أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-09
724
التاريخ: 1-8-2020
1811
التاريخ: 26-1-2023
1076
التاريخ: 30-12-2020
1843
|
مثل «مستكشف الخلفية الكونية» تقدمًا كبيرًا في دراسة تكون البنية الكونية، بَيْد أنه من نواح عدة تُعدُّ هذه التجربة محدودة للغاية. وأبرز مواطن قصور مستكشف الخلفية أنه الكونية هو يفتقد القدرة على سبر أغوار البنية التفصيلية للتموجات في الخلفية الكونية. وفي الواقع كانت الدقة الزاوية لمستكشف الخلفية الكونية لا تتجاوز عشر درجات فحسب، وهو مقدار بسيط للغاية بالمعايير الفلكية وعلى سبيل المقارنة، يبلغ عرض القمر وهو بدر حوالي نصف درجة عرضًا. ويأمل علماء الكونيات أن يجدوا في البنية الدقيقة للخلفية الميكروية إجابات للعديد من الأسئلة الحاضرة بقوة.
أنتجت التموجات في الكون المبكر بواسطة نوع من الموجات الصوتية. فحين كان الكون حارا للغاية، تصل درجة حرارته إلى عدة آلاف درجة، كان يعج بالموجات الصوتية الآخذة في التحرك جيئة وذهابا وسطح الشمس له درجة حرارة مشابهة، وهو يهتز بطريقة مماثلة. وبسبب الدقة المنخفضة لمستكشف الخلفية الكونية فإنه استطاع رصد تلك التموجات التي لها طول موجي طويل وحسب. وهذه التموجات تمثل موجات صوتية ذات درجة منخفضة للغاية؛ النغمة الخفيضة لعملية الخلق. والمعلومات التي تحويها هذه الموجات مهمة، لكنها ليست تفصيلية؛ فصوتها رتيب نسبيًّا.
شكل 6: محاكاة حاسوبية لتكون البنى. ابتداء من ظروف ملساء تقريبا، يمكن استخدام أجهزة الكمبيوتر الفائقة الحديثة في محاكاة التطور قطعة من الكون مع مرور الزمن. في هذا المثال، الذي اجراه «اتحاد العذراء»، يمكننا أن نرى التجمع الهرمي يتطور مع تمدد الكون بمعامل قدره 4. العقد الكثيفة التي ترى في الاطار الأخير تكون مجرات وعناقيد مجرية، بينما البنى الخطية تشبه بشدة تلك التي ترى في عمليات المسح الخاصة بالمجرات.
على الجانب الآخر من المفترض أن يُنتج الكون أيضًا صوتًا ذا درجة أعلى، وهذا أمر أكثر إثارة للاهتمام بكثير. فموجات الصوت تنتقل بسرعة محددة. وفي الهواء، على سبيل المثال، تكون هذه السرعة نحو 300 متر في الثانية. في الوقت المبكر من عمر الكون، كانت سرعة الصوت أكبر بكثير؛ بحيث كانت تقارب سرعة الضوء. وبحلول الوقت الذي أُنتجت فيه الخلفية الميكروية كان عمر الكون حوالي 300 ألف عام وخلال الوقت المنحصر بين ذلك الوقت وبين الانفجار العظيم، الذي يُفترض أن موجات الصوت استثيرت فيه في المقام الأول، لم يكن بوسع تلك الموجات الانتقال إلا لحوالي 300 ألف سنة ضوئية. والذبذبات التي لها هذا الطول الموجي تنتج «نغمة» مميزة، تشبه النغمة الأساسية لأي آلة موسيقية. ومن ثم ليس من قبيل المصادفة أن تكون العناقيد المجرية الفائقة بهذا الحجم؛ إذ إنها نتجت عن هذا اللحن الكوني المجلجل.
ينبغي أن يكشف الطول الموجي المميز للكون المبكر عن نفسه في صورة أنماط من البقع الحارة والباردة على الخلفية الميكروية في السماء، لكن لأن الطول الموجي قصير إلى بعيد، فإنه يظهر على نطاق أدق كثيرًا من ذلك الذي يستشعره مستكشف الخلفية الكونية. في الواقع، يصل الحجم الزاوي للبقع التي ينتجها إلى حوالي درجة واحدة. ومن ثم، منذ إطلاق مستكشف الخلفية الكونية وهناك سباق دائر؛ من أجل تطوير المعدات القادرة على رصد النغمة الأساسية للكون، فضلًا عن النغمات الأعلى المتوافقة معها. ومن خلال تحليل دقيق لصوت عملية الخلق من المأمول أن يُجاب عن العديد من الأسئلة الكبرى التي تواجه علم الكونيات الحديث. فطيف الصوت يحتوي معلومات بشأن مقدار المادة الموجودة في الكون، وهل هناك ثابت كوني أم لا، ومقدار ثابت هابل، وهل المكان منحن، بل وربما هل حدث التضخم أم لا.
