أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2022
14416
التاريخ: 9-7-2022
2916
التاريخ: 30-7-2022
1591
التاريخ: 25-6-2022
5683
|
آن فشل المدرسة التكوينية التقليدية كان دافعا إلى البحث في التكوين الداخلي للمجرم (عضويا كان هذا التكوين أم نفسيا) فظهرت على أثر ذلك المدرسة النفسية التقليدية والواقعية، حيث حاول أنصار المدرسة السيكولوجية تفسير السلوك الإجرامي في ضوء متغيرات سيكولوجية كالذكاء والقدرات الموروثة والاستعدادات وطبيعة سمات الشخصية والضعف العقلي، وبعبارة أخرى ربط السلوك الإجرامي بالاضطرابات السلوكية وعدم استواء الشخصية ومتغيرات نفسية كالأحباط والكبت والتربية القامعة أو التسلطية والعقد النفسية في اللاشعور والأمراض النفسية (1)
الفرع الأول
المدرسة النفسية التقليدية
نشأت هذه المدرسة في أحضان المدرسة التكوينية الحديثة باستخدام المنهج الموضوعي، أي النظر إلى التكوين النفسي نظرة موضوعية وإعتباره كما لو كان وقائع خارجية، والاستعانة بالتكوين العضوي لتحليل التكوين النفسي، وقد ربطت هذه المدرسة السلوك الإجرامي بالمتغيرات التي تصب الجهاز العصبي بسبب الخلل في المخ (كألتهاب الأغشية) مما يؤدي إلى فقدان المخ للسيطرة على مركز الجسم وبالتالي يدفع الشخص إلى سلوك الجريمة.(2) وقد تم نقد هذا المنهج بسبب أن التكوين النفسي ظاهرة معنوية لامادية حيث لا يتبع فيه المنهج الموضوعي، لذا فقد ظهر المنهج الشخصي الذي يعتمد على التحليل النفسي للكشف عن البواعث والمشاعر والأحاسيس الدفينة في أعماق النفس والتي تساعد على تفسير السلوك الإجرامي، هذا مما دعى إلى ظهور مدرسة التحليل النفسي بزعامة (فرويد) التي أرجعت السلوك الإجرامي إلى التكوين النفسي وحده (3).
الفرع الثاني
مدرسة التحليل النفسي
أن فحوى هذه المدرسة هو البحث عن عوامل الجريمة في شخصية المجرم عن طريق تحليلها، لاسيما من حيث تأثير العوامل الاجتماعية والاضطرابات العاطفية والعلل والأمراض النفسية والتي يعد تحققها نتيجة للفاعل الاجتماعي أكثر مما هو نتيجة لعوامل الوراثة الطبيعية (4)، وذلك أنه لما كانت الجريمة من حيث الواقع ظاهرة اجتماعية وسلوك فردي في نفس الوقت، فقد ظهر إتجاه جديد يتلائم مع هذا الواقع فيضيف إلى التكوين النفسي عوامل أخرى تدفع إلى السلوك الإجرامي. فالجريمة تتحقق بالتفاعل الاجتماعي أكثر مما يلعبه العامل الوراثي. وقد حاول أنصار مدرسة التحليل النفسي تفسير الانحرافات السلوكية في ضوء عوامل نفسية وتربوية تتعلق بالتنشأة الاجتماعية أو في ضوء نظريتهم عن الشخصية، أو في ضوء تصورهم المكونات و میکانزمات الحياة النفسية عند الإنسان مع التركيز المفرط على الدافع الجنسي، أو ما يطلقون عليه أحيانا غريزة الحياة في مقابل العدوان أو غريزة الموت(5) فالطابع الغالب في هذه المدرسة يلزم بالرجوع إلى نفسية المجرم و تحليل شخصيته تحليلا كاملا يبتدأ من مراحل عمره الأولى ويشمل مختلف مراحل حياته ثم البحث في علاقاته مع الآخرين، ویری (فرويد) أن من شأن هذا التحليل الكشف عن صراعات النفس الداخلية ومن ثم الكشف عن العوامل الدفينة للأجرام (6) ، لذلك قسم فرويد النفس الانسانية إلى ثلاثة أقسام (7) وهي:
القسم الأول: الذات الدنيا (الأنا الدنيا - النفس ذات الشهوة - هو ( ID ويشمل هذا القسم الميول الفطرية والاستعدادات الموروثة والأحاسيس والغرائز البدائية (كالاعتداء والانتقام والتعذيب والأفعال الجنسية المحرمة) التي لا تتفق مع النظام الأجتماعي المتطور.
