المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الطمع
8-4-2022
Beta emission
29-12-2016
النيازك وأول عينة من خارج النظام الشمسي
2023-06-11
الدور المعيني.
2023-12-11
المنافقون المعروفون
29-09-2015
e-Prime
22-9-2020


أدب الإمام المجتبى ( عليه السّلام )  
  
1897   04:05 مساءً   التاريخ: 25-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص212-215
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

كتب الحسن البصري - وهو من أبرز الشخصيات المعاصرة للإمام - معرّفا بأدب الإمام ( عليه السّلام ) وثقافته :

« أمّا بعد ، فإنّكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللّجج الغامرة والأعلام النيّرة الشاهرة أو كسفينة نوح ( عليه السّلام ) التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون ، كتبت إليك يا بن رسول اللّه عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك ، فإنّ من علم اللّه علمكم وأنتم شهداء على الناس واللّه الشاهد عليكم ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[1].

كما تتجلّى لنا مقدرة الإمام الفنّيّة والبلاغيّة من خلال محاولة معاوية لأن يقاطع ذات يوم خطاب الإمام ( عليه السّلام ) حتى لا يفتتن الجمهور ببلاغته بعد أن اقترح ابن العاص على معاوية أن يخطب الحسن ( عليه السّلام ) ليظهر عدم مقدرته[2].

وقد أسهم الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في صياغة الخطب العسكرية في عهد أبيه وبعده ، كما مرّ علينا ، وقد لاحظنا إحكام البناء والتطعيم بالعنصر الإيقاعي والصوري بشكل واضح .

وتميّزت رسائل الإمام ومكاتباته بالاقتصاد اللغوي وبتكثيف عنصر ( الإشارة الدالّة ) أي العبارة المنطوية على شفرات دلالية ، وهذا ما نجده مثلا في رسالته إلى معاوية ورسالته إلى زياد بن أبيه ، حيث لم تتجاوز كلّ منهما السطرين ، فالأوّل - وهو معاوية - بعث رجلين يتجسّسان ، فكتب ( عليه السّلام ) :

« أمّا بعد ، فإنّك دسست الرجال كأنّك تحبّ اللقاء ، لا أشكّ في ذلك ، فتوقّعه إن شاء اللّه ، وبلغني أنّك شمتّ بما لم تشمت به ذوو الحجى »[3].

وأمّا الرسالة الأخرى فقد بعثها إلى زياد حيث نكّل بأحد المؤمنين ، فطالبه ( عليه السّلام ) بالكفّ عن ذلك ، فردّ زياد برسالة إلى الحسن ( عليه السّلام ) جاء فيها :

« من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة : أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي ، وأنت طالب حاجة وأنا سلطان »[4].

واضح أنّ هذه الرسالة من زياد تعبير عن إحساسه المرضيّ بعقدة الحقارة والنقص ، فهو ينسب نفسه إلى أبي سفيان ، وينسب الحسن ( عليه السّلام ) إلى فاطمة ( عليهما السّلام ) ، إلّا أنّ الحسن ( عليه السّلام ) أجابه بسطرين ، نحسب أنّهما مزّقاه كلّ التمزيق ، حيث كتب ( عليه السّلام ) :

« من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سميّة ، أمّا بعد ، فإنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : الولد للفراش ، وللعاهر الحجر »[5].

من أدبه ( عليه السّلام ) المنظوم :

1 - قال ( عليه السّلام ) في التذكير بالموت :

قل للمقيم بغير دار إقامة * حان الرحيل فودّع الأحبابا

إنّ الذين لقيتهم وصحبتهم * صاروا جميعا في القبور ترابا

2 - وقال ( عليه السّلام ) في الزهد في الدنيا :

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني * وشربة من قراح الماء تكفيني

وطمرة من رقيق الثوب تسترني * حيا وإن متّ تكفيني لتكفيني

3 - وله ( عليه السّلام ) في السخاء :

إنّ السخاء على العباد فريضة * للّه يقرأ في كتاب محكم

وعد العباد الأسخياء جنانه * وأعدّ للبخلاء نار جهنّم

من كان لا تندى يداه بنائل * للراغبين فليس ذاك بمسلم[6]

4 - وبلغه ( عليه السّلام ) سبّ ابن العاص له في مجلس معاوية ، فقال ( عليه السّلام ) :

أتأمر يا معاوي عبد سهم * بشتمي والملا منّا شهود ؟

إذا أخذت مجالسها قريش * فقد علمت قريش ما تريد

أأنت تظلّ تشتمني سفاها * لضغن ما يزول وما يبيد ؟

فهل لك من أب كأبي تسامى * به من قد تسامى أو تكيد ؟

ولا جدّ كجدي يا ابن حرب * رسول اللّه إن ذكر الجدود

ولا امّ كامّي في قريش * إذا ما حصّل الحسب التليد

فما مثلي تهكّم يا ابن حرب * ولا مثلي ينهنهه الوعيد

فمهلا لا تهيّج بنا أمورا * يشيب لهولها الطفل الوليد[7]

5 - وله ( عليه السّلام ) في الاستغناء عن الناس :

اغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير اللّه بالرازق

من ظنّ أنّ الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق

من ظنّ أنّ الرزق من كسبه * زلّت به النعلان من حالق[8]

 


[1] تحف العقول : 231 .

[2] راجع حياة الإمام الحسن : 2 / 298 - 300

[3] الإرشاد للمفيد : 189 .

[4] جمهرة الرسائل : 2 / 3 .

[5] المصدر نفسه : 37 .

[6] بحار الأنوار : 10 / 95 .

[7] حياة الإمام الحسن : 2 / 260 .

[8] نور الأبصار : 175 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.