يجب أن تتوافر للأصول المستقاة منها الفكرة بعض العناصر والمعايير الأخلاقية التي لا تتعارض مع ما ينبغي أن تكون عليه العملية الصحفية والمهنة كلها من أسس وقواعد الإعلام النظيف الصادق والدقيق، أي أنه إذا كان الأصل خبراً، فيجب أن يكون من تلك الأخبار الصادقة والمستقاة من مصادر عرفت مسبقاً بهذه الصفة، وآن تكون المعلومات والأرقام الواردة خلال سطوره وكلماته مما لا يمكن أن يتطرق إليها الشك، حتى إذا أدى الأمر إلى أن يقوم المحرر بعملية مراجعة للتأكد من توافر هذه العناصر وما يمكن أن يتفرع عنها، فمما لا يقبل الشك أن الخبر الكاذب -مثلا- يهدم الحديث الذي يستند إليه، من أساسه، والمعلومات غير الدقيقة، أو المبالغ فيها، أو التي تقدم بهدف الإثارة وحدها أو الملونة، أو الموجهة، أو التي يقصد بها الطعن في الأبرياء أو الهجوم على المظلومين أو على الآداب والتقاليد المرعية، هذه كلها لن يكون نتاجها سوى حديثاً فاشلا يضر بالتأكيد بوسيلة النشر، وبالمحرر معا.

كذلك، فإن الحيادية والموضوعية ومراعاة مسؤولية الكلمة وأمانتها وشرفها ينبغي أن تكون المنابع الأصيلة، والثابتة أيضاً لافكار الأحاديث الصحفية، لأنها تصب في النهاية في عقول الناس وتمس أفكارهم ومشاعرهم، ولأننا ننطلق في إعلامنا من قاعدة إسلامية متينة تحث على التمسك بالفضائل والمثل يقودها الرسول القائد المعلم الذي حدد معالم الطريق في حديثه (صلى الله عليه وسلم): إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق، والذي قال عنه الله عز وجل: (وإنك لعلى خلق عظيم) (سورة القلم/٤).

إن وعي الصحفي، ويقظة ضميره المهني، وإن شرفه وشرف مهنته نفسها، ينبغي ان تجد في هذه الخطوة أو المرحلة أقصى استخدام وظيفي لها، تماماً كما تجد موهبته المجال الحقيقي لذا الاستخدام.