أن اهتمام الذات الدنيا ينصب في الانسياق وراء اللذة وإشباع الشهوات بأي ثمن دون إعتداد بمنطق أو مثل أوقيم، حيث بقت مكبونة في النفس بسبب التربية والتعليم، ولكنها في حالة تهيأ الظروف المناسبة تظهر للبحث عن الفرص المؤاتية لأشباعها. وقد إعتبر (فرويد) الأحلام بأنها الشكل المقنع للميول البدائية فهي تعبر عن الرغبة المكبوتة في أعماق النفس سواء تعبر عن الخير أو الشر، وكذلك قال عن النوم الطبيعي بكونه يمثل مرونة الحياة العقلية وشبهه بحالة انتزاع الملابس عند الحلم ثم ارتدائها عند اليقظة، وجعل الحلم موضوع للتحليل النفسي فهو يمثل ظاهرة للحياة النفسية اثناء النوم... وقد شبه النوم الطبيعي بالتنويم المغناطيسي الاصطناعي) من حيث الانصراف عن العالم بأسره فالموقف النفسي في كلاهما متاثل (8). وقد بين (قروید) بأن الذات الدنيا هي العالم الذاتي الحقيقي الباحث عن اللذة دون الالم فهو غامض و مبهم في الشخصية، حيث يتم التوصل إلى جزء منه عن طريق الاحلام والامارات العصبية. ويمكن القول بان الذات الدنيا هي نتاج التطور المثل النفسية للهبة البايولوجية للفرد) (9)
القسم الثاني: الذات (الانا- النفس - العقل - ECO): هي مجموع الملكات العقلية المستمدة من رغبات النفس بعد تهذيبها وفقا لمقتضيات الحياة الاجتماعية، فهي اذن الجانب الواعي (العاقل) المنسجم مع الواقع... وتتحدد وظيفته في القيام بالتكييف بين النزعات الفطرية (الذات الدنيا) والقيم الاجتماعية، أي يقوم بكبح جماح الذات الدنيا على اشباع رغباتها الغريزية وحملها على التعبير عن نزعاتها بشكل يتفق مع مقتضيات البيئة ولا يتعارض مع ما تأمر به الأنا العليا... هذا وان فشل الذات في هذه المهمة سيؤدي إلى انفلات الشهوات بشكل يتعارض مع القيم الاجتماعية، او يؤدي إلى تسامي النشاط الغريزي عن طريق كبته فيما وراء الشعور (10) وهذا يعني ان عجز الذات يسهم في ظهور كافة انواع السلوك الانحرافي بما فيه السلوك الإجرامي. وقد شبه فرويد الذات (بالفارس) والذات الدنيا (بالفرس الجموح) والذي يدفع براكبه في أغلب الأحيان الوجهة التي يريدها، فوظيفة الفارس كبح جماح الفرس الغرض السيطرة عليها والآ إنساق معها حيث تريد وهذا يعني الأخطار والأهوال، (11) وعليه فأن التفكير والفطنة والذكاء قابليات موروثة فمن يستخدمها بأسلوب التربية والتعليم والتجارب سيولد التفكير بفاعلية اكبر تساعد على الوصول للحقيقة... ويمكن القول بأن الذات هي حصيلة تفاعل بين الفرد والواقع الموضوعي والعمليات العقلية.
هذا وقد قسم فرويد الذات إلى:
أ- الشعور العقل الظاهر): فهو وسيلة الوعي والاحساس والادراك المباشر.
ب- ماقبل الشعور (العقل الكامن): ويمثل الافكار والخواطر والذكريات القابلة للاستظهار بحيث يمكن للفرد أن يسترجعها ويتذكرها كلما اراد ذلك.
