أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016
4426
التاريخ: 14-1-2016
1745
التاريخ: 2024-01-13
1095
التاريخ: 14-1-2016
1762
|
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
"اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة"(1).
إحدى صفات الإنسان المؤمن طلبه للعلم وبحثه عن المعرفة، لأنه أصل كل خير، ومنتهى كل منزلة رفيعة كما جاء عن أهل البيت عليهم السلام.
العلم يعطي المرء الحياة فهو مصباح العقل ونور القلب، ولا غنى للإنسان عن المعرفة والعلم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لصاحبه كميل بن زياد:
"يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة"(2).
ولعله يمكن لنا ان نفهم من هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله:
"طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا إن الله يحب بغاة العلم"(3).
الله جعل العلم فريضة وواجباً لشرافته وعلو منزلته، ولذلك كان طالب العلم حبيب الله تعالى..
بعض الشباب من أخوة وأخوات ولشدة حبهم للعلم، وتعلقهم بهذا المطلب المقدس، وأهميته في حياتهم (وهو أمر ممدوح). ينظرون إلى الزواج على أنه عائق ومانع يحول بينهم وبين الوصول إلى مبتغاهم في العلم والدراسة. فيتصور معظمهم بأن الزواج يقيد حريتهم، ويلقي عليهم المسؤولية من تأمين نفقات ومصاريف المنزل والزوجة و... ومن أين يأتي بالنفقة إذا كان طالباً ما زال يأخذ مصروفه من أهله، ولما يدخل سلك العمل بعد؟!
أما الفتاة فترى الزواج سجناً، وعليها أن تتحمل مسؤولية البيت، وترعى زوجها و.. مما لا يترك لها فرصة للدراسة.
وهكذا يترك الشباب والفتيات الزواج ويعرضون عنه، ولكن هل أن حاجتهم الجنسية تكون قد خمدت وانطفأت، أم أنها ما زالت تمارس ضغوطها المختلفة على صاحبها؟ !
هل يمكن لهؤلاء أن يتجاهلوا أنفسهم التي تطلب الطرف الآخر وترغب في الارتباط به؟!
كلا، فإن العديد منهم سيعانون من فقدان التوازن النفسي والمعنوي، والكثير منهم يلوث نفسه بشتى أنواع القذارات كمشاهدة الأفلام الغير اخلاقيه، أو إقامة علاقات غيرشرعية يكون غطاؤها الأول الصداقة.. وعادة ما يقع أحدهم في المعصية من خلال نظرة حرام، أو كلمة حرام أو، وإذا كانت الفتاة أو الشاب في مجتمع وبيئة محافظة لا تسمح لهما باقتراف المعاصي، فعادة ما تجدهما في حالة كآبة شديدة وعدم قدرة على التركيز بشدة وقوة حيث أن حياتهم تفتقد للتوازن والاستقرار...
إذاً فلا يمكن أن نتجاهل هذه الضغوط والآفات ونؤجل الزواج، خصوصاً إذا نظرنا إلى أكثر مدارسنا وجامعاتتا التي يتأجج فيها الفساد الأخلاقي وتسعر فيها نار عصيان الله تعالى، وإذا لم يعصم الطالب أو الطالبة نفسه عن الوقوع في الحرام فإن إكمال الدراسة يصير حراماً عليه في هذه الأماكن. هنا يقف كل من الشاب والفتاة حائرين، فطلب العلم ضروري وله أولوية، وترك الزواج فيه مضار كثيرة يمكن أن يدفع بهما إلى الوقوع في الحرام وبالتالي يصير الزواج واجباً فماذا يختاران العلم أم الزواج؟!
ليس الزواج والعلم أمرين لا يجتمعان بل العكس، فإن الاستقرار والتوازن النفسي الذي يحصل عليه المتزوج عادة ما يجعله اكثر قوة ونشاطاً من العازب، أما مصاريف الزواج وتكاليفه فقد عالجنا هذا الأمر في ما مر.
فالزواج لا يمنع من طلب العلم إنما بقاء الشاب أو الفتاة دون زواج عادة ما يدفعهما إلى أحد أمرين: إما ترك الدراسة بسبب التشتت الفكري والقلق، أو الوقوع في المعاصي والذنوب. فالكثير من الشباب عادة ما ينحرفون عن الطريق الصحيح، وقلة من يحافظون على دينهم والتزامهم في هذه الأجواء والظروف الضاغطة.
وهناك عدة أمور تكون مساعدة أكثر في عملية زواج الشباب والاستمرار بالدراسة في نفس الوقت من أهمها :
1ـ الابتعاد عن التكاليف الباهظة والمصاريف غير الضرورية وقد مر الحديث عنها.
2ـ اختيار الشريك المناسب والصالح لكي يكون مساعداً وحافزاً يدفع بالطرف الآخر إلى طلب العلم والاستمرار به ولا يكون عائقاً أمامه، وسوف يأتي الكلام عن أهم صفات الشريك الصالح وهذا يكون عاملاً مساعداً وقوياً على نجاح الاختيار.
3ـ عدم الزواج مباشرة والانتقال إلى المنزل العائلي الجديد، إنما يمكن ولفترة لا بأس بها أن يعقد الشاب قرانه على الفتاة، وبذلك يتجنب كلاهما الانشغال بالحياة الزوجية اكثر في البداية.
4ـ تنظيم الوقت والتنسيق الدقيق بