المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

Universal Space
7-8-2021
تجيير أوراق القبض إلى مستفید آخر Endorsement
4-3-2022
الهلام Gel
30-5-2018
بديل البطارية eliminator, battery
15-1-2019
مصرف زكاة الفطرة.
7-1-2016
الفرق بين الرجاء والغرور
2024-05-25


تصابَ معهم  
  
2070   08:37 صباحاً   التاريخ: 7-5-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص55 ـ 60
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في كلمة من أروع ما قيل في التربية:

(من كان عنده صبي فليتصاب له)(1).

ويقول الإمام علي (عليه السلام) كذلك: (من كان له ولد صبا)(2).

هل رأيت كيف يلعب الصبي مع صبي آخر بقد عمره؟

لا شك ان هذا المنظر يتراءى لك في اليوم - لربما ـ أكثر من مرة وأنت في البيت، أو خارجاً الى عملك ـ في الطريق ـ أو عائداً منه.

فالطرقات والأزقة لا تكاد تخلو من وجود الأطفال وهم يلعبون وخاصة في بلادنا ذات المناطق الاجتماعية والأحياء المتآلفة.

تصـور وكأنك في زقاق أو شارع أو في ملعب الأطفال، وانظر كيف يتعامل الصبي مع الصبيان، وكيف يلعب الطفل مع من هم في سنه.

أو أرفع بصرك ـ قليلاً ـ عن هذه السطور وأبصر أطفالك إن كانوا إلى جنبك، أو تكلف قليلاً وأشرف عليهم من فوق الشرفة إن كانوا يلعبون في الحديقة أو في الساحة الأمامية للبيت.

انظر كيف يتصابى الطفل مع الأطفال.. ثم حاول أن تتصابي معهم، وتكون كأحدهم.

إذن المطلوب أن تكون صبياً مع الصبيان وطفلاً مع ولدك حين اللعب، ولكن مع فارق واحد هو أنك كبير، ولا نريدك أن تكون صغيراً أبداً!

قد يتساءل هنا بعض الآباء عن ضرورة التصابي، وأعتقد أن البعض قد يأخذ المسألة هذه بنوع من عدم الاهتمام.

ولكنني.. وبكـل ثقـة أمنيهم وأعدهم خيراً أنهم سينظرون الى هذه المسألة بمزيد من الأهمية وإدراجها ضمن منهجهم في التربية.

وذلك خلال الإطلاع على نتائج التصابي الخيرة مع الأبناء، وهي كما يلي، بعد أن تورد ملاحظتين نرى من الضروري الإشارة إليهما:

الملاحظة الأولى: لا تحسب أن نزولك الى الأطفال وتصابيـك معهم سینال من شأنك وعظمة شخصك.

وكن على علم ان العـظيم ـ فعـلاً ـ لا يمكن أن يسقط من على قمـة عظمته، بمجرد نزوله الى الأطفال وتصابيه معهم.

وإن ذلك الذي يتصابى مع الأطفال ذلك الرجل العظيم، لأن الجبل لا يخشى العواصف، بينما الجبـل المصنوع من الورق يخشى حتى نسيم الصباح.

وخذ مثالاً: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وهو أكبر الأنبياء وأعظم رجل عرفته البشرية جمعاء.

يقول الحديث الشريف: (عن يعلي العامري انه خرج من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين (عليه السلام) يلعب مع الصبيان، فاستقبـل النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم، ثم بسط يديه. فطفر الصبي ها هنا مرة وها هنا مرة، وجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحـدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه، ووضع فاه على فيه وقبله(3).

(وكان (صلى الله عليه وآله) يقدم من السفر فيتلقاه الصبيـان فيقف لهم، ثم يأمر بهم فيرفعون إليه، فيرفع منهم بين يديه ومن خلفـه ويـأمـر أصحابه أن يحملوا بعضهم.

فربما يتفاخر الصبيـان بـعـد ذلك، فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين يديه، وحملك أنت وراءه، ويقول بعضهم أمر أصحابه أن يحملوك وراءهم).

الملاحظة الثانية: لا تنسى أن التصابي مع الأطفال يـزيـد في تواضعك، ويبعدك عن حالة الزهو والكبرياء المقيتة، واعلم انه قد تبين للكثير من الباحثين في علم النفس، أن الأشخاص المصابين بعقدة التكبـر يصدون عن التصابي مع أبنائهم واللعب معهم.

والإنسان المتكبر يحاول ـ دائماً ـ اجتناب الأطفال، بل ويستنكف من الجلوس الى جنبهم. كما ويحاول تحقيرهم وإهانتهم بعمد.