ج- اللاشعور (العقل الباطن): ويمثل الأفكار والخواطر التي ليس بامكان الفرد أن يسترجعها الا في حالات شاذة كالاحلام او التحليل النفسي او التنويم المغناطيسي. وقد دمج فرويد الشعور وما قبل الشعور من الناحية العملية فأصبحت الذات تتكون من الشعور واللاشعور، والسبب في ذلك هو وجود قوة خفية تمنع الذكريات والخواطر من الظهور في الشعور، اما لكونها تكون ضد التقاليد والعادات او لكون الذكريات والافكار تحمل من الالام لا يمكن للشعور أن يتحملها وتسمى هذه القوة (الكبت)... وعليه فان اللاشعور يملك قوة وتأثير النفس الإنسانية يفوق الملكات الشعورية فالعقل الباطن يشتمل على اقوى مظاهر الحركة الفكرية والنشاط النفساني وله تأثير في الأفكار والمشاعر والسلوك الشعوري والسبب في ذلك إلى أن اللاشعور يحوی ذکریات الطفولة والحوادث النفسية المكبوتة اضافة إلى النزاعات والاستعدادت والميول الفطرية الموروثة وهذا كله يؤثر على الشخصية بحيث يتكيف وفقا لها السلوك الصادر عن هذه الشخصية.
القسم الثالث: الذات العليا (الانا العليا - الضمير- الجانب المثالي من النفس ( - super- Ego ) : وتشمل المبادئ السامية التي اكتسبها الطفل من والديه ومعلميه وكذلك القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية الموروثة عن الاجيال السابقة والمكتسبة من البيئة الاجتماعية الحالية. وتمثل بكونها مصدر الردع الحقيقي للشهوات (الذات الدنيا) ومنها تستمد (الذات قوة الردع لكبح جماح وضبط النزعات والغرائز الذات الدنيا). وعليه فالذات العليا تراقب الذات في اداء وظائفها تجاه الذات الدنيا ومحاسبتها عن التقصير في أداء مهمتها فتوجه لها النقد والتأنيب اذا ما سمحت اللذات الدنيا) بتغليب شهواتها على القيم الاجتماعية. ويذهب (فرويد) إلى أن الذات العليا) تمثل (صوت الضمير) و قد قسم الذات العليا إلى:
أ- الذات المثالية: وتمثل تطابق الأفكار والانطباعات لما هو جيد اخلاقيا حسب وجهة نظر الوالدين فيتم تعليم الطفل للقيم والمثل من خلال تشجيعه بحب تلك القيم والمثل کتشجيعه على النظافة.
ب- النفس: وتمثل تصورات واحاسيس لما يعتبره الوالدين ردئ وآثم ويتبلور هذا التصور من خلال عقاب الطفل كعقابه على قدراته وعدم اهتمامه.
إذا الذات المثالية والنفس جانبان مضادان لزاوية أخلاقية واحدة. فالذات العليا للطفل هي انعكاس للذات العليا للوالدين اضافة إلى المربين والمعلمين ورجال الدين والاداريين (12). ويمكن القول بأن الذات العليا هي نتاج التقاليد الحضارية.
أثر الخلل النفسي في السلوك: پری فروید أن السلوك الفردي يتوقف على العلاقة ما أن الذات تكونت خارج الذات الدنيا، والذات العليا تكونت خارج الذات، فبتفاعل الأقسام الثلاثة للتآلف والاندماج من اجل تحقيق التوازن الداخلي التي يتسم بها الشخص العادي. وقد يحدث عن هذا التفاعل عدم توافق مما يؤدي إلى ارتكاب الفرد للجريمة، وعليه فان تغلبت الذات الدنيا كان السلوك منحرفا وان الشخصية غير ناضجة، اما ان تغلبت الذات العليا كان السلوك قويها وان الشخصية ناضجة. وقد اعتمد (فرويد) في تفسيره للسلوك الإجرامي على التحليل النفسي باعتباره (نظرية للشخصية) فحدده على أساس (فكرة ديناميكية تأخذ بالحياة العقلية إلى التفاعل المتبادل بين الدفع والردع للقوى) (13).
فالذات الدنيا تملك قوة الدفع. أما الذات والذات العليا تملكان قوة الردع لمنع الافعال الشريرة الصادرة من الذات الدنيا. إضافة إلى امتلاكهم للقوى الدافعة. وقد حدد (فرويد) الصراعات النفسية على ما يأتي:
1- الذات الدنيا مع الذات ضد الذات العليا.
