المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05

Bei
18-11-2018
Gases and their Behaviour
18-5-2016
الفكر الجغرافي المعاصر وإشكالية المعالجة الديداكتيكية
22-11-2017
التكافل الاجتماعي ومواساة الآخرين
30-3-2019
سرعة الضوء
20-7-2016
تفسير الآية (67-68) من سورة يوسف
8-7-2020


جعفر بن ابي طالب / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2015   01:14 صباحاً   التاريخ: 7-6-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص262 ـ 264
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

هو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأخو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأبويه، وكان أسنَّ من علي (عليه السلام)، بعشر سنين، أسلم بعد إسلام أخيه علي (عليه السلام)، بقليل.

روي أن أبا طالب رأى النبي (صلى الله عليه وآله)، وعلياً (عليه السلام)، يصليان، وعلي عن يمينه، فقال لجعفر (عليه السلام): صل جناح ابن عمك، وصل عن يساره.

وعن علي (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (وأما أنت - يا جعفر - فأشبهت خلقي وخُلقي، وأنت من عترتي التي أنا منها).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يسميه أبا المساكينِ، وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة.

بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى مؤتة في جمادى سنة ثمانٍ، فلما قتل زيد بن حارثة، أخذ الراية فقاتل بها حتى قُتل.

وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لما أتاه نعي جعفر دخل على امرأتهِ أسماء بنت عميس، فعزاها فيه ودخلت فاطمة (عليها السلام)، وهي تبكي، وتقول: واعماه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): على مثل جعفر فلتبكِ البواكي. ودخله من ذلك هم شديد حتى أتاه جبريل. فأخبره: أن الله قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.

كان عمره لما قتل إحدى وأربعين سنة(1).

ولما اشتدت قريش في أذى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأصحابه الذين آمنوا به بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أن يخرجوا إلى الحبشة، وأمر جعفر بن أبي طالب (عليه السلام)، أن يخرج معهم، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلاً من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريشاً خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ليردوهم.. فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا فقبلها منهم، فقال عمرو بن العاص: أيها الملك إن قوماً منا خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وصاروا إليك فردهم إلينا، فبعث النجاشي إلى جعفر فجاؤوا به، فقال يا جعفر، ما يقول هؤلاء؟

فقال جعفر: أيها الملك وما يقولون؟

قال: يسألون أن أردكم إليهم.

قال: أيها الملك سلهم أعبيدٌ نحنُ لهم؟

فقال عمرو: لا، بل أحرارٌ كرامٌ.

قال: فسلهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها.

قال: لا ما لنا عليكم ديون.

قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بها.

قال عمرو: لا.

قال: فما تريدون منا آذيتمونا فخرجنا من بلادكُم.

فقال عمرو بن العاص: أيها الملك خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وأفسدوا شبابنا وفرقوا جماعتنا، فردهم إلينا لنجمع أمرنا.

فقال جعفر: نعم، أيها الملك خالفناهم بانه بعث الله فينا نبياً أمر بخلع الأنداد، وترك الاستقسام الأزلام، وأمرنا بالصلاة والزكاة، وحرم الظلم والجور، وسفك الدماء بغير حقها، والزنا والربا والميتة والدم، وأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

فقال النجاشي: بهذا بعث الله عيسى بن مريم (عليه السلام)، ثم، قال النجاشي: يا جعفر، هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئاً؟

قال: نعم، فقراً عليه سورة مريم فلما بلغ إلى قوله: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}[مريم: 25ـ 26].

فلما سمع النجاشي بهذا بكى بكاء شديداً. وقال: هذا والله هو الحق.

فقال عمرو بن العاص: أيها الملك إن هذا مخالفنا فرده إلينا، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجه عمرو، ثم قال: اسكت، والله يا هذا لئن ذكرته بسوء لأفقدنك نفسك، فقام عمرو بن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه، وهو يقول إن كان هذا، كما تقول أيها الملك فإنا لا نتعرض له(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع أسد الغابة: ج1، ص541، الرقم 759.

2ـ تفسير القمي: ج1، ص176. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.