أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2018
864
التاريخ: 9-08-2015
1485
التاريخ: 9-08-2015
1000
التاريخ: 9-08-2015
1052
|
إنّ المعاد لغة هو العود ، أو محلّه ، أو زمانه.
واصطلاحا : عبارة عن عود أرواح الإنسان إلى
الأبدان بعد مفارقتها يوم القيامة ، بإحياء الله سبحانه جميع أفراده بعد إماتتهم
بجميع الأجزاء الأصليّة الباقية من أوّل العمر إلى آخره ، وتصويرها بصور مخصوصة ،
وإفاضة أرواحها عليها ، وإحضار الجميع في موقف الحساب، وإدخال الكفّار وبعض العصاة
جهنّم المخلوقة لإيصال العذاب جزاء بما كانوا يكسبون ، وإدخال المؤمنين الجنّة
المجعولة لإيصال الثواب بما أسلفوا في الأيّام الخالية ، ويجب على المكلّف اعتقاد
ما ذكرنا والإقرار به.
ثمّ اعلم أنّ ما ذكرنا إنّما هو في القيامة
الكبرى. وأمّا القيامة الصغرى وهي التي بين زمان الموت وزمان الأجساد في القيامة
الكبرى ، ويطلق عليها عالم البرزخ ، فلا تتعلّق الأرواح فيها بتلك الأجساد بل
تتعلّق بالقوالب المثاليّة كما في بعض الأخبار :
فقد روي عن يونس بن ظبيان أنّه قال : كنت
عند أبي عبد الله عليه السلام فقال عليه السلام : «ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ »
قلت : يقولون : في حواصل طير خضر في قناديل تحت العرش ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : « سبحان الله ، المؤمن أكرم على الله من
أن يجعل روحه في حوصلة طائر أخضر. يا يونس ، ... المؤمن إذا قبضه الله تعالى صيّر
روحه في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه
بتلك الصورة التي كانت في الدنيا » (1).
وفي رواية عن أبي بصير أنّه قال : سألت أبا
عبد الله عليه السلام عن أرواح المؤمنين ، فقال : « في الجنّة على صورة أبدانهم لو رأيته
لقلت : رأيت فلانا » (2).
ومن هذا ظهر بطلان القول بأنّ النفس
الفاقدة للفضائل ، المقارنة بالرذائل ، المتمكّنة بعد المفارقة عن البدن تكون بلا
بدن ، وتدرك رذائلها المتمكّنة ؛ لفراغها عن الشواغل المانعة عن كسب ما كانت
مستعدّة له ، تتألّم بألم النار الروحانيّة ، وتلك نار الله الموقدة تطّلع على
الأفئدة.
وأمّا النفس الكاملة بتصوّرات حقائق
الأشياء وبالاعتقادات البرهانيّة الجازمة المطابقة الثابتة فتتّصل بعد المفارقة
بالعالم القدسي في حضرة جلال ربّ العالمين في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وقد ذهب
إليه بعض الحكماء ، ونسب إلى المشهور.
وظهر أيضا بطلان قول أهل التناسخ من أنّ
النفس تبقى مجرّدة عن الأبدان خرجت كمالاتها من القوّة إلى الفعل حتّى تتّصل إلى
عالم القدس.
وأمّا النفوس الناقصة التي بقي شيء من
كمالاتها بالقوّة فإنّها تتردّد في الأبدان الإنسانيّة وتنتقل من بدن إلى بدن آخر
حتّى تبلغ النهاية فيما هو كمالها من علومها وأخلاقها. ويسمّى هذا الانتقال نسخا.
وهكذا ما قيل من أنّها ربما نزلت من البدن
الإنساني إلى بدن حيوان يناسبه في الأوصاف كبدن الأسد للشجاع والأرنب للجبان.
ويسمّى فسخا.
وما قيل : ربما نزلت إلى الأجسام
النباتيّة. ويسمّى رسخا.
وما قيل : ربما نزلت إلى الجماديّة
كالمعادن والبسائط. ويسمّى فسخا. وكذا يقول بتعلّقها ببعض الأجرام السماويّة
للاستكمال.
وقد روي عن الحسن بن الجهم قال : قال
المأمون للرضا عليه السلام : يا أبا الحسن ، ما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال الرضا عليه السلام : « من قال بالتناسخ فهو كافر بالله
العظيم ، مكذب بالجنّة والنار » (3). ومثلها رواية أخرى عنه عليه السلام (4).
وعن هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق أبا عبد الله
عليه السلام أخبرني عمّن قال بتناسخ الأرواح من أيّ شيء قالوا ذلك؟ وبأي حجّة
قالوا على مذاهبهم؟
قال : « إنّ أصحاب التناسخ قد خلّفوا
وراءهم منهاج الدين ، وزيّنوا لأنفسهم الضلالات ، وأمرجوا أنفسهم في الشهوات ،
وزعموا أنّ السماء خاوية ما فيها شيء ممّا يوصف ، وأنّ مدبّر هذا العالم في صورة
المخلوقين بحجّة من روى : أنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته. وأنّه لا جنّة ولا
نار ولا بعث ولا نشور. والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه ، وولوجه في قالب آخر.
إن كان محسنا في القالب الأوّل أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة الدنيا ،
وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدوابّ المتعبة في الدنيا » (5).
__________________
(1) « الكافي » 3 : 245 ، باب آخر في أرواح المؤمنين
، ح 6.
(2) « تهذيب الأحكام » 1 : 466 ، ح 1527.
(3) « عيون أخبار الرضا » 2 : 200 ـ 202 ، الباب
46 ، ح 1.
(4) المصدر السابق
، ح 2.
(5) « الاحتجاج » 2 : 344 ، احتجاج أبي عبد الله الصادق عليه
السلام ، وعنه في « بحار الأنوار » 4 : 320 ، باب في إبطال التناسخ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|