2- الذات مع الذات العليا ضد الذات الدنيا. وفق ما تقدم فان كل من الذات الدنيا والذات العليا يحاول ان يسحب الذات لجانبه لاجل تحقيق أغراضه. لهذا تعد الذات هي بداية وأساس کل صراع والذي تكون نتيجته مؤثرة تأثيرا بالغا في نمو الشخصية (14). فالسلوك الإجرامي يتحقق في حالتين:
أ- عدم تمكن الذات من تحقيق الانسجام بين الذات الدنيا ومقومات الحياة الاجتماعية.
ب- عدم تمكن او عجز الذات العليا من القيام بواجب الرقابة والردع لاجل قیام الذات الدنيا بأشباع رغباتها دون الإخلال بالواقع الاجتماعي. ووفقا لذلك تتحقق الجريمة اما:
أ-بانفلات الرغبات الشهوانية.
ب-عن طريق العقد النفسية المكبوتة في الجانب اللاشعوري من العقل. (15) وبهذا تجرف الذات الدنيا الذات في طريقها لتحقيق رغباتها دون مراعاة للقيم الاجتماعية ومنها سلوك الجريمة. (16) وبين (فروید) تفسيره للسلوك بان الطفل يحمل نزعات غريزية تكون في البداية نزعات شعورية ثم ترتد إلى اللاشعور اثر اصطدامها بالبيئة لما تشمل من عادات وتقاليد واصول التربية. فاللاشعور يتمثل بالميول والنزعات الفطرية وتقاليد وقيم المجتمع، وبممارسة الذات لدورها في كبح جماح الذات الدنيا تخمد الميول والنزعات الفطرية لدى الطفل وتستقر في اللاشعور وينشأ عن الردع المتواصل لرغبات الطفل قوة الكبت (ملكة الكبت) . وعليه فأن كانت تربية الطفل قائمة على اسس متوازنة توفق بين الرغبات والميول وبين أصول التربية النفسية سيؤدي هذا إلى تصعيد الرغبات بصورة صحيحة.
أما اذا كانت تربية الطفل قائمة على اسس غير سليمة لا توفق بين الرغبات واصول التربية فسيؤدي إلى خلق حالة الكبت والمرض وتعرض الفرد مستقبلا اللامراض العصبية والاضطرابات النفسية مما يتسبب في نشأة العقد النفسية (كعقدة اوديب - اليكترا - النقص - التقمص - الذنب).(17) وقريب من هذا التفسير للسلوك الإجرامي مايذهب اليه كل من العالمين (ریکیان وريك) إلى أن السلوك يرجع إلى ضعف الذات وتفكك روابطها المعنوية نتيجة الردع المستمر الصادر من الذات العليا.
اثر العقد النفسية في السلوك الإجرامي: من أهم العقد التي توصل اليها فرويد هي
عقدة أوديب وعقدة الذنب) 1- عقدة اوديب: يفسر فرويد العلاقات العاطفية بالازدواج، أي وجود مشاعر الحب والكراهية في آن واحد تجاه الشيء الواحد. ان عقدة اوديب هي عقده نفسية تظهر لدى الطفل بعد اجتيازه مرحلة الجنسية الذاتية أي تجاوزه السادسة من عمره، ففي هذه المرحلة يمر الطفل بموقف سمي بموقف اوديب) وهو انتقال ميوله الجنسية إلى اول شخص خارجي يؤثر فيه وهو عادة (الام) فحبه لامه ووجود ابيه كمنافس له يسبب له أن يكره ابيه وبنفس الوقت يحبه، هذا مما يؤدي إلى خلق نوعين من الرغبات المتناقضة تحمل مشاعر تجاه الاب.
فاذا لم تقم الذات بعملية التوفيق والانسجام لهذه المشاعر مع الواقع الاجتماعي سيؤدي الحال بالطفل إلى اصابته بعقدة نفسية تستقر في اللاشعور وتسمى بعقدة اودیب (18)، هذا مما يرتب نتائج سلبية يتعرض لها الطفل وتتمثل بما يأتي:
أ- القلق وعدم الاستقرار وفقدان التوازن ومن ثم عدم القيام بالسلوك المعتاد.
ب- البغض اللاشعوري للاب مما يدفع الطفل إلى أن يكره كل ممثل لسلطة کالمربين والمعلمين، فيقوم بخرق التعاليم والقوانين والانظمة من خلال القيام بتصرفات مخالفة لها وللقيم الاجتماعية والاخلاقية.
ج- أن حب الطفل لامه يعوض له عن الرغبة في الزواج لان هذا الحب يحقق له الرغبة الجنسية بصورة رمزية. وحتى اذا فكر بالزواج فيما بعد فانه سيقوم باختيار امرأة قريبة الشبه بامه وبسنها. (19) .
2-عقدة الذنب: تتحقق هذه العقدة من خلال سيطرة الشعور بالذنب والتقصير لدى الإنسان بسبب المغالاة في سيطرة الذات العليا على الذات. وهذه العقدة تنشأ في المراحل الأولى من حياة الإنسان، وذلك من خلال قيامه بتصرفات غير معقولة وقيام الاب بالتوبيخ والعقاب من اجل افعال بسيطة مما يتسبب إلى أن ينظر الطفل إلى الأفعال التي قام بها بكونها خطايا كبيرة. وقد اعتبر (فروید) بان (شدة الشعور بالخطيئة من اكثر البواعث للاجرام لا لارتكاب الجرم ذاته) (20).
هذا وقد تؤدي العقدة إلى الاضطراب النفسي نتيجة غياب الذات العليا او ضعفها فيؤدي بالطفل إلى ارتكاب السلوك الشاذ لم يصل لحد الجريمة، ثم بعد ذلك تعود الذات العليا بقدرتها على توجيه ورقابة الذات مما يؤدي إلى تكوين (عقدة الذنب والخطيئة)(21). وهذا كله نتيجة شعور الفرد بعجز وقصور الذات العليا، وهذا الشعور يلح على صاحبه بالتأنيب المستمر الذي لا يمكن التخلص منه الا بالمتاعب والمشكلات او قد يرتكب جرائم ولا تهدأ نفسه الا بنيل الجزاء.(22)
تقدير النظرية: يتم تقدير النظرية من خلال بيان المزايا والانتقادات. المزايا: من ابرز ما امتازت به النظرية هي:
1- اتباع البحث والتحليل والاستنتاج.
2- دراسة الجانب النفسي
3- تحليل الجانب اللاشعوري وابراز أهمية الغرائز الفطرية.
4- اعتماد التحليل النفسي منهج للبحث في العمليات النفسية.
5- اعتبار التحليل النفسي فن لعلاج الأضطرابات النفسية (العصبية)
6- التحليل النفسي يتضمن مجموعة من المعارف النفسية يتألف منها نظام علمي جديد (23).
7- بحث وظائف الشخصية العادية المتزنة وبحث الكبت والقلق.
8- بحث التوازن بين العقل والأنفعال.
9- توضيح مفهوم الغرائز والشعور واللاشعور والدوافع الفطرية (24).
10- وضع الحجر الأساس لدراسة الأحلام وتفسيرها وتأثيرها على السلوك (25) .
11-ربط فرويد بين تحليل الكيان النفسي والخلل الذي يصيبه والأضطرابات والعقد للوصول إلى العوامل الحقيقية من دراسة نفسية وكيان المجرم وبين ما تسببه العقد والاختلالات من أثر في السلوك.
العيوب: تجسدت عیوب نظرية فرويد فيما يأتي:
1- من حيث المنهج: أن المنهج الذي إعتمده فروید انطوى على عيوب عدة منها:
أ- اعتمد فرويد على نتائج أبحاثه لتفسير السلوك الإجرامي، حيث إستند إلى مجموعة من التصورات الفلسفية المستوردة من علوم متنوعة تميزت بالأبداع في عصره أثرت تاثیرة كبيرة على تطوره العقلي وفي تحديد نمطه الفكري، (26) وهو الذي يفسر بوضوح عجزه عن التمييز بين خواص المادة والذات البشرية بصورة دقيقة، لأن معرفة خصائص المادة وتركيبها وان أدت إلى تمكين الأنسان من التحكم في كل شيء فوق سطح الأرض (27)، الا أنها لا تملك مثل هذه الصلاحية لأكتشاف أسرار الأنسان والتحكم في ذاته.