ثمة تجربتان كبيرتان، هما «مسبار قياس تباين الأشعة الكونية» المزمع إطلاقه عام 2001، تحت إشراف ناسا، ومرصد بلانك الفضائي تحت إشراف وكالة الفضاء الأوروبية المزمع إطلاقه في غضون سنوات قليلة، من شأنهما أن يرسما خرائط تفصيلية لأنماط التموجات على السماء بدقة عالية جدا. وإذا صح تأويل هذه البني، فمن المفترض أن يكون لدينا إجابات محددة في وقت قريب للغاية. والجميع ينتظر هذه النتائج بفارغ الصبر.
في الوقت الحالي، ثمة إشارات قوية للغاية بشأن الكيفية التي ستؤول إليها الأمور. فقد حللت تجربتان مهمتان تم إجراؤهما من على المناطيد – هما «بوميرانج» و«ماكسيما» – أجزاء صغيرة من السماء بدقة تقل بقدر طفيف عن دقة «مسبار قياس تباين الأشعة الكونية» و «مرصد بلانك الفضائي».
شكل 7: تجربة «بوميرانج». تُظهر الصورة هذه التجربة بينما هي على وشك الإطلاق على متن منطاد فوق القارة القطبية الجنوبية معدات التجربة موجودة على المركبة إلى يمين الصورة. مسار الطيران الخاص بهذا المنطاد مر بالقطب الجنوبي، واستفاد من الرياح الدوارة من أجل العودة بالقرب من نقطة الانطلاق. القارة القطبية الجنوبية جافة للغاية، وهو ما يجعل منها أفضل مكان على الأرض لإجراء تجارب الخلفية الميكروية، بَيْد أنه لا يزال من الأفضل الخروج إلى الفضاء إن أمكن.
لم تقدم هاتان التجربتان بعد إجابات حاسمة، لكنهما تشيران إلى أن هندسة المكان منبسطة. والحجة التي يقوم عليها هذا الافتراض بسيطة. فنحن نعلم الطول الموجي المميز للأصوات التي أنتجت الملامح المقاسة، ونعلم المسافة التي رصدت عليها هذه الموجات (حوالي 15 مليار سنة ضوئية)، ومن ثم يمكننا حساب الزاوية التي من المفترض أن تحتلها في السماء لو كان الكون منبسطا. فإذا كان الكون مفتوحًا فستكون الزاوية أقل مما هو الحال في الكون المنبسط، وإذا كان مغلقًا فستكون الزاوية أكبر. والنتائج تشير ببساطة إلى أن الكون منبسط. وإلى جانب التسارع، تمنحنا هذه القياسات دليلًا قويا على وجود ثابت كوني. والطريقة الوحيدة كي يكون لدينا كون منبسط ومتسارع أيضًا في تمدده هي أن توجد بالكون طاقة فراغ.
شكل 8: انبساط المكان. يُظهر الإطار العلوي النمط الدقيق لتفاوتات الحرارة المقاسة بواسطة التجربة «بوميرانج». وأسفل منه يوجد أنماط مصنوعة بالمحاكاة الحاسوبية تأخذ في الاعتبار الحجم الزاوي المتوقع لهذه التفاوتات في كلٌّ من الكون المغلق والمفتوح والمنبسط. ويتحقق التطابق الأفضل مع نموذج الكون المنبسط في المنتصف. وقد منحت هذه الإشارة القوية دافعًا أقوى للتجربتين المستقبليتين «مسبار قياس تباين الأشعة الكونية» و«مرصد بلانك الفضائي» اللتين سترسمان خريطة للسماء كلها بهذه الدقة.
ويبدو أن الصورة الآخذة في الظهور من واقع دراسات البنية الكونية تتفق مع الخيوط الأخرى التي ناقشتها، لكننا ما زلنا لا نعرف الكيفية التي تمكن بها الكون من أن يصير على النحو الذي هو عليه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|