المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



القول في تكليف ما لا يطاق  
  
983   04:07 مساءاً   التاريخ: 6-08-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص202- 206
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / التكليف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-07-2015 766
التاريخ: 20-11-2014 735
التاريخ: 1-12-2018 845
التاريخ: 20-11-2014 827

ذهبت المجبّرة إلى جواز تكليف اللّه تعالى العبد ما لا يطيقه، بل إلى أنّه قد كلّف الكافر والعاصي ما لا يطيقانه، بل إلى أنّه قد كلّف كلّ من كلّفه ما لا يطيقونه عند التحقيق والتنقير.

أمّا أنّ العاصي والكافر غير مطيقين للإيمان والطاعة فظاهر وذلك لأنّ عندهم القدرة مع الفعل، فليس في الكافر قدرة الإيمان ولا في العاصي قدرة الطاعة.

وأمّا المطيع فانّ اللّه تعالى خلق فيه الطاعة، ولا قدرة للعبد عليها عند جهم، وعند من قال منهم: بأنّ في العبد قدرة، فانّ تلك القدرة ليست قدرة على إحداث الفعل عندهم.

ومن قال منهم: إنّ العبد مكتسب، وفسر الكسب بأنّه حلول الفعل في المحلّ مع قدرة متعلّقه به، من دون أن يكون للقدرة تأثير في الفعل، فانّ العبد لا يقدر على الكسب أيضا، إذ ليس حلول الفعل والقدرة وتعلّق القدرة بالفعل بالعبد، ولا أثر للعبد في شي‏ء من ذلك. فعلى هذا التحقيق، العبد غير متمكّن من الكسب أيضا.

ومن فسر الكسب منهم بأنّه صفة للفعل يحصل بقدرة العبد، فقد أحال على ما لا يعقل على ما بيّن في مواضع من الكتب ...

فصحّ ... أنّ المؤمن والمطيع أيضا غير قادرين على ما كلفاه عندهم.

وعندنا أنّ اللّه سبحانه وتعالى لا يكلّف العبد ما لا يطيقه وما لا يقدر عليه والذي يدلّ على ذلك ما قد علمنا ضرورة من قبح تكليف العاجز الفعل، والزّمن العدو والأعمى نقط المصحف على وجه الصواب. وإنّما قبح هذا التكليف، لأنّه تكليف لما لا يطيقه ، باعتبار أنّ هؤلاء لو تمكّنوا ممّا كلّفوه لما قبح تكليفهم هذه الأشياء إذا حصل فيها غرض المثل وهذه العلّة قائمة في تكليف العبد الإيمان والطاعة، مع فقد قدرته عليهما، فإن التزموا جواز ... تكليف العاجز والزّمن والأعمى ظهر عنادهم. وقد التزم الأشعريّ جميع ذلك. ومنهم من لا يلتزمه ويفرّق بين التكليفين بفروق باطلة ...

وقد ذكر بعض الأشاعرة في كتاب صنّفه في أصول الفقه في باب أنّ الأمر بالشي‏ء هل هو أمر بما لا يتمّ إلّا به، قال: «اتّفق أهل الحقّ على أنّه يجوز أن يكلّف اللّه عزّ وجلّ من لا يقدر على ما كلّفه.

قال: واختلفوا في أنّه هل يجوز أن يكلّف العاجز والزّمن والسعي والضّرير نقط المصحف والالبان وخلق الأجسام وخلق مثل القديم وجعل المحدث قديما والقديم محدثا، فمنع قوم من أهل الحقّ من ذلك، وأجازه آخرون وهم المصيبون المحقّون.

قال واتّفقوا على أنّه لا يجوز أن يكلّف اللّه عزّ وجلّ الجماد».

منها: أن أهل الباطل هم القائلون بأن اللّه تعالى كلّف عباده ما يطيقونه [و] أهل الحق هم القائلون بانّه كلّفهم ما لا يطيقونه .

ومنها: أنّ أهل الحقّ والصواب من هؤلاء، هم الذين جوّزوا أن يكلّفنا اللّه تعالى المحال، وأهل الباطل هم الذين لم يجوّز ذلك.