ب- كيان الأنسان أكثر تعقيدة وأعمق ترکیبا مما تصوره فروید، وكان يسوده الافتراض المتسرع، (28) جانب من الباحثين إلى وصف تحليله بالسذاجة، (29) اذ ليس هناك وسيلة لأدراك الذات الكاملة للأنسان أو فهم علاقة أجزاء جسمه بالعالم الخارجي، فتحليل النفس الإنسانية تحليلا كاملا يقتضي الاستعانة بمجموعة من العلوم والفنون المختلفة.
2- من حيث المضمون: ان مضمون نظرية فرويد إعترته جملة عيوب منها:
أ-ان فرویدقد تأتر بآراء (دارون) بافتراضه الأنسان حیوان بشري تسيره غرائزه الجنسية وهذا بلاشك - إفتراض خاطئ، وذلك الإنسان مخلوق کرمه الله تعالى بعدة آيات ميزه فيها عن الحيوان، حيث قال تعالى ( ولقد کرمنا بني آدم وحملناهم في البحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)(30).
ب- التعميم من بعض الحالات التي فحصها (فرويد) والنتائج التي توصل اليها لأجراء تجاربه على المرضى. وما يؤكد خطأ نظرية فرويد هو أن الواقع يدل على أن المصابين بفقدان الغريزه الجنسيه فطرة او مرضا هم أشخاص طبيعيون شأنهم في ذلك شأن المئات من الأشخاص الذين لم يتزوجوا ولم یارسوا الغريزه البته، وواقعنا الأجتماعي خير دليل على ذلك، حيث أن الخوف من الوقوع في المعصية والحياء والألتزام الأخلاقي من شأنها جميعا أن تهذب من تأثير الغريزة الجنسية ومن ثم لا يكون لها أثرا على الأشخاص الطبيعيين، لأن قيمهم ومثلهم العليا جعلتهم أرفع من أن ينساقوا وراء شهواتهم وغرائزهم.
ج- إعتبر فرويد الجريمة حتمية الوقوع بسبب الصراع في الجانب اللاشعوري في النفس وما يصاحبه من خلل واضطراب، وهذا الاستنتاج يتعارض مع اعتبار الجريمة مخلوق قانوني يتجاوب مع متطلبات الحياة الاجتماعية.
د-حصر فروید دراسته في المرض النفسي وهذا ما يجعل المجرم مريضا يحتاج إلى علاج بدل العقاب، علما أن الدراسات اثبتت بان الكثير من المجرمين غير مرضي وان الجريمة ليست في كافة حالاتها ظاهرة مرضية، واذا كان العامل النفسي له دور في السلوك فهو ليس العامل الوحيد (31).
الفرع الثالث
المدرسة النفسية الواقعية
نتيجة للنقد السابق لنظرية التحليل النفسي ذهب العالم البلجيكي (دي جريف) إلى ضرورة البحث اولا في التكوين العضوي لدورة في التأثير على السلوك الإجرامي ثم البحث في مدى توافق الفرد مع مكونات الجانب الشعوري واللاشعوري من جهة والبيئة المحيطة به من جهة اخرى.
أي أن السلوك الإجرامي = التكوين العضوي + التوازن النفسي للمجرم واتفق دي جريف مع فرويد بكون أن المجرم اداة للجانب اللاشعوري الذي تكون لديه منذ الطفولة نتيجة احساسه بعدم العدالة، واعتبار هذا الجانب عامل مهم في انتاج السلوك الإجرامي. فالمجرم شخص مريض عضويا ونفسيا. وقد انتقدت آراء (دي جريف) با انتقدت.
