أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-08-2015
939
التاريخ: 22-2-2018
1569
التاريخ: 7-08-2015
1004
التاريخ: 22-11-2016
1029
|
انعقد الاجماع على وجوب الإمامة والقائلون به فريقين.
أحدهما أن الإمامة تثبت بالاتفاق والاختيار.
والثاني بأنها ثبتت بالنص والتعيين
(1).
والفريق الأول هم جمهور أهل السنة ومعظم
الخوارج والزيدية من الشيعة، وفي هذا الفريق من يذهب إلى أنها تثبت أيضا بالقهر والغلبة،
فكل من غلب بالسيف وصار إماما وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر
أن يبيت ولا يراه إماما برا كان أو فاجرا وأنه لا ينعزل بالفسق والظلم، وتعطيل الحدود
ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه (2).
واختلف القائلون بالاختيار في كيفية انعقادها
فقالت طائفة: لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد ليكون الرضا عاما، والتسليم لإمامة
المختار إجماعا (3).
وقالت طائفة: أقل من تنعقد به الإمامة خمسة
يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة واستدلوا على ذلك بأمرين: أحدهما أن
بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة أجمعوا عليها ثم تابعهم الناس وهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة
بن الجراح، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسالم مولى أبي حذيفة.
والثاني تنعقد بواحد لأن عمر عقدها لأبي
بكر، ولأن العباس قال لعلي: أمدد يدك أبايعك حتى يقول الناس عم رسول الله بايع ابن
عمه فلا يختلف عليك اثنان (4).
وقال آخرون: تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم
برضا الاثنين كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين (5) كما أن هناك خلافا بين هذين الفريقين
في شروط الإمامة من حيث القرشية والهاشمية والعدالة بل والحرية، وتعدد الأئمة في زمن
واحد إلى غير ذلك من الشرائط التي اختلفوا فيها تجد كل ذلك مبثوثا في كتب الكلام والعقائد
والمذاهب والفرق.
أما الفريق الثاني وهم الذين قالوا لا طريق
إليه إلا بالنص وهؤلاء ثلاث فرق البكرية والعباسية والإمامية.
فقالت البكرية: إن النبي صلى الله عليه
وسلم نص على أبي بكر إشارة وهم جماعة من الحنابلة وأصحاب الحديث وبعض الخوارج.
وقالت الراوندية إنه نص على عمه العباس
تلويحا، وقد نشأت هذه الطائفة في صدر الدولة العباسية وناصرهم الجاحظ في رسالة سماها
" العباسية " ثم انقرضت هذه الطائفة في زمن قصير.
وقالت الإمامية نص على علي عليه السلام
(6) تصريحا وتلويحا، وأن الإمامة عهد الله الذي لا خيرة للعباد فيه وأنها إمرة إلهية
كالنبوة وإن كانت دونها مقاما وبعدها منزلة، ولا يجوز للنبي صلى الله عليه وآله أن
يترك أمته هملا يرى كل واحد رأيا، ويسلك كل واحد سبيلا، فلا بد من تعيين الإمام، والنص
عليه حسما للخلاف، وقطعا لدابر الفتنة، إلى ذلك من الأقوال والأدلة التي ذكروها في
كتبهم الكلامية والاعتقادية.
والخلاف في الإمامة بين المسلمين واقع بالفعل
من صدر الاسلام إلى يوم الناس حتى قال الشهرستاني: " أعظم خلاف بين الأمة خلاف
الإمامة إذ ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية في كل زمان مثل ما سل على الإمامة
في كل زمان " (7) فلا غرابة إذن إذا كثر حولها الكلام، وتصاولت فيها الأقلام،
وأفرد فيها عشرات بل مئات الكتب.
____________
(1)
الملل والنحل 1 / 28.
(2)
أنظر الأحكام السلطانية ص 7 و 8.
(3)
نفس المصدر.
(4) نفس المصدر.
(5)
نفس المصدر وانظر تفسير القرطبي 1 / 264 - 274.
(6) أنظر تفسير القرطبي 1 / 252 - 268 وشرح
نهج البلاغة ج 9 / 87.
(7) الملل والنحل 1 / 27.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|