المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الافكار الرئيسة في سورة التكاثر
2024-07-16
عزيز اللّه بن محمد تقي المجلسي ( ت/1074 هـ)
4-7-2016
عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام)
15-04-2015
The meaning of signs
3-3-2022
التفسير الترتيبي والتفسير الموضوعي
14-11-2014
موجود هادف
18-10-2018


الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في عهد الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله )  
  
2993   04:18 مساءً   التاريخ: 4-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص49-52
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

ولد الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في حياة جدّه الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعاش في كنفه سبع سنوات وستّة أشهر من عمره الشريف ، وكانت تلك السنوات على قلّتها كافية لأن تجعل منه الصورة المصغّرة عن شخصية الرسول حتى ليصبح جديرا بذلك الوسام العظيم الذي حباه به جدّه ، حينما قال له : « أشبهت خلقي وخلقي »[1].

والرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) هو الذي تحمّل مسؤولية هداية ورعاية الامّة ، ومسؤولية تبليغ الرسالة وتطبيقها وحماية مستقبلها وذلك بوضع الضمانات التي لابدّ منها في هذا المجال ، وهو المطّلع - عن طريق الوحي - على ما ينتظر هذا الوليد الجديد من دور قيادي هامّ ، والمأمور بالإعداد لهذا الدور ، وذلك ببناء شخصية هذا الوليد بناء فذّا يتناسب مع المهام الجسام التي تؤهله للاضطلاع بها على صعيد هداية الامّة وقيادتها .

إن كلمة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) للإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « أشبهت خلقي وخلقي » تعدّ وسام الجدارة والاستحقاق لذلك المنصب الإلهي الذي هو وراثة الرسالة وخلافة النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد خلافة وصيه علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) .

وإنّ إحدى مهامّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) خلق المناخ الملائم لدى الأمّة التي يفترض فيها أن لا تستسلم لمحاولات الابتزاز لحقّها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الإلهية ، وأن لا تتأثر بعمليات التمويه والتشويه لطمس الركائز التي تقوم عليها رؤيتها العقائدية والسياسية التي حاول الإسلام تعميقها وترسيخها في ضمير الامّة .

ومن هنا نعرف الهدف الذي كان يرمي اليه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في تأكيداته المتكررة على ذلك الدور الذي كان ينتظر الإمام الحسن وأخاه ( عليهما السّلام ) منها قوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « إنّهما إمامان قاما أو قعدا »[2] و « أنتما الإمامان ، ولامّكما الشفاعة »[3].

وقوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) للحسين ( عليه السّلام ) : « أنت سيّد ، ابن سيّد ، أخو سيّد ، وأنت إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، وأنت حجة ، ابن حجة ، أخو حجة ، وأنت أبو حجج تسعة ، تاسعهم قائمهم »[4].

وقوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) في الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « هو سيّد شباب أهل الجنة ، وحجة اللّه على الأمّة ، أمره أمري ، وقوله قولي ، من تبعه فإنّه منّي ، ومن عصاه فإنّه ليس منّي . . . »[5].

ونلاحظ حرصه على ربط قضاياهما بنفسه ، إذ يقول : « أنا سلم لمن سالمتم ، وحرب لمن حاربتم »[6].

وجاء عن أنس بن مالك أنّه قال : دخل الحسن على النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) فأردت أن اميطه عنه ، فقال : « ويحك يا أنس ! دع ابني وثمرة فؤادي ، فإنّ من آذى هذا آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه »[7].

وكان الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقبّل الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في فمه ويقبّل الإمام الحسين ( عليه السّلام ) في نحره ، وكأنّه يريد إثارة قضية مهمة ترتبط بسبب استشهادهما ( عليهما السّلام ) وإعلاما منه عن تعاطفه معهما ، وتأييده لهما في مواقفهما وقضاياهما .

لقد كان الإمام الحسن ( عليه السّلام ) أحبّ الناس إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله )[8] ، بل لقد بلغ من حبّه له ولأخيه أنّه كان يقطع خطبته في المسجد وينزل عن المنبر ليحتضنهما .

والكلّ يعلم أنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) لم ينطلق في موافقه من منطلق الأهواء الشخصية ، والنزعات والعواطف الذاتية ، وإنّما كان ينبّه الامّة إلى عظمة هذين الإمامين ومقامهما الرفيع .

وإنّ ما ذكر هو الذي يفسّر لنا السرّ في كثرة النصوص التي وردت عنه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حول الحسنين ( عليهما السّلام ) مثل قوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) بالنسبة للإمام الحسن ( عليه السّلام ) :

« اللّهمّ إنّ هذا ابني وأنا أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه »[9] ، وقوله ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « أحبّ أهل بيتي إليّ الحسن والحسين . . . »[10].

 

[1] حياة الإمام الحسن : 1 / 67 ، وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسني : 1 / 513 ، وصلح الإمام الحسن لفضل اللّه - 15 عن الغزالي في إحياء العلوم . وحول شبهه ( عليه السّلام ) بجدّه راجع : تاريخ اليعقوبي : 2 / 226 ط . صادر ، والبحار ج 10 ، وأعيان الشيعة ج 4 ، وذكر ذلك العلّامة المحقّق الأحمدي عن كشف الغمة : 154 ، والفصول المهمة للمالكي ، والإصابة : 1 / 328 ، وكفاية الطالب 267 ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر : 4 / 202 ، وينابيع المودة : 137 ، وتاريخ الخلفاء : 126 - 127 ، والتنبيه والاشراف : 261 .

[2] راجع كتاب أهل البيت تأليف توفيق أبو علم : 307 ، والارشاد للمفيد 220 ، وكشف الغمة للأربلي :

2 / 159 ، وعلل الشرائع : 1 / 211 ، والمناقب لابن شهرآشوب : 3 / 367 وعبر عنه بالخبر المشهور .

[3] اثبات الهداة : 5 / 52 ، والإتحاف بحب الأشراف : 129 .

[4] ينابيع المودة : 168 ، وإثبات الهداة : 5 / 129 .

[5] فرائد السمطين : 2 / 35 ، وأمالي الصدوق : 101 . وحول ما يثبت إمامة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) راجع :

ينابيع المودة : ص 441 و 442 و 443 و 487 عن المناقب ، وفرائد السمطين : 2 / 140 - 134 - 153 - 259 وفي هوامشه عن المصادر التالية : غاية المرام : 39 ، وكفاية الأثر المطبوع في آخر الخرائج والجرائح : 289 ، وعيون أخبار الرضا : باب 6 ص 32 ، وبحار الأنوار : 3 / 303 و 36 / 283 و 43 / 248 .

[6] راجع سنن الترمذي : 5 / 699 ، وسنن ابن ماجة : 1 / 52 ، وينابيع المودة : 165 و 230 و 261 و 370 عن جامع الأصول وغيره .

[7] أهل البيت تأليف توفيق أبو علم : 274 ، وراجع سنن ابن ماجة : 1 / 51 .

[8] نسب قريش لمصعب الزبيري : ص 23 - 25 .

[9] تهذيب تاريخ ابن عساكر : 4 / 205 و 206 و 207 ، والغدير : 7 / 124 .

[10] راجع الكثير من هذه النصوص في المصدرين السابقين ، وسيرتنا وسنتنا : 11 - 15 ، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ، وفرائد السمطين ، وترجمة الحسن وترجمة الحسين من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ، والفصول المهمة للمالكي ، وترجمة الإمام الحسن من أنساب الأشراف ، ونور الأبصار .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.