أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2017
968
التاريخ: 30-03-2015
821
التاريخ: 16-4-2018
1132
التاريخ: 11-08-2015
1269
|
الحشر : الجمع ، يقال : حشر القوم : جمعهم وساقهم ، ويراد بالحشر هنا : اجتماع الخلق يوم القيامة حيث يحشرون حشراً عاماً لا يستثني أحداً ، قال تعالى : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 47] ويشمل الوحوش والدوابّ والطيور ، لقوله تعالى : {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] وقوله : {وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام: 38].
والحشر
من المنازل التي تذهل العقول وتروّع القلوب حتى تبلغ الحناجر ، حيث يُساق الخَلْق
إلى أرض المحشر في يوم الفزع الأكبر ، كما خلقهم ربهم أول مرّة ، حفاةً عُراةً
غُرلاً ، قد ألجمهم العرق من ضيق المكان.
يقول
أمير المؤمنين عليه السلام : « وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين ، لنقاش
الحساب وجزاء الأعمال ، خضوعاً ، قياماً ، قد ألجمهم العرق ، ورجفت بهم الأرض ،
فأحسنهم حالاً من وجد لقدميه موضعاً ولنفسه متّسعاً »(1).
وعن
الإمام الصادق عليه السلام : « مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لربّ العالمين ،
مثل السهم في القرب ، ليس له من الأرض إلاّ موضع قدمه ، كالسهم في الكنانة ، لا
يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا»(2).
ويعرض
الناس على ربهم صفاً لفصل القضاء ، لا تفاضل بينهم في نسب أو مال أو جاه أو مقام، بارزين
لا تخفى منهم خافية {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}
[الحاقة: 18] فيتبدّل الغيب شهادةً ، والسرّ علناً {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}
[الطارق: 9] وتظهر كلّ فعلةٍ أو عقيدة خافية ظهوراً بارزاً في أرض الموقف {يَوْمَ
هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ} [غافر: 16].
ويتفاوت
حشر الناس بحسب أعمالهم الظاهرة ، فيحشر المتقون ركباناً { يَوْمَ نَحْشُرُ
الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] وعلى وجوههم مظاهر الفرح
والسرور {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ } [عبس: 38،
39] بما اُعدّ لها من الثواب والفوز العظيم ، ولهم نور وبهاء يميزهم عن أهل الموقف
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12].
ويحشر
المجرمون من الكافرين والمشركين مقرّنين مع أوليائهم من الشياطين جثياً
{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ
جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم: 68] ومع ما كانوا يعبدون من دون الله سبحانه {وَيَوْمَ
يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الفرقان: 17] ويتميزون عن
أهل الموقف بوجوههم المسودّة ومظاهرهم الكئيبة {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا
غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } [عبس: 40، 41].
ويسحبون
على وجوههم إلى النار وقد خبت حواسّهم {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء: 97].
____________
(1) نهج البلاغة / صبحي
الصالح : 147 / الخطبة (102).
(2) الكافي / الكليني 8 :
143/110.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|