرآن ويعرف بالكتاب التام وكتاب الخط والهجاء وكتاب الأنواء والأزمنة وكتاب احتجاج القراء وإعراب القرآن وكتاب الحروف في معاني القرآن إلى سورة طه وكتاب صفات الله جل وعلا وكتاب العبارة عن أسماء الله تعالى وشرح شواهد كتاب سيبويه وكتاب الرد على سيبويه ومعنى كتاب الأوسط للأخفش وكتاب الزيادة المنتزعة من كتاب سيبويه ومعنى كتاب سيبويه وكتاب الحروف والمدخل في النحو وكتاب الإعراب وكتاب التصريف وكتاب العروض وكتاب القوافي وكتاب البلاغة والرسالة الكاملة والجامع لم يتم وقواعد الشعر وكتاب ضرورة الشعر وكتاب الفاضل والمفضول والرياض المونقة وكتاب الوشي وكتاب شرح كلام العرب وتخليص ألفاظها ومزاوجة كلامها وتقريب مبانيها وكتاب الحث على الأدب والصدق وأدب الجليس وكتاب الناطق وكتاب الممادح والمقابح وكتاب أسماء الدواهي عند العرب وكتاب ما اتفقت ألفاظه واختلفت معانيه في القرآن وكتاب التعازي وكتاب قحطان وعدنان وطبقات النحويين البصريين وأخبارهم وغير ذلك.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.