به المدرسة التكوينية ومدرسة التحليل النفسي، (32) مما ادى هذا إلى ظهور المدرسة النفسية الواقعية) بزعامة (لاجاش - میکلي - مایو - کورمبير) التي ذهبت إلى أن النشاط الإجرامي مرتبطا بالعالم الخارجي ومرجع ذلك إلى أن الجريمة سلوك فردي وظاهرة اجتماعية. ولهذا فان التكوين العضوي والنفسي يفسر جانب من هذا السلوك فضلا عن أن المجرم انسان كغيره من الاسوياء. ولم يثبت علميا بان جميع المجرمين مصابون بإمراض عضوية او نفسية، وإنما هناك فئة منهم مصابة بهذه الإمراض وان أجرامهم مصدره حالتهم المرضية. وتوصلت هذه المدرسة إلى عدة نتائج منها:
1- البحث في تفسير الظاهرة الإجرامية بالاقتصار على المجرمين الحقيقيين (غير المرضى الذين يمتلكون تكوين عضوي ونفسي كما هو الحال لدى الاسوياء.
2- أن مصدر سلوك هؤلاء المجرمين الحقيقيين هو العقلية الاجتماعية او غير المتكيفة اجتماعيا، أي العقلية التي ينشأ عنها حالة عدم التكيف مع المجتمع مما ينتج عنها اضطرابات نفسية وعصبية (33). ويفسر ذلك بأن عدم التكيف = عوامل نفسية +تكوين عضوي + تجارب الشخصية وخبرات الفرد منذ مولده + البيئة الاجتماعية.
فالمدرسة تؤكد على العامل النفسي بالدرجة الأولى تفوق على العامل العضوي والاجتماعي ويركزون على الجانب اللاشعوري من النفس. ولكن دور العامل النفسي في تفسير السلوك لايبحث عنه من خلال تحليل النفس، وانها من العقلية اللااجتماعية التي تجعل وقوع صاحبها في الإجرام قاب قوسين او ادنی. ويتضح من العرض السابق أن المدرسة النفسية الواقعية قد تجاوزت التحليل النفسي لتفسير السلوك الإجرامي ولم تهمل دور العوامل العضوية والاجتماعية في تفسير هذا السلوك. ومن اهم مزايا هذه المدرسة: تتجسد في: لاتنظر للظاهرة الاجرامية باعتبارها ظاهرة مرضية ولا تعتبر المجرم انسان مريض أما عيوبها فتتمثل بما يأتي:
1- ردت السلوك الإجرامي إلى فكرة العقلية الاجتماعية دون بيان كيفية نشؤ هذه العقلية رغم اعتبارها السبب المباشر للجريمة. (34)
2- إفراطها بالاهتمام بالعوامل النفسية وإعطائها دورا أهم من العوامل الأخرى.
في إنتاج السلوك الإجرامي.
________
1- د. نبيل محمد السمالوطي- ص83و197
2- د. محمد شلال حبيب أصول علم الأجرام _مطبعة دار الحكمة بغداد ط2 ، 1990 ، ص 89 .
3- د. علي عبد القادر القهوجي - علمي الإجرام والعقاب - الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت. 1984 ۔ ص 51 .
4- سيجموند فروید. مدخل إلى التحليل النفسي ترجمة جورج طرابلس ط1- دار الطليعة. بیروت 1980ص625 .
5- د. نبيل محمد السمالوطي- مرجع سابق، ص 200
6- أدوين هسنرلاند ورونالد كريسي- مبادئ علم الإجرام۔ ترجمة اللواء محمود السباعي ود. حسن صادق المرصفاوي مكتبة الأنجلو مصرية القاهرة- 1968. ص73 د. جلال ثروت- الظاهر الاجرامية (دراسة علم الإجرام والعقاب ) الإسكندرية. 1983 ص62 و 95
7-د. عبد الفتاح الصيفي - علم الإجرام- بيروت - 1973 ، ص 241/د. يسر انور على وأمال عبد الرحيم عثمان - علم الإجرام والعقاب - دار النهضة العربية – القاهرة 1980 - ص 135/المستشار محمد فتحي - علم النفس الجنائي - 1943 ص90د. نبيل محمد السمالوطی۔ المرجع السابق۔ ص200-201 .
8-- د. محمد شلال حبيب- مرجع سابق، ص 94- 95
9- كالفن- س. هول- مبادئ علم النفس الفرويدي. تعريب الأستاذ دحام الكيال- مكتبة النهضة بغداد- 1393 ط2 - 1973- ص28
10- د. محمد شلال حبيب. المرجع السابق. ص96 .
