أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3199
التاريخ: 7-03-2015
3279
التاريخ: 18-6-2022
2543
التاريخ: 9-4-2016
3375
|
وأخذ سيد الشهداء في تجهيز أخيه ، وقد أعانه على ذلك عبد اللّه بن عباس وعبد الرحمن بن جعفر وعلي بن عبد اللّه بن عباس وأخواه محمد بن الحنيفة وأبو الفضل العباس ، فغسّله وكفّنه وحنّطه وهو يذرف من الدموع مهما ساعدته الجفون ، وبعد الفراغ من تجهيزه ؛ أمر ( عليه السّلام ) بحمل الجثمان المقدّس إلى مسجد الرسول لأجل الصلاة عليه[1].
وكان تشييع الإمام تشييعا حافلا لم تشهد نظيره عاصمة الرسول ، فقد بعث الهاشميّون إلى العوالي والقرى المحيطة بيثرب من يعلمهم بموت الإمام ، فنزحوا جميعا إلى يثرب ليفوزوا بتشييع الجثمان العظيم[2] وقد حدّث ثعلبة ابن مالك عن كثرة المشيعين فقال :
« شهدت الحسن يوم مات ، ودفن في البقيع ، ولو طرحت فيه إبرة لما وقعت إلّا على رأس إنسان »[3].
وقد بلغ من ضخامة التشييع أنّ البقيع ما كان يسع أحدا من كثرة الناس .
دفن الإمام ( عليه السّلام ) وفتنة عائشة :
ولم يشكّ مروان ومن معه من بني أمية أنّهم سيدفنونه عند رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، فتجمّعوا لذلك ولبسوا السلاح ، فلمّا توجّه به الحسين ( عليه السّلام ) إلى قبر جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ليجدّد به عهدا ؛ أقبلوا إليهم في جمعهم ، ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول : ما لي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا احبّ ؟
وجعل مروان يقول : يا ربّ هيجا هي خير من دعة ، أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ ؟ ! لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف .
وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم وبني أمية فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له : ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لكنّا نريد أن نجدّد به عهدا بزيارته ثم نردّه إلى جدّته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك ، ولو كان أوصى بدفنه مع النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) لعلمت أنّك أقصر باعا من ردّنا عن ذلك ، لكنّه ( عليه السّلام ) كان أعلم باللّه وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما ، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه .
ثم أقبل على عائشة وقال لها : وا سوأتاه ! يوما على بغل ويوما على جمل ، تريدين أن تطفئي نور اللّه وتقاتلي أولياء اللّه ، ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين واللّه منتصر لأهل البيت ولو بعد حين .
وقال الحسين ( عليه السّلام ) : « واللّه لولا عهد الحسن بحقن الدماء وأن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف اللّه منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا » .
ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي اللّه عنها[4].
ووقف الإمام الحسين ( عليه السّلام ) على حافة القبر ، وأخذ يؤبّن أخاه قائلا :
« رحمك اللّه يا أبا محمد ، إن كنت لتباصر الحقّ مظانّه ، وتؤثر اللّه عند التداحض في مواطن التقية بحسن الروية ، وتستشف جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة ، وتفيض عليها يدا طاهرة الأطراف ، نقية الأسرة ، وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك ، ولا غرو فأنت ابن سلالة النبوّة ورضيع لبان الحكمة ، فإلى روح وريحان ، وجنّة ونعيم ، أعظم اللّه لنا ولكم الأجر عليه ، ووهب لنا ولكم حسن الأسى عنه »[5].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|