ـ والآن دعنا نرى نتائج التصابي واللعب مع الأبناء وهي كما يلي:

1ـ أطفالك.. خير وسيلة للترفيه.

يقول طبيب متخصص بالأمراض العصبية: جاءني ذات يوم مريض يشكو توتراً في نفسه وأعصابه، ولما عرفت انه يمتهن عمل السياقة في مدينة كبيرة، كتبت له بعض الدواء، ونصحته باللجوء الى الـراحـة والـتـرفـيـه المستمر.

بيد أنه تأفف وقال ببأس:

ـ لقد ذهبت الى الكثير من الأطبـاء ـ قبلك ـ ونصحوني بنفس هـذه النصيحة.. ولكن ظروفي لا تسمح لي بالذهاب الى الحدائق والمنتزهات بشكل مستمر.

وهو بذلك وضعني أمام الأمر الواقع، فأخـذت أفكر بجـد وأبحث عن الحل المناسب، وبعد لحظات اهتديت الى فكرة، وسرعان ما ترجمتها الى جواب فقلت للمريض المائل أمامي:

ـ هل لك أطفال؟

- نعم

- كم عددهم؟

ـ ثلاث أولاد وبنتان

قلت:

ـ هل تلعب مع أطفالك؟

قال:

لا.. في الحقيقة إنني حالما أعـود الى البيت ـ ليـلاً ـ ألجأ الى فـراشي. وأطلب من زوجتي إبعـاد أطفـالي عني بعد أن أكتفي بتقبيلهم والجلوس معهم قليلاً!

عندئذ نصحته بعكس ذلك، وأمرته بالتقرب كثيراً الى أطفاله واللعب معهم كل يوم.

 وبعد مضي ثلاثة أسابيع اتصل بي هذا الرجـل ليخبرني بشفائه بعـد أن وجد في أطفاله خير وسيلة للترفيه.

 ويقول أحد الآباء: (ان خير منفس لكربي وهمومي ـ دائماً ـ هو حينما ألجأ الى أطفالي وأقضي معهم بعض الوقت في ملاعبتهم ومناغاتهم).

وقد وجدت بالتجربة: إن خير دواء هـو الأنس الأطفـال والضحك معهم، في الأوضاع القائمة، فهم الذين يجلون الغمة من الصدور ويدخلون الفرح والسرور الى القلوب. ولك في أولادك خير مثال.

توطيد الحب وتمتين العلاقة.

هل رأيت الأب الذي يلاعب أبناءه؟

وهل رأيت الذي يصد عنهم؟

ترى أيهما الذي يكسب أبناءه ويمتن الحب معهم؟ بالتأكيد هو الأول.

وقد أثبتت التجارب حسب ما يقول الآباء الناجحون في التربية ـ إن من أفضل الوسائل لكسب الأبناء هي التصابي واللعب معهم.

طرد العقد النفسية.

لقد تبين أن الكثير من المصابين بالأمراض والعقد النفسية هم الأطفال المهملون الذين يعيشون وسط أجـواء يسودهـا الضنك وينعدم فيها المرح، حيث الآباء الصارمون المصابون بالجفاف في الأسلوب.

بينما الطفل الذي يرى رعاية كاملة واهتمام بالغ بشخصيته من قبل والديه، فيجدهم يلاعبونه وينزلون اليه ويتصابـون معه، يكون طفلاً منشـرح النفس يخلو من أي بذور للعقد النفسية.

4- تنمية الثقة فيهم..

الثقة بالنفس صفة أساسية لبناء الإنسان السليم، لذلك عكف الآباء والمسؤولون عن تربية الأطفال في دور الحضانة والمدارس، على تنمية هذه الصفة ووجدوا أن من الطرق المؤدية الى هذا السبيل، هو أشعار الأطفال بأهميتهم.

وذلك لم يتحقق بإلقاء المحاضرات، أو بـالقـول لهم: (أنكم ذو أهمية بالغة) وإنما يكون ذلك بالاهتمام بألعابهم.

 وقبل ذلك.. باللعب والتصابي معهم. وهل هنالك أفضـل طـريقـة لإشعار الطفل بأهمية ما يصنعه من طريقة النزول إليه واللعب معه؟

ومن هنا نجد الإسلام يؤكد على التصابي مع الأبناء، ويعير اهتماماً بالغاً لألعابهم.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (دع ابنك يلعب سبع سنين).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل ج15، ص203.

2ـ فروع الكافي ج6، ص50.

3ـ المستدرك ج2، صفحة 626. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.