المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06
إجراءات الاستعانة بالخبير
2024-11-06
آثار رأي الخبير
2024-11-06

Hypoglycemia
16-1-2016
ديانة العرب
18-1-2017
المرأة وعمل الرجل والمرأة
13-11-2017
محور التماثل axis of symmetry
11-12-2017
مفهوم التلوث البيئي Environmental Pollution
4/11/2022
لسان القرآن
14-06-2015


غزوة بدر الكبرى  
  
3834   03:33 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص82-86.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

وقعت أيضا في السنة [السنة الثانية للهجره]، غزوة بدر الكبرى و ملخصها: انّه خرج مشركوا قريش كعتبة، و شيبة، و الوليد بن عتبة، و ابي جهل، و ابي البختري، و نوفل بن خويلد، و جمع كثير من صناديد مكة و رجال الحرب فيها حيث بلغ عددهم تسعمائة و خمسين نفرا لقتال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فخرجوا من مكة حاملين أدوات الطرب، و مصطحبين النساء المغنيّات، للهو واللعب ومعهم مائة فرس و سبعمائة بعير، و كان على كل واحد من أكابر قريش اطعام الجيش في كل يوم بأن ينحر لهم عشرا من الابل.

و خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مع ثلاثمائة و ثلاثة عشر من اصحابه من المدينة الى ان وصلوا الى أرض بدر- و هي اسم بئر رمى المسلمون فيها قتلى المشركين- فلما وصل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى هناك اشار الى الارض قائلا: هنا مصرع فلان، و هناك مصرع فلان فعدد مصرع كل القتلى من‏ صناديد قريش، فكان كما قال لمّا وصل المشركون، صعدوا على تلّ و نظروا الى جيش المسلمين مستخفين بهم، والمسلمون أيضا نظروا الى العدو بعين الاحتقار و الاستخفاف، كما قال تعالى:

{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: 44]

وبعد رؤيتهم جيش النبي (صلّى اللّه عليه و آله) نزلوا خلف ذلك التلّ بعيدا عن الماء و بعثوا عمر بن وهب مع جماعة للتفحص و ليرى هل للمسلمين كمين؟ أو لا، فجال بفرسه حتى طاف عسكر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يمينا و شمالا ثم رجع و قال: «ما لهم كمين و لا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع أما ترونهم خرسا لا يتكلمون، يتلمّظون تلمّظ الافاعي ما لهم ملجأ الا سيوفهم و ما أراهم يولّون حتى يقتلوا، و لا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم، فارتئوا رأيكم» .

فلما سمع هذا حكيم بن حزام حرّض عتبة على ترك الحرب و المصالحة فقال له عتبة: اذهب الى ابن الحنظليّة يعني ابا جهل، و قل له أن يترك الحرب و يصالح ابناء عمّه، فجاء حكيم الى ابي جهل و ابلغه رسالة عتبة، فقال أبو جهل: جبن و انتفخ سحره و يخاف على ابنه ابي حذيفة الذي في جيش المسلمين، فجاء حكيم الى عتبة، و أخبره بمقولة أبي جهل، فلمّا تلاقى قال عتبة لأبي جهل: يا مصفرّا استه، مثلي يجبن؟ ستعلم قريش أيّنا ألأم و أجبن.

اما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فانه و إن علم شقاء قريش و عدم تسليمهم، لكن لأجل قوله تعالى‏ {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61] بعث إليهم رسولا و قال: «يا معشر قريش انّي أكره ان أبدؤكم فخلّوني و العرب وارجعوا».

فقال عتبة: ما ردّ هذا قوم قطّ فأفلحوا، يا معشر قريش انّ محمدا له الّ و ذمّة، فاسمعوا نصحه، فغاظ ابا جهل قوله و قال له: ما هذه الغوغاء؟ أمن خوف بني عبد المطلب تحتال الرجوع؟ فغضب عتبة و نزل من ناقته، و طلب من ابي جهل البراز ليعلم من الجبان، فتوسط كبراء قريش بينهم لكن عتبة لردع تهمة الجبن عنه لبس درعه و شدّ عمامته و كان لا يلبس الخوذة لكبر رأسه.