11- المستشار محمد فتحي- مرجع سابق، ص 94 استاذنا المرحوم عبد الجبار عريم- نظريات علم الإجرام ط1- مطبعة المعارف بغداد- 1973- ص18وص 181.
12- كالفن- س- هول- مرجع سابق، ص33 و 36 المستشار محمد فتحي- مرجع سابق، ص 94- 95 د. أكرم نشات ابراهيم- علم النفس الجنائي- ط - مطبعة المعارف بغداد- ص48- 87 استاذنا المرحوم عبد الجبار عريم مرجع سابق، ص178- 182 د. رؤوف عبيد- اصول علمي الأجرام والعقاب ط4 دار الفكر العربي القاهرة- 1977- ص212- 213 د. فوزيه عبد الستار - مبادئ علم الإجرام و علم العقاب - دار النهضة العربية القاهرة – 1978 ، ص44 د. عبد الفتاح الصيفي- مرجع سابق۔ ص87- 98 د. عبد الفتاح الصيفي . محمد زكي أبو عامر - ص 102- 103 .
13- كالفن- س- هول- مرجع سابق، ص 54
14- كالفن- س- هول المرجع السابق. ص37 و 54 و 58و59
15- د. حسنين ابراهيم صالح عبيد. الوجيز في علم الإجرام و علم العقاب القاهرة- 1978. ص 41/ الاستاذ عبد الجبار عريم- نظريات علم الإجرام ط1- مطبعة المعارف بغداد- 1973 ۔ ص186 د. فوزية عبد الستار - مرجع سابق، ص44 و 45 د. يسر انور ود. آمال عبد الرحيم عثمان- مرجع سابق ص148
16- د. أكرم نشات ابراهيم- علم النفس الجنائي- ط - مطبعة المعارف بغداد ، ص88
17- د. علي عبد القادر القهوجي - علمي الإجرام والعقاب - الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت. 1984 ، ص54۔ 55
18- د. أكرم نشات مرجع سابق، ص92- 93 د. حسنين إبراهيم صالح عبيد الوجيز في علم الإجرام و علم العقاب۔ دار النهضة العربية- القاهرة 1978 ص 2مد. عمر السعيد رمضان دروس في علم الإجرام- مرجع سابق ص70 د. أحمد عكاشه- الطب النفسي المعاصر- مكتبة الأنجلو- مصرية القاهرة 1976- ص337 .
19- د. أكرم نشات مرجع سابق، ص 93- 94 .
20- المستشار محمد فتحي- مرجع سابق، ص96 و 98 .
21- د. مامون محمد سلامه. اصول علم الإجرام- ص179 د. فوزية عبد الستار مرجع سابق ص 46 .
22- د. آکرم نشات مرجع سابق، ص97
23- د. مصطفى فهمي علم النفس التكتيكي. مكتبة مصر. فجالة القاهرة 1967- ص293- 294 .
24- كالفن -س- هول- مرجع سابق، ص 902 .
25- المستشار محمد تحي- مرجع سابق۔ ص204 .
26- لويس التاسير وجورج كانغيليم- دراسات لا إنسانية. ترجمة د. سهيل القش- المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع طا. 1981- ص 47
27- وحید الدین خان الدين في مواجهة العلم۔ ترجمة ظفر الاسلام خان- ومراجعة عبد الحليم عويس- ط3 القاهرة- 1974- ص 47
28- د. رؤوف عبيد- اصول علمي الأجرام والعقاب۔ طه - دار الفكر العربي القاهرة. 1981 ، ص 311
29- الكيم كاريل- الأنسان ذلك المجهول- ترجمة عادل شفيق۔ الهيئة العامة للكتاب- القاهرة- بیروت۔ 1973- ص 43
30- سورة الإسراء الآية (70)
31- د. علي عبد القادر القهوجي - علمي الإجرام والعقاب - الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت. 1984 ، ص56
32- Stefani,levasseur jambu- merlin; opcit,p. 214,n197.
د. يسر أنور ود. آمال عثمان- مرجع سابق، ص137
33- د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص58.
34- د. جلال ثروت مرجع سابق، ص109
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|