المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22
عادات الأبوين وأثرها على الأبناء / بعض العادات الحسنة
2024-11-22

شجرة الكولا Cola acuminata
8-11-2017
تعليم المسؤولية
20-5-2021
الثايوزبينات Thiazepines
2024-07-12
التغذية الراجعة
22-8-2022
زيد الزراد الكوفي
12-9-2017
Gumbel Distribution
6-4-2021


تعيين الوصي  
  
1643   05:13 مساءً   التاريخ: 7-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص199-201
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 3305
التاريخ: 11-12-2014 3563
التاريخ: 21-6-2017 3227
التاريخ: 1-6-2017 3403

 تعيين الوصي[1]:

أتمّ المسلمون حجّهم الأكبر وهم يحتفّون بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد أخذوا مناسكهم عنه ، وقرّر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يعود إلى المدينة ، ولما بلغ موكب الحجيج العظيم إلى منطقة « رابغ » قرب « غدير خم » وقبل أن يتفرّق الحجيج ويرجعوا إلى بلدانهم من هذه المنطقة نزل الوحي الإلهي بآية التبليغ الآمرة والمحذّرة : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].

لقد حمل هذا الخطاب الإلهي أمرا مهما جدّا فأي تبليغ مهم هذا قد طلب من الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) انجازه ولم يكن قد أنجزه إلى ذلك الحين ؟ وقد أمضى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ما يقارب ثلاثة وعشرين عاما يبلّغ آيات اللّه وأحكامه ويدعو الناس إلى دين اللّه ! وقد نال ما نال من عظيم المحن والبلاء والجهد ، كي يقال له : « فما بلغت رسالته » .

وهنا أصدر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أوامره بأن تقف القوافل حتى يلحق آخرها بأولها في يوم قائظ يضطر المرء فيه أن يلفّ رأسه وقدميه من شدة حرّ الرمضاء ليتلو عليهم أمر السماء ويتمم تبليغ الرسالة الخاتمة . إنها الحكمة الإلهية أن يتم التبليغ في هذا المكان وفي هذا الظرف كي يبقى عالقا في وجدان الأمة ، حيّا في ذاكرتها على مرّ الزمن حفاظا على الرسالة والأمة الاسلامية .

وجمعت الرحال وصنع منها منبر صعد عليه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن صلّى في جموع المسلمين فحمد اللّه واثنى عليه وقال بصوت رفيع يسمعه كل من حضر :

« أيها الناس يوشك أن ادعى فأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك بلّغت ونصحت وجاهدت فجزاك اللّه خيرا . قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : اللهم أشهد . ثم قال : ( صلّى اللّه عليه واله ) فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون عليّ الحوض وإنّ عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين .

فنادى مناد وما الثقلان يا رسول اللّه ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : الثقل الأكبر كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف بأيديكم فتمسّكوا به لا تضلوا . والآخر الأصغر عترتي . وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربّي فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا .

ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب حتى رؤي بياض أبطيهما وعرفه الناس أجمعون . فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : إن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه - يقولها ثلاث مرات - .

ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحقّ معه حيث دار ، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب » .

ثم لم يتفرّقوا حتّى نزل أمين وحي اللّه بقوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بعدي » .

ثم أمر ( صلّى اللّه عليه واله ) أن تنصب خيمة لعلي ( عليه السّلام ) وأن يدخل عليه المسلمون فوجا فوجا ليسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس كلهم ذلك وأمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين ممن معه أن يفعلن ذلك .

وكان في مقدمة المهنّئين أبو بكر وعمر بن الخطاب ، كل يقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة [2].

 

[1] للمزيد من التفصيل راجع موسوعة الغدير للعلّامة الأميني الجزء الأوّل .

[2] راجع تأريخ اليعقوبي : 3 / 112 ، ومسند أحمد : 4 / 281 ، البداية والنهاية : 5 / 213 ، وموسوعة الغدير :

1 / 43 ، 165 ، 196 ، 215 ، 230 ، 238 ، 276 ، 283 ، 285 ، 297 ، 379 ، 392 ، 402 ، والجزء : 11 / 131 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.