المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التلقيح insemination والإخصاب fertilization في الابقار
2024-11-01
الحمل ونمو الجنين في الابقار Pregnancy and growth of the embryo
2024-11-01
Elision
2024-11-01
Assimilation
2024-11-01
Rhythm
2024-11-01
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31

مرحلة النشأة
23-11-2018
حشيشة الجراح Prunella vulgaris L
31-1-2021
ما معنى العلم الحصولي والحضوري ؟ وما الفرق بينهما ؟ وهل هما متلازمان ؟
31-1-2022
تحتوي البروتينات على الأحماض الامينية لـ - ألفا فقط
1-4-2021
INDUCTORS IN PARALLEL
12-10-2020
نشأت {علم الحديث } وتطوره.
15-8-2016


تأكيده (عجل الله فرجه) على خدمة الاب المسن  
  
3611   03:01 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص632-634
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

حكى العالم العامل الفاضل الكامل قدوة الصلحاء السيد محمد الموسوي الرضوي النجفي المعروف بالهندي من الأتقياء العلماء وامام جماعة مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) عن العالم الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي المجاور للنجف الأشرف عن رجل صادق اللهجة كان دلّاكا وله أب كبير مسن وهولا يقصر في خدمته حتى انّه يحمل له الابريق إلى الخلاء ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذ منه ولا يفارق خدمته الّا ليلة الأربعاء فانّه يمضي إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد ؛ فسألته عن سبب ذلك فقال: خرجت أربعين أربعاء فلمّا كانت الأخيرة لم يتيسّر لي أن أخرج إلى قريب المغرب فمشيت وحدي وصار الليل وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة ؛ فرأيت أعرابيا على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلمّا انتهى إليّ كلّمني بلسان البدو من العرب وسألني عن مقصدي فقلت: مسجد السهلة فقال: معك شي‏ء من المأكول؟ فقلت: لا فقال: أدخل يدك في جيبك.

فقلت: ليس فيه شي‏ء فكرّر عليّ القول بزجر حتى أدخلت يدي في جيبي فوجدت فيه زبيبا كنت اشتريته لطفل عندي ونسيته فبقي في جيبي ؛ ثم قال لي الأعرابي: أوصيك بالعود أوصيك بالعود أوصيك بالعود والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري فعلمت انّه المهدي (عليه السلام) وانّه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد .

يقول المؤلف عباس القمي: قد كثرت الآيات والأخبار في الحثّ على اكرام الوالدين واحترامهم وتجدر الاشارة هنا إلى بعضها ؛ روى الشيخ الكليني عن منصور بن حازم انّه قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) : أيّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها وبرّ الوالدين والجهاد في سبيل اللّه عز وجل‏ .

وروي أيضا عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: أتى رجل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) 
فقال: يا رسول اللّه انّي راغب في الجهاد نشيط قال: فقال له النبي (صلّى اللّه عليه وآله) : فجاهد في سبيل اللّه فانّك إن تقتل تكن حيّا عند اللّه ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على اللّه وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت .

قال: يا رسول اللّه إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنّهما يأنسان بي ويكرهان خروجي فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : فقرّ مع والديك فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة .

وروى الشيخ الكليني أيضا عن زكريا بن ابراهيم انّه قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقلت: انّي كنت على النصرانيّة وانّي أسلمت .

فقلت: إنّ أبي وأمّي على النصرانية وأهل بيتي وامّي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟

فقال: يأكلون لحم الخنزير؟ فقلت: لا ولا يمسّونه فقال: لا بأس فانظر امّك فبرّها .

فلمّا قدمت الكوفة ألطفت لأمّي وكنت اطعمها وأفلي ثوبها ورأسها وأخدمها فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفيّة ؟

فقلت: رجل من ولد نبيّنا أمرني بهذا فقالت: هذا الرجل هو نبيّ؟ فقلت: لا ولكنّه ابن نبيّ فقالت: يا بنيّ انّ هذا نبيّ انّ هذه وصايا الأنبياء فقلت: يا امّه انّه ليس يكون بعد نبيّنا نبيّ ولكنّه ابنه فقالت: يا بني دينك خير دين أعرضه عليّ فعرضته عليها فدخلت في الاسلام وعلّمتها فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ثم عرض لها عارض في الليل .

فقالت: يا بني أعد عليّ ما علّمتني فأعدته عليها فأقرّت به وماتت فلمّا أصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها وكنت أنا الذي صلّيت عليها ونزلت في قبرها .

وروى أيضا عن عمار بن حيان انّه قال: خبّرت أبا عبد اللّه (عليه السلام) ببرّ اسماعيل ابني بي فقال: لقد كنت أحبّه وقد ازددت له حبّا انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أتته أخت له من الرضاعة فلمّا نظر إليها سرّ بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ثم أقبل يحدّثها ويضحك في وجهها ؛ ثم قامت وذهبت وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها فقيل له: يا رسول اللّه صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟! فقال: لأنّها كانت أبرّ بوالديها منه‏ .

وروي عن ابراهيم بن شعيب انّه قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) : إنّ أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقّمه بيدك فانّه جنّة لك غدا .

وروى الصدوق عن الصادق (عليه السلام) انّه قال: من أحبّ أن يخفّف اللّه عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارّا فاذا كان كذلك هوّن اللّه عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبدا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.