الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في عهد الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) |
2993
04:18 مساءً
التاريخ: 4-6-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015
7578
التاريخ: 6-4-2016
3914
التاريخ: 6-03-2015
3236
التاريخ: 6-4-2016
3968
|
ولد الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في حياة جدّه الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعاش في كنفه سبع سنوات وستّة أشهر من عمره الشريف ، وكانت تلك السنوات على قلّتها كافية لأن تجعل منه الصورة المصغّرة عن شخصية الرسول حتى ليصبح جديرا بذلك الوسام العظيم الذي حباه به جدّه ، حينما قال له : « أشبهت خلقي وخلقي »[1].
والرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) هو الذي تحمّل مسؤولية هداية ورعاية الامّة ، ومسؤولية تبليغ الرسالة وتطبيقها وحماية مستقبلها وذلك بوضع الضمانات التي لابدّ منها في هذا المجال ، وهو المطّلع - عن طريق الوحي - على ما ينتظر هذا الوليد الجديد من دور قيادي هامّ ، والمأمور بالإعداد لهذا الدور ، وذلك ببناء شخصية هذا الوليد بناء فذّا يتناسب مع المهام الجسام التي تؤهله للاضطلاع بها على صعيد هداية الامّة وقيادتها .
إن كلمة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) للإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « أشبهت خلقي وخلقي » تعدّ وسام الجدارة والاستحقاق لذلك المنصب الإلهي الذي هو وراثة الرسالة وخلافة النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد خلافة وصيه علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) .
وإنّ إحدى مهامّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) خلق المناخ الملائم لدى الأمّة التي يفترض فيها أن لا تستسلم لمحاولات الابتزاز لحقّها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الإلهية ، وأن لا تتأثر بعمليات التمويه والتشويه لطمس الركائز التي تقوم عليها رؤيتها العقائدية والسياسية التي حاول الإسلام تعميقها وترسيخها في ضمير الامّة .
ومن هنا نعرف الهدف الذي كان يرمي اليه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في تأكيداته المتكررة على ذلك الدور الذي كان ينتظر الإمام الحسن وأخاه ( عليهما السّلام ) منها قوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « إنّهما إمامان قاما أو قعدا »[2] و « أنتما الإمامان ، ولامّكما الشفاعة »[3].
وقوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) للحسين ( عليه السّلام ) : « أنت سيّد ، ابن سيّد ، أخو سيّد ، وأنت إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، وأنت حجة ، ابن حجة ، أخو حجة ، وأنت أبو حجج تسعة ، تاسعهم قائمهم »[4].
وقوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) في الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « هو سيّد شباب أهل الجنة ، وحجة اللّه على الأمّة ، أمره أمري ، وقوله قولي ، من تبعه فإنّه منّي ، ومن عصاه فإنّه ليس منّي . . . »[5].
ونلاحظ حرصه على ربط قضاياهما بنفسه ، إذ يقول : « أنا سلم لمن سالمتم ، وحرب لمن حاربتم »[6].
وجاء عن أنس بن مالك أنّه قال : دخل الحسن على النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) فأردت أن اميطه عنه ، فقال : « ويحك يا أنس ! دع ابني وثمرة فؤادي ، فإنّ من آذى هذا آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه »[7].
وكان الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقبّل الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في فمه ويقبّل الإمام الحسين ( عليه السّلام ) في نحره ، وكأنّه يريد إثارة قضية مهمة ترتبط بسبب استشهادهما ( عليهما السّلام ) وإعلاما منه عن تعاطفه معهما ، وتأييده لهما في مواقفهما وقضاياهما .
لقد كان الإمام الحسن ( عليه السّلام ) أحبّ الناس إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله )[8] ، بل لقد بلغ من حبّه له ولأخيه أنّه كان يقطع خطبته في المسجد وينزل عن المنبر ليحتضنهما .
والكلّ يعلم أنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) لم ينطلق في موافقه من منطلق الأهواء الشخصية ، والنزعات والعواطف الذاتية ، وإنّما كان ينبّه الامّة إلى عظمة هذين الإمامين ومقامهما الرفيع .
وإنّ ما ذكر هو الذي يفسّر لنا السرّ في كثرة النصوص التي وردت عنه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حول الحسنين ( عليهما السّلام ) مثل قوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) بالنسبة للإمام الحسن ( عليه السّلام ) :
« اللّهمّ إنّ هذا ابني وأنا أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه »[9] ، وقوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « أحبّ أهل بيتي إليّ الحسن والحسين . . . »[10].
[1] حياة الإمام الحسن : 1 / 67 ، وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسني : 1 / 513 ، وصلح الإمام الحسن لفضل اللّه - 15 عن الغزالي في إحياء العلوم . وحول شبهه ( عليه السّلام ) بجدّه راجع : تاريخ اليعقوبي : 2 / 226 ط . صادر ، والبحار ج 10 ، وأعيان الشيعة ج 4 ، وذكر ذلك العلّامة المحقّق الأحمدي عن كشف الغمة : 154 ، والفصول المهمة للمالكي ، والإصابة : 1 / 328 ، وكفاية الطالب 267 ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر : 4 / 202 ، وينابيع المودة : 137 ، وتاريخ الخلفاء : 126 - 127 ، والتنبيه والاشراف : 261 .
[2] راجع كتاب أهل البيت تأليف توفيق أبو علم : 307 ، والارشاد للمفيد 220 ، وكشف الغمة للأربلي :
2 / 159 ، وعلل الشرائع : 1 / 211 ، والمناقب لابن شهرآشوب : 3 / 367 وعبر عنه بالخبر المشهور .
[3] اثبات الهداة : 5 / 52 ، والإتحاف بحب الأشراف : 129 .
[4] ينابيع المودة : 168 ، وإثبات الهداة : 5 / 129 .
[5] فرائد السمطين : 2 / 35 ، وأمالي الصدوق : 101 . وحول ما يثبت إمامة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) راجع :
ينابيع المودة : ص 441 و 442 و 443 و 487 عن المناقب ، وفرائد السمطين : 2 / 140 - 134 - 153 - 259 وفي هوامشه عن المصادر التالية : غاية المرام : 39 ، وكفاية الأثر المطبوع في آخر الخرائج والجرائح : 289 ، وعيون أخبار الرضا : باب 6 ص 32 ، وبحار الأنوار : 3 / 303 و 36 / 283 و 43 / 248 .
[6] راجع سنن الترمذي : 5 / 699 ، وسنن ابن ماجة : 1 / 52 ، وينابيع المودة : 165 و 230 و 261 و 370 عن جامع الأصول وغيره .
[7] أهل البيت تأليف توفيق أبو علم : 274 ، وراجع سنن ابن ماجة : 1 / 51 .
[8] نسب قريش لمصعب الزبيري : ص 23 - 25 .
[9] تهذيب تاريخ ابن عساكر : 4 / 205 و 206 و 207 ، والغدير : 7 / 124 .
[10] راجع الكثير من هذه النصوص في المصدرين السابقين ، وسيرتنا وسنتنا : 11 - 15 ، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ، وفرائد السمطين ، وترجمة الحسن وترجمة الحسين من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ، والفصول المهمة للمالكي ، وترجمة الإمام الحسن من أنساب الأشراف ، ونور الأبصار .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|