ومنها: إجازته تكليف جعل القديم محدثا والمحدث قديما. وهو أمر محال لا يتصوّر ولا يتمكن منه قادر من القادرين، لا القديم ولا المحدث ومنعه من تكليف الجماد، مع أنّ الجماد يتصوّر أن يفعل ما كلّف بتقدير أن يبني البنية المخصوصة وتوجد فيه الحياة والقدرة على ما كلّف، أمّا جعل القديم محدثا والمحدث قديما، فمستحيل على سائر الوجوه.

وقد فرق بعضهم بين تكليف الكافر الإيمان، والعاصي الطاعة، وبين تكلف العاجز والزّمن العدو بوجوه :

منها: أن قالوا إن العاصي وإن لم توجد فيه قدرة الطاعة، فانّه قد وجد فيه القدرة على ضدّ الطاعة وهي المعصية، والعاجز والزّمن لا قدرة فيهما، لا على العدو ولا على ضدّه.

وهذا من عجيب ما يفرّق به بين الموضعين، وذلك لأنّ فقد القدرة على ما كلّفاه قد شملهما.

وزاد العاصي على العاجز والزّمن بأنّ فيه قدرة موجبة لضدّ ما كلّف، وذلك مانع من وجود ما كلّفه. فتضاعف في حقّه ما يحيل وجود ما كلّفه منه. والعاجز والزّمن ما حصل فيهما إلّا مانع واحد، وهو فقد القدرة على ما كلّفاه فلئن يكون تكليف العاصي للطاعة أدخل في القبح أولى وهل هذا إلّا كقول من يقول: لا يجوز أن يأمر السيّد عبده بأن يسخّن الماء في تنور لا نار فيه تسخّن؟ ولا ثلج فيه يبرّد؟ ولكن يجوز أن يكلّفه تسخين الماء في تنور لا يكون فيه نار، ويكون فيه ثلج يبرّده ولا يخفى على ما قيل أنّ المنع من جواز هذا التكليف الثاني أولى وآكد من المنع من جواز التكليف الأوّل.

ومنها: إن قالوا: العاصي يتوقّع منه الطاعة ويتوهّم، وكذا الكافر يتوقّع ويتوهّم منه الإيمان، والعاجز والزّمن لا يتوقّع منهما السعي والعدو، فيقال لهم: أيتوقع‏ من العاصي الطاعة مع فقد قدرته عليه؟ وإن قالوا: إنما يتوقّع من العاصي الطاعة بتقدير أن يكون فيه القدرة عليها. قلنا: فكذلك يتوقّع من العاجز والزّمن العدو بتقدير وجود القدرة عليه فيهما.

ومنها: إن قالوا: العاصي تارك للطاعة، والعاجز والزّمن ليسا تاركين للعدو قلنا: ما معنى قولكم: الكافر تارك للإيمان؟ أ تعنون به أنّه كان في وسعه وقدرته أن يؤمن فتركه؟ فهذا بخلاف مذهبكم أو تعنون أنّه لم يكن في وسعه الإيمان، لكنّه مع ذلك تركه؟ فنقول: إن جاز ذلك فليجز أن يكون العاجز والزّمن تاركين للسعي والعدو، وقد ورد السمع مؤكّدا لما ذكرنا في قوله تعالى:

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [البقرة: 286] ، و{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] ، والشرع ما أوجب القيام في الصلاة على الزمن والممنوع منه ولا أوجب الزكاة إلّا على مالك النصاب والحجّ إلّا على المستطيع.

احتجّوا في أنّ اللّه تعالى كلّف عباده ما لا يطيقونه بقوله تعالى: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة: 31] ، فكلّفهم أن يخبروه بأسماء ما كانوا عالمين بها، ولا طريق لهم إلى علمها، وذلك تكليف ما لا يطاق.

والجواب عن ذلك: أنّ ذلك ليس تكليفا، وإنما هو تقرير عليهم عجزهم وقصورهم علمهم بالأسماء، وأنّه تعالى هو العالم بكلّ شي‏ء دونهم وتحد لهم بذلك، ولهذا قال تعالى: «إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ»، ولذلك لم يوصف الملائكة لمّا لم يخبروه تعالى بالأسماء بأنّهم عصاة.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.