علاقة اقتصاديات السينما بالجوانب الأخرى

بسبب الحقيقة البديهية المعروفة والقائلة بترابط الظواهر الاقتصادية، فإن اقتصاديات السينما لا تمثل كيانا معروفا، وانما ترتبط تمام الارتباط بالجوانب والظواهر الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والقانونية الأخرى، وبهذا الخصوص يمكن أن تشير، بحسب الباحث عبد المعين الموحد، إلى هذه الارتباطات على النحو التالي:

ارتباطات كلية: يرتبط قطاع صناعة السينما بمستوى التطور الاقتصادي، وفي البلدان المتطورة ذات البنى التحتية المتطورة نجد أن قطاع صناعة السينما متطور، وذلك لأن السينمات ليست مثل الزراعة والصناعة وغيرها، وهي وإن كانت ترتبط بالصناعة والتجارة وغيرها، فإن صناعة السينما تتميز بخصوصيتها وذلك لجهة ارتباطها، وربما اعتمادها على مزايا اقتصادية لا تتوافر إلا في البلدان ذات الاقتصاديات المتطورة، كذلك، ترتبط صناعة السينما بمستويات الاقتصاد الكلي، مثل مستوى الدخل وتوزيع الخدمات، وتشاط الأسواق، وتوافر رأس المال، والمهارات البشرية، إضافة لذلك، لا بد من توافر بيئة طبيعية، اجتماعية غنية بالتنوع والتعدد، بحيث تكون قادرة على تلبية احتياجات صناعة السينما المتعلقة بالموارد الاقتصادية، وأيضاً المتعلقة بالموارد البشرية والطبيعية.

ارتباطات جزئية: ترتبط منشات الأعمال السينمائية، العامة والخاصة على السواء، بمنشات الأعمال العامة والخاصة الناشطة في المجالات الأخرى، وعلى سبيل المثال لجهة الحصول على التمويل ترتبط منشأت الأعمال السينمائية بالبنوك والمصارف وغيرها من الجهات المانحة التمويل، ولجهة الحصول على الخدمات ترتبط منشات الأعمال السينمائية بالمنشات الخدمية مثل شركات ومؤسسات الكهرباء والاتصالات والنقل وغيرها.

الارتباطات الجزئية لقطاع صناعة السينما، ومنشات الأعمال السينمائية المنضوية تحت لوائه، وهي ارتباطات تقوم على أساس تبادل السلع والخدمات والمزايا والمنافع، ومصدر هذه الارتباطات هو ظاهرا التخصص في مجال تقديم السلع والخدمات، على سبيل المثال تقوم منشأت الإلكترونيات بتزويد منشآت الأعمال السينمائية بأجهزة التصوير والإضاءة، وتقوم شركات الكمبيوتر بتزويد الشركات السينمائية بأجهزة الحاسوب وبرامج الكمبيوتر الخاصة باحتياجات صناعة السينما، وغير ذلك.

ارتباطات نوعية، ونجد هذه الارتباطات أكثر تجسدأً داخل منشآت الأعمال السينمائية، وتتمثل هذه الارتباطات في استفادة هذه المنشآت من التطورات العلمية في مجالات الإدارة والاستثمار وأساليب التكنولوجيا المتطورة وتعميماتها في مجال العمل، وحاليا تطبق وتعمم منشآت الأعمال السينمائية كل الأساليب العلمية المتعارف عليها كأساليب معيارية للاستخدام والتعميم جنبا إلى جنب وبأعلى المواصفات المطبقة بها في منشآت الأعمال الأخرى.

ارتباطات تشريعية: تلتزم منشآت الأعمال السينمائية بتطبيق كل قوانين التشريعات الرسمية السائدة والناقدة في بنية العمل وانفاذها، وحاليا تجد كل منشأة تلتزم بتطبيق تشريعات وقوانين البك الذي تعمل ضمنه، في كل ما يتعلق بأنشطتها وفعاليتها، مثل قوانين الأجور والمعاشات والمكافأت والعطلات الرسمية والنظم والآداب العامة، وتستوي في ذلك كل المنشآت بما في ذلك الفروع التي توجد في بلد وتوجد رئاستها في بلدان أخرى، وذلك بحيث يكون الالتزام حصرا  بقوانين وتشريعات البلد التي توجد ضمنه المنشاة

ارتباطات معلوماتية: من غير الممكن وربما من المستحيل أن تعتمد منشاة الأعمال السينمائية على قاعدة بياناتها المستقلة في كل شيء بمعزل عن المنشآت السينمائية الأخرى وغير السينمائية، لتوضيح ذلك تشير إلى أن انفتاح الأفلام السينمائية على كل جوانب الحياة، جعل هناك ضرورة لازمة لاستعانة قطاع السينما بالبيانات والمعلومات والأرشيف الخاص بالقطاعات الأخرى، وعلى سبيل المثال في حال الأفلام الوثائقية الطبية، لا بد من الاستعانة بمعلومات الجهات الطبية المتخصصة واستخدام المواد الأرشيفية المتاحة لديها، وينطبق على ذلك الأفلام السينمائية الأخرى، المتعلقة بالطيران مثلا أو المجالات الحربية والتاريخية وغير ذلك..