أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2021
8604
التاريخ: 5-5-2022
1255
التاريخ: 16-4-2022
1223
التاريخ: 23-4-2022
1686
|
هذه الخطوة تلي وضع يد المحرر على الفكرة أو الأفكار التي يرصدها من خلال مصادرها المختلفة والهامة والمتنوعة، فإذا ثبت له يقيناً صلاحيتها وقام بتطبيق المقاييس السابقة في مجموعها، قام بتدوين الأفكار المنتقاة في مفكرته، أو أجندته الخاصة تمهيداً للقيام بالخطوة التالية من خطوات العمل، أو قام بتسجيلها على أي شكل من الأشكال، حتى على غلاف كتاب يحمله أو طرف صحيفة، مخافة أن تفقدها الذاكرة البشرية الضعيفة أصلا، والتي تنسى بسرعة بعض الأفكار الهامة، خاصة في عصر انفجار المعلومات الذي وجدت فيه الحاجات وتزايدت أيضاً الى وسائل الحفظ والتذكير والإرجاع، حتى الميكانيكية والإلكترونية منها، فأصبحنا نشاهد في دور الصحف الكبرى الأدمغة والعقول الإلكترونية المختلفة الأشكال والأنماط والأجيال أيضاً.
والتسجيل مفيد على أي شكل كان، كما آنه يرتبط في النهاية بخطوة هامة من خطوات العمل، تعرف بالمراجع الأجنبية تحت اسم مناقشة الفكرة ليس بين المحرر وبين نفسه هذه المرة، وإنما تأخذ أكثر من شكل مختلف
ومعنى ذلك أن عملية مناقشة الفكرة التي تؤدي الى اختيار الصالح منها وترك الطالح، أو إلى نقدها بالمعنى الحرفي لمصطلح النقد تتكون في حقيقة الأمر من خطوتين، هما: الخطوة التي ذكرناها خلال السطور السابقة وهي الخطوة الأولية والأساسية والتي يخضع فيها المحرر منابع الأفكار ومصادرها إلى رؤيته الخاصة ويراها من خلال فهمه لمعايرها، ثم الخطوة الثانية التي تتعرض فيها الأفكار المتجمعة لمناقشتها وفق معايير ورؤى الآخرين من القيادات الصحفية، وأحيانا قد يجعل فهم المحرر ومقدرته وممارساته وتجاربه من هذه الخطوة الثانية مجرد إجراء شكلي، ولكن من الصحيح أيضاً أن تطرح تلك الأفكار في مجموعها على مائدة البحث على أي شكل من أشكالها، وبطبيعة الحال فإن للصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى أكثر من أسلوب في ذلك، وتهدف جميعها الى مناقشة الأفكار التي حصل عليها المحرر من أجل الموافقة عليها كما هي، وعلى حالها، وكما رصدها هو ووضع يده عليها، أو من أجل تعديل فكرة، وتطوير أخرى والبحث عن زاوية جديدة لفكرة ثالثة، وإلغاء فكرة رابعة، ويدور البحث، ويجرى النقاش وأحياناً قد يحتدم أيضاً ، إلى أن يتوصل المحرر- في النهاية- إلى الشكل الصحيح لكي ينزل بفكرته إلى مجال التطبيق العملي، وحيث نجد أن هناك عدة وسائل وأساليب مختلفة لهذه العملية، تتبعها وسائل الإعلام عامة والصحف والمجلات خاصة، ومن أبرزها، وعلى افتراض أن الذي نوجه إليه كلامنا هو عضو أسرة التحرير بقسم من أقسام الصحيفة أو المجلة، عضو عادي- محرر- بل ومحرر جيد أيضاً
فكما ذكرنا عليه أن يدون ما توصل إليه في مفكرته آو أجندته الخاصة ويفضل أن يكتب المعلومات التي جمعها مفصلة لتكون الصورة كاملة عنده، وتشمل هذه المعلومات المصدر الذي استقى منه الفكرة، وتاريخ نشرها أو إذاعتها، والتاريخ المناسب لعرضها للمناقشة والأشخاص أو الشخص الذي يجرى معه الحديث الصحفي، كما يمكن أن يدون بعض الأفكار المضادة التي تقفز إلى ذهنه والتي يمكن أن يواجهه بها المحررون المعترضون على تنفيذها، كذلك يدون ردوده أيضاً وحيث تكون هذه الردود ساخنة جاهزة في ذهنه بينما قد ينساها عندما يحل وقت المناقشة مع الآخرين، وبعض المحررين لا يؤيدوا تسجيل الفكرة بهذه الصورة من الوضوح، بل لا يؤيد تسجيل الأفكار على أي شكل من أشكاله لأنها بذلك تكون عرضة للوقوع تحت أيدي وأنظار غيره من المحررين المنافسين داخل الصحيفة أو المجلة نفسها، وربما داخل القسم الواحد والغرفة الواحدة وهي حالات تعرفها بعض الصحف والمجلات -للأسف الشديد- حيث تكون الأفكار أسرع البضائع عرضة للاقتباس، أو الانتحال، أو السرقة الكاملة خاصة في اتون المنافسة التي لا ترحم بين محرر ومحرر حثى داخل الأسرة الصحفية الواحدة في بعض الأحيان.
ولكن، حتى في ظل وجود بعض هذه الصور، في عدد من دور الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون فإن في تسجيل الأفكار فائدة لا تنكر، والعيب-حتما- ليس في التسجيل، وإنما في المناخ الذي يساعد على مثل هذه التصرفات أو يؤدي إليها
- ولكل ما ذكر أعلاه، لا بد من الإشارة إلى ما تفعله يعض الصحف والمجلات العربية والعالمية من عمل بعض الأشكال التنظيمية التي تتيح رصد وتسجيل الأفكار المستنبطة والحفاظ عليها لصالحهم، ثم مناقشتها، ومن ذلك مثلا:
* ما يطلق عليه تعبير: "قائمة انتظار الأفكار".
* ما يطلق عليه تعبير: "قصة الفكرة".
* ما يطلق عليه تعبير: "استمارة شرح الفكرة".
* ما يطلق عليه تعبير: "أنموذج اقتراح جديد".
وغير ذلك من الأشكال والنماذج الأخرى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|