قوله – سبحانه -: { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } [النمل: 40].

فأتى به كذلك . رد على المعتزلة ، ومن وافقهم : أن المعجز لايكون إلا لنبي.

وكذلك قوله: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} [القصص: 7] ، ففعلت ما أمرت به. فالوحي إليها، معجز. وجعل ولدها في التابوت، وطرحه في الـيـم، لا يكون إلا بعد اليقين بأن الأمر لها بذلك، هـو القـديـم ـ سـبحانه ـ ولا سبيل إلى ذلك إلا بظهور معجز أن الخطاب، المتضـمن لـذلك، وحـي منـه ـ سـبحانه .. وكذلك قوله ـ في مريم ـ: { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} [آل عمران: 37] . فنزول الرزق من السماء، معجز. ومعاينة الملك المبشر لهـا بالمسيح ـ في صـورة بشر-(1) معجز.

وقوله: { فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا...} [مريم: 24] . النّـداء لهـا، معجـز. وكـلام الطفل(2)، معجز. وتساقط الرطب من النّخلة اليابسة، معجز. وكلام عيسى بعد ما أشارت إليه، وقالوا : { قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ ...} [مريم: 29] ،معجز.

 وكذلك قوله ـ في سارة، وقد عاينت الملائكة -: { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: 71] معجز.

و لا أنفصال من ذلك بقولهم : إن معجز آصف ، لسليمان (3)، ومعجز أم موسى ، لموسى ، ومعجز مريم لعيسى . لأن المعلوم ، تخصص المعجز بمن (4) ذكرناه ، تصديقاً لهم ، أو تشريفاً يدل على علو منازلهم .

______

 1- في (ش) و(ك) و(هـ) و(أ): بشرى. وهو تحريف.

 2- في (هـ): الصيقل. وهو تحريف.

3- في (أ) : سليمان . من دون حرف الجر(اللام).

4- في (ح) : بما.