أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2017
2874
التاريخ: 4-5-2016
3011
التاريخ: 2-02-2015
4113
التاريخ: 4-3-2022
1713
|
إن شجاعة الإمام هي من الإمام بمنزلة التعبير من الفكرة وبمثابة العمل من الإرادة ، لأنّ محورها الدفاع عن طبع في الحق وإيمان بالخير ، والمشهور أنّ أحدا من الأبطال لم ينهض له في ميدان . . فقد كان لجرأته على الموت لا يهاب صنديدا ، بل إنّ فكرة الموت لم تجل مرة في خاطر الإمام وهو في موقف نزال ، وأنّه لم يقارع بطلا إلّا بعد أن يحاوره لينصحه ويهديه .
وكان عليّ مع قوته البالغة يتورّع عن البغي أيّا كان الظرف ، وأجمع المؤرّخون على أنّه كان يأنف القتال إلّا إذا حمل عليه حملا ، فكان يسعى أن يسوّي الأمور مع خصومه . . على وجوه سلميّة تحقن الدم وتحول دون النزال .
وطبيعة التورّع عن البغي أصل من أصول نفسيّة عليّ وخلق من أخلاقه ، وهي متّصلة اتّصالا وثيقا بمبدئه العام الذي يقوم بمعرفة العهد وصيانة الذمّة والرحمة بالناس حتى يخونوا كلّ عهد ويقسوا دون كلّ رحمة .
وما كان لعليّ أن يستنجد الصداقة على العداوة ؛ لولا ذلك الفيض العظيم من الوفاء والحنان الذي تزخر به نفسه ويطغى على جنانه .
ولكنّ صاحب المودّات لم يرع أصدقاؤه له مودّة ، لأنّهم لم يكونوا ليطمعوا بأن يحولوا بينه وبين نفسه ، فيطلق أيديهم في خيرات الأرض دون سائر الخلق ، يقول عليّ ( عليه السّلام ) : « واللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت ، وإنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة »[1] وليس عليّ في هذا المجال قائلا ثمّ عاملا ، بل هو القول يجري من طبيعة العمل الذي يعمل والشعور الذي يحسّ . . . فعليّ أكرم الناس مع الناس ، وأبعد الخلق عن أن ينال الخلق بالأذى ، وأقربهم إلى بذل نفسه في سبيلهم على أن يقتنع ضميره بضرورة هذا البذل ، أو ليست حياته كلّها سلسلة معارك في سبيل المظلومين والمستضعفين ، وانتصارا دائما للامّة دون من يريدونه آلة إنتاج لهم من السادة ورثة الأمجاد العائلية ، أو لم يكن سيفا صارما فوق أعناق القرشيّين الذين أرادوا استغلال الخلافة والإمارة للسلطان والجاه وتكديس الأموال ؟ ! ألم يضع الخلافة والحياة على الأرض لأنّه أبى مسايرة أهل الدنيا في استعباد إخوانهم الضعفاء والفقراء والمظلومين ؟
[1] نهج البلاغة ، الخطبة : 224 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|