وتقدم هو و أخوه شيبة و ابنه الوليد و جالوا في الميدان و كانت نيران الحرب قد اندلعت، فطلبوا المبارز، فبرز إليهم ثلاثة نفر من الانصار و انتسبوا لهم، فقالوا: ارجعوا إنمّا نريد الاكفاء من قريش، فأمر (صلّى اللّه عليه و آله)عليا و حمزة بن عبد المطلب و عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، بالمبارزة فجاؤوا الى الميدان و لهم زئير كزئير الاسد، قال حمزة:

انا حمزة بن عبد المطلب اسد اللّه و اسد رسوله، فقال عتبة: كفؤ كريم و انا اسد الحلفاء و انا اسد المطيبين، و قد اشرنا عند ذكر آباء النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى حلف المطيبين، و لذلك اعتبر عتبة نفسه انه سيد الحلفاء المطيبين، فبرز عليّ (عليه السّلام) للوليد، و حمزة لشيبة، و عبيدة لعتبة، فقال علي (عليه السّلام):

انا ابن ذي الحوضين عبد المطلب‏                  و هاشم المطعم في العام السغب‏

                        أوفي بميثاقي و أحمي عن حسب‏             

 

فحمل (عليه السّلام)على الوليد، فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه، قيل: أخذ الوليد يده المقطوعة و ضرب بها رأس عليّ (عليه السّلام)، ثم ذهب الى ابيه هاربا، فشدّ عليه (عليه السّلام)، فضرب فخذه فسقط ميّتا.

وتقدم حمزة و شيبة فتكادما الموت طويلا حتى تكسرت سيوفهما و دروعهما، و أخذا يتصارعان، فقال المسلمون: يا عليّ  أما ترى الكلب قد بهر عمّك؟ فحمل (عليه السّلام) وقال: يا عمّ طأطئ رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه عليّ (عليه السّلام) فطرح نصفه، اما عبيدة فانه ضرب رأس عتبة فشقّه و ضرب عتبة رجل عبيدة فقطعها فجاء أمير المؤمنين (عليه السّلام) الى عتبة و به رمق فأجهز عليه و قتله، و لذا قال لمعاوية:

«وعندي السيف الذي أعضضته بجدّك و خالك و أخيك في مقام واحد» .

حمل حمزة و عليّ عبيدة الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فبكى كثيرا حتى سالت دموعه على وجه عبيدة، و قد سال مخ ساقه منها.

فاستشهد عند رجوعهم الى المدينة في أرض روحاء أو صفراء، و دفن هناك و كان أسنّ من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعشر سنين و هذه الآية نزلت في حقهم:

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج: 19] .

ووقع الرعب في قلوب المشركين و في قلب ابي جهل بعد قتل هؤلاء الثلاثة، و كان يحرّضهم على القتال، فجاء ابليس في صورة سراقة بن مالك و قال:

انّي جار لكم ادفعوا إليّ رايتكم، فدفعوا إليه راية الميسرة و ركض امامهم و شوقهم على القتال، فنظر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و قال لاصحابه: «غضوا أبصاركم وعضّوا على النواجذ» ثم دعا و طلب النصر من اللّه فأرسل اللّه الملائكة لنصرتهم، قال تعالى:

{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ } [آل عمران: 123]...- الى قوله- {يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ } [آل عمران: 124].

فلما رأى ابليس الملائكة ولّى هاربا و ضرب الراية على الارض و نكص على عقبيه، فجاءه منبّه بن الحجاج و أخذ رداءه و قال: يا سراق أين؟ أ تخذلنا في هذه الحالة، فضرب على صدره وقال انّي أرى ما لا ترى، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال: 48] ‏ .

وكان عليّ (عليه السّلام) يهجم على القوم كالليث الغضبان، حتى قتل منهم ستة و ثلاثين رجلا، وقد روي عنه (عليه السّلام) انّه قال: «لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم و قد قتلت الوليد بن عتبة اذ أقبل حنظلة بن ابي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الارض قتيلا» .

وقتل سبعون رجلا من أبطال قريش في تلك المعركة، منهم: عتبة، و شيبة، و الوليد بن عتبة، وحنظلة بن ابي سفيان، و طعيمة بن عدي، و العاص بن سعيد، و نوفل بن خويلد، و أبو جهل.

ولمّا رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) رأس ابي جهل مقطوعا سجد للّه شكرا، ثم انهزم جيش المشركين فلحقهم المسلمون، و أسروا منهم سبعين نفرا، و كانت هذه الحادثة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان.

كان النضر بن الحارث، و عقبة بن أبي معيط في جملة الاسرى، فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بقتلهم، و قد كانوا من أعداء النبي (صلّى اللّه عليه و آله) وعقبة هو الذي تفل على وجه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بمشورة أمية بن خلف الذي قتل أيضا.

ولمّا قتل النضر على يد أمير المؤمنين (عليه السّلام) رثته اخته بقصيدة من جملتها هذه الابيات:

أ محمد يا خير ضنء كريمة               في قومها و الفحل فحل معرق‏

ما كان ضرّك لو مننت و ربما             منّ الفتى و هو المغيظ المحنق‏

فالنضر أقرب من أسرت قرابة             و أحقّهم ان كان عتق يعتق‏

وفي رواية: ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا بلغه هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت‏ عليه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.