الاستراتيجية الذرية :

الاستراتيجية الذرية هى تطبيق أصول الاستراتيجية وفقا لمقتضيات سلاح جديد هو السلاح الذرى, والسلاح الذرى لا يختلف عن السلاح التقليدي من حيث الكم بمقدار ما يختلف عنه من حيث الطبيعة أو الكيف. فلا تناسب بينهما من حيث القوة أو من حيث الآثار. فمن حيث القوة نجد أن قنبلة ذرية متوسطة الحجم تعادل فى قوتها الانفجارية أربعة ملايين قنبلة من قنابل المدافع، وقنبلة هيدروجينية تعادل فى القوة الانفجارية نحو مائتي مليون قذيفة مدفع، ومن هنا يبدو لنا مدى الفرق بين القوة التدميرية لكل من السلاحين. ومن حيث ميدان المعركة فإن السلاح التقليدي يحصر المعركة فى ميدان معين محدود، بينما يستطيع السلاح الذرى أن يجعل ميدان المعركة غير محدود، فينقل المعركة إلى أى بقعة يريد. وبذلك فإن فرعا من فروع الاستراتيجية وهو

(اللوجستيك) فد انقلبت أصوله رأسا على عقب، فلم تعد هناك مشكلة نقل المعدات، ولا نقل الجنود، ما دامت الصواريخ عابرة القارات تستطيع إصابة ما تشاء من الأهداف أينما كانت فى بقاع العالم. ومن حيث الزمان فإن الصواريخ عابرة القارات قد ألغت عنصر الوقت فى الاستراتيجية, فإذا اعتبرنا أن الوقت بالنسبة إلى الطائرات على مختلف أنواعها محسوب بالساعات، فإن الوقت بالنسبة للصواريخ محسوب بالدقائق. ومن حيث الحجم وقوة التدمير فقد تلاشت العلاقة بين الحجم وقوة التدمير، فتبعا للاستراتيجية التقليدية نجد أن المدينة التى تحتاج لتدميرها نحو ألف طائرة فإن تدميرها وفقا للاستراتيجية الذرية يحتاج لطائرة واحدة لحملها تقوم بنفس المهمة وربما أكثر.