أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2022
1117
التاريخ: 23-4-2022
1011
التاريخ: 16-4-2022
1384
التاريخ: 21-4-2022
1424
|
هناك جانب آخر هام يتصل بهذه الأفكار نفسها، مصادرها واختيارها ومناقشتها معاً ، ونعني بذلك هذه الأفكار التي يطرحها أو يطلب تنفيذها أو يأمر بذلك- على أي شكل من الأشكال- رئيس تحرير الصحيفة أو المجلة أو المشرف على البرنامج أو نائب رئيس التحرير، منه إلى المحرر مباشرة، وعن طريق الاتصال الشخصي أو بمعرفة أو واسطة رئيس القسم المتخصص، وحيث تعتبر هذه الأفكار صالحة للنشر ومؤكدة الصلاحية أيضاً، لأنها تمر من قنوات فهم هذه القيادات للأفكار المطلوبة، ومن ثم فإن تحصل- بداهة-على موافقتهم دون أن تمر بأشكال أو أساليب المناقشات الأخرى.
إلا أن ذلك بالطبع لا يمنع من أن يقدم المحرر بعض مرئياته التي يمكن أن تحول من مسار فكرة ما إلى فكرة أخرى، خاصة عندما يكون أقرب الموجودين إلى موضوع الحديث والى شخصية المتحدث أو المتحدثين، كمندوب الوزارة مثلاً بالنسبة لحديث مع الوزير المختص أو كالمحرر الاقتصادي أو الرياضي أو العسكري وغيرهم، بالنسبة للأحاديث التي تتناول مثل هذه الموضوعات بشخصياتها المحدثة.
- وبالمثل، عندما يراد تنظيم عقد لقاء هام مع زعيم سياسي أو قائد أو زائر كبير أو سفير لدولة - لسبب ما- تأتي التوجيهات بذلك إلى عدد من الصحف والمجلات، أو إلى وكالة الأنباء المحلية، أو إلى محرر مرموق- كما يحدث في بعض البلاد النامية- تأتي تلك التوجيهات جميعها من قيل وزارة الإعلام أو الوزارة أو الجهات العليا المختصة، ومعنى ذلك أن افكار هذه الأحاديث أيضا، تكون صالحة ومؤكدة الصلاحية، انطلاقاً من السياسة العامة نفسها، ولصلتها بها بطريقة من الطرق.
- كما أن هناك أشكال وصور الأحاديث الموجهة الأخرى التي تنفذ وتنشر لأهداف معينة قد يكون من بينها الهدف الدعائي، أو بث المعلومات التي تضلل الأعداء وتوجه أنظارهم إلى وجهة أخرى، أو تلك التي تكون بهدف جس النبض وعلى طريقة "منطاد الاختبار وما إلى ذلك كله، وحيث تعتبر أفكارها- هي الأخرى نافذة المفعول، صالحة بداهة، وفعلاً.
- وهناك أيضاً أشكال المناقشات الأخرى والعادية، التي تمارس على مستوى أبرز وسائل الإعلام، منها على سبيل المثال:
* الفكرة الهامة التي يرى المحرر أن بتنفيذها قد يحقق عملاً صحفياً من المستوى الجيد، قد يصل إلى مستوى السبق الصحفي، أو الإنفراد، لذلك يحتفظ هذا المحرر بفكرته ولا يخبر بها أحداً ، أو قد يخبر رئيس القسم الذي يتبعه، وأحياناً لا يخبر هذا أيضاً، بل يخبر رئيس التحرير وحده بالفكرة، ويجعلها سراً بينهما، ويناقشها معه دون غيره، وذلك بالنسبة لأفكار نادرة لأحاديث ترتفع إلى هذا المستوى.
* الفكرة التي تحتاج الى عرض سريع على رئيس القسم او رئيس التحرير او نائبه لأنها سوف تجرى مع شخصية هامة مغادرة وعلى وجه السرعة، أو فجأة، أو مع وفد يتقرر سفره خلال ساعات قليلة، أو مع زعيم أو شخصية عالمية أو بارزة في مجال من مجالات البروز تمر بمطار البلاد- ترانزيت-وغير ذلك، حيث يكون التنفيذ غير قبل للتأخير من أجل المناقشة والحصول على الموافقة بالطرق التقليدية.
* وهناك ايضاً هذه الطرق التقليدية التي تطرح فيها فكرة أو أفكار الأحاديث ضمن ما يطرح من أفكار أخرى للمناقشة داخل مجلس القسم المختص، خلال اجتماعه اليومي أو الأسبوعي حسب النظام المتبع، واستنادا إلى الأشكال والأساليب السابقة أو دونها وبطريقة مباشرة.
* وهناك الطريقة التقليدية الأخرى التي يتم فيها طرح الأفكار داخل اجتماع التحرير اليومي العادي بالنسبة للصحف اليومية، والأسبوعي بالنسبة للصحف الأسبوعية ويحضر هذا الاجتماع جميع المحررين، ويتم برئاسة رئيس التحرير او نائبه أو مدير التحرير وأحياناً برئاسة رئيس قسم الأخبار أو محرر مرموق.
* وهناك أيضاً الطريقة الأخرى التي يقتصر فيها حضور الاجتماع اليومي أو الأسبوعي أو الشهري- حسب نوع الصحيفة- على مجلس التحرير فقط الذي يتكون من القيادات الإدارية والتحريرية والفنية، وحيث يقوم رئيس كل قسم بطرح الأفكار التي تجمعت لديه من المحررين والتي تمت مناقشتها خلال اجتماعات الأقسام المختلفة، كما يقوم أيضاً بعرض وجهات نظر المحررين المؤيدة لأفكارهم.
أي أن هذه المناقشة تتم خلال خطوتين أساسيتين: الخطوة الأولى مناقشه الفكرة من قبل المحرر نفسه، والثانية هي مناقشة الآخرين للفكرة والتي تتفرع بدورها إلى أكثر من خطوة صغيرة أو فرعية، عندما تعرض الفكرة للمناقشات العديدة داخل أكثر من اجتماع من تلك الاجتماعات السابقة أو مع أكثر من شخصية.
تتم المناقشة، ويختتم النقاش، ويتفرع، ويكثر الجدل، ويعترض من يريد الاعتراض ويقوم من يريد بنقد الفكرة وتحليلها، ويؤيد من يؤيد، وقد تهاجم الفكرة هجوماً كبيراً من جانب البعض، وقد تهاجم هجوماً من جانب البعض الآخر من الزملاء ، وقد يؤيد البعض الرابع تأييداً مشروطاً ببعض التحول في أسلوب تناولها، أو تناولها من زاوية جديدة، وقد يؤيد البعض الخامس الفكرة كما هي.
وبين كل ذلك يقف المحرر موقف المدافع عن فكرته، ويقدم الدليل على نجاحها، ويقيم الحجة على المعترضين، ويوضح ما خفي من جوانبها على بعض الزملاء، ويشير إلى الهدف الرئيسي منها، ويقدم الشخص أو لأشخاص الذين يمكن تنفيذها معهم ويدافع عن اختيارهم، ويحاول إقناع الزملاء بأهميتهم، ويعدد القراء الكبير الذين يمكن أن تجذبهم هذه الفكرة نفسها، وهذه الشخصية المحدثة، كما يشير الى النتائج التي يمكن أن تسفر عنها في حالة القيام بتنفيذها في شكل حديث صحفي، وما الذي يمكن أن يتحقق من وراء ذلك على المستوى الصحفي والمهني، كما يلتفت في دفاعه عنها الى أهمية الإشارة نحو جدتها وتأثيرها وردود افعالها المنتظرة.
وهكذا حتى يوافق المجتمعون على تنفيذ فكرته، كما هي، أو يعد تقديم القليل من التحويل أو التحوير وأحياناً بعد تغيير كبير يتناول بعض الأساسيات التي تقوم عليها، أو يتقرر استبعادها كلية، والنظر في فكرة أخرى.
في كل ذلك، يكون لرئيس التحرير أو نائبه أو مدير التحرير أو رئيس القسم رؤيتهم الأساسية، وكذلك أدوارهم الهامة التي تستفد إلى فهم كامل ومضاعف وممارسة كبيرة، وخبرة عريضة تجعل منهم قضاة عدل، وحق، في الظروف العادية.
وتقدم في هذه الاجتماعات والمناقشات خبرات وثقافات لا حدود لها، يستفيد منها المحرر الجديد خاصة بل تقدم له أفضل دروس المهنة، ومجالاتها التطبيقية، مما يفيده على طريق تطوره الطويل حتماً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|