المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى كلمة بغى‌
22-1-2016
Lommel,s Integrals
1-8-2019
لب الأدرينالين ( النسيج الداخلي للغدة الأدرينالية ) Adrenal medulla
2023-11-26
تناسل الأغنام
14/9/2022
بعض النتائج الصوتية التي توصل إلیھا العرب
23-11-2018
خصائص وقود الديزل الحيوي Biodiesel Fuel Properties
2024-05-13


منع الامام من الدفن والاجازة لأبن عوف  
  
3252   01:45 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص492-497
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

نصّ المؤرخون أن عائشة سمحت بأن يدفن عبد الرحمن بن عوف فى حجرة النبي (صلى الله عليه واله) وهو من الغرابة بمكان فهل ان عبد الرحمن أولى بالنبي (صلى الله عليه واله) من الإمام الحسن الذي هو سبطه وريحانته رحماك يا رب!! أي موقف هذا الذي وقفته عائشة فإنها تسمح لابن عوف أن يوارى مع رسول الله ويحضى بجواره وتبعد عنه ريحانته وفلذة كبده فتحول بينه وبين أغلى أمانيه ولم ترع عواطف النبي (صلى الله عليه واله) وشدة حبه له وتعلقه به ، وعلق الاستاذ السيد سعيد الأفغاني على موقف عائشة فقال : ولعل آخر تعبير عن موقفها السلبي من علي انقباضها عن ولديه الحسن والحسين فلقد كانت تحتجب منهما وهما لها من المحارم انهما سبطا زوجها ولا تحل لهما ولا يحلان لها ومن المعروف بداهة انه لا تحل امرأة الرجل لولده ولا لولد ولده وأولاد بناتهم وهي تعرف ذلك حق المعرفة لكنها حجبتهما ولم تكن تأذن لهما إلا من وراء حجاب مبالغة في مباعدتهما ولقد علّق على هذا الحادث ابن عباس بقوله : ان دخولهما عليها لحل ثم كانت الأمنية الأخيرة للحسن بعد وفاة علي وتنازله لمعاوية عن الخلافة أن يدفن عند جده رسول الله (صلى الله عليه واله) وهي أمنية حق ما كان ينبغي أن يحرمها إذ كان أقرب الأحياء يومئذ من رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو أمسهم به رحما بعد ابنته وأزواجه ولكن للأهواء السياسية منحى لا يخضع لحق ولا منطق .

لقد ارتكبت عائشة في فعلها شططا وأوضحت عما تكنه من العداء لأمير المؤمنين ولأولاده ونحن لا نجد ما يبرر فعلها ولما رأى محمد بن الحنفية موقفها المرير انبرى إليها وقد قد قلبه قائلا بنبرات تقطر غضبا :  يا عائشة يوما على جمل ويوما على بغل فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم ؛ فأثارت هذه الكلمات الغضب في نفسها فأرادت أن تفصل محمدا عن الفاطميين وتفرق بينهم وبينه قائلة له :  هؤلاء بنو الفواطم لا يتكلمون ؛ ولم يخف على الحسين ما ارادته عائشة من التفرقة وصدع الشمل فاندفع إليها رادا عليها مقالها قائلا : وأنت تبعدين محمدا من الفواطم فو الله لقد ولدته ثلاث من الفواطم فاطمة بنت عمران بن عائد بن مخزوم وفاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت زائدة .

فقالت عائشة وهي مغيظة حانقة : نحوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون  , وانعطف نحو عائشة ابن أخيها القاسم بن محمد الطيب ابن الطيب فزجرها وردعها عن موقفها قائلا : يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر أتريدين أن يقال يوم البغلة السهباء؟!! وأقبل إليها ابن عباس وهو لا يبصر طريقه من الغضب فسدد لها سهما من منطقه الفياض قائلا : وا سوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين أن تطفئي نور الله وتقابلين أولياءه ؛ ثم التفت الى مروان فقال له : ارجع يا مروان من حيث جئت فانا لا نريد دفن صاحبنا عند رسول الله ولكن نريد أن نجدد به عهدا ثم ندفنه عند جدته فاطمة بنت أسد عملا بوصيته ولو أوصانا بدفنه عند جده لعلمت من هو أقصر باعا  , ولما رأى ذلك أبو هريرة أخذ ينادي بأعلى صوته : أرأيتم لو مات ابن لموسى بن عمران أما كان يدفن مع أبيه؟ وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

ولم يسجل التاريخ لأبي هريرة موقفا كريما سوى هذا الموقف وقد اغتاظ مروان من مقالته وصاح به لقد ضاع حديث رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ وخرج أبان بن عثمان وهو رافع عقيرته قائلا : إن هذا لهو العجب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله وأبي بكر وعمر ويدفن أمير المؤمنين الشهيد المظلوم ببقيع الغرقد  , ولما رأى الهاشميون موقف بني أميّة ومنعهم من دفن الإمام بجوار جده عزموا على مناجزتهم فانحاز كل منهما في جانب وهمّ بعضهم على بعضهم بالهجوم فلما رأى الإمام الحسين (عليه السلام) ذلك بادر نحو الهاشميين فصاح بهم : الله الله يا بني هاشم لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به الى البقيع فانه أقسم عليّ إن أنا منعت من دفنه مع جده أن لا أخاصم فيه أحدا وأن أدفنه في البقيع مع أمّه ؛ ثم التفت الى الأمويين فقال لهم : والله لو لا عهد الحسن إليّ أن لا أهريق في أمره محجمة من دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد الذي بيننا وبينكم وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا  ؛ ثم أمر (عليه السلام) بحمل الجثمان المقدس الى البقيع فحمل على الأنامل قد حفّ به الهاشميون والطالبيون وهم يذرفون الدموع ويصعدون من الحسرات ما يسعره الألم قد أخذتهم المائقة وأذاب الحزن قلوبهم على فقيدهم العظيم وعلى ما ارتكبه الأمويون منهم , وجيء بالجثمان الطاهر إلى البقيع فأودع في مقره الأخير بجوار جدته فاطمة بنت أسد لقد أودع في الثرى ريحانة الرسول وسبطه فاقبر معه الحلم والكرم والفضل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.