الجغرافية البشرية

غالبا ما تهتم الجغرافية البشرية بتوزيع المجتمعات البشرية والتأثير المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية مع دراسة الصور الاجتماعية الناتجة عن تفاعل الإنسان مع البيئة المحلية كالتوزيع السكاني ودراسة النشاط البشري ومؤشراته وتوزيعاته كظاهرة جغرافية تمثل رقما على سطح الأرض وبذلك فان طبيعتها تتحدد بدراستها المنهج التفاعل وأوجه التباين والتشابه بين الأقاليم المختلفة في البيئات بعناصرها الطبيعية متمثلة: بأشكال السطح والتربة، والمناخ، والحياة البشرية، والحيوانية مع موارد الثروة المعدنية وهي بذلك تؤكد على مبدأ الارتباط, وهي بذلك تعد من أكثر فروع الجغرافية على علاقة وثيقة بالإنتاج الزراعي بسبب كثرة التغيرات المستمرة التي تحدث في تطور الإنسان خلال الزمن فهذه التغيرات تنعكس أثرها على الإنتاج الزراعي.

أضف إلى ذلك فان الجغرافية البشرية تقوم أساسا على التفاعل بين الإنسان وبيئته ومدى تأثير ذلك على اختلاف الظواهر البشرية. كما تقوم بدراسة الأسس التي تؤدي إلى اختلاف هذه الظواهر على اعتبار الظرف الزماني والمكاني له أثره الفعال في اختلاف الظواهر البشرية إذ قد تختلف ظاهرة من زمان لأخر مع ان عامل المكان ثابت فعلى سبيل المثال أن استغلال مياه الأنهار في وسط وجنوب العراق للأغراض الزراعية تبدلت في الوقت الحاضر عما كانت عليه سابقا، وذلك نتيجة لتبدل الزمان مع ان الانهار ثابته نسبيا ، كما أن ظاهرة الزيادة السنوية في عدد سكان العالم والتي هي نتيجة طبيعية للنمو السكاني سوف تؤدي إلى تباین اعداد السكان في مناطق الأرياف والمدن وبذلك تنعكس أثارها على اعداد الأيدي العاملة في الزراعة في الريف، وكذلك اعداد المستهلكين في المدن فضلا عن تباین الطلب والعرض وأسعار المواد الزراعية وهذا بدورة ينعكس على أمور اقتصادية في المجال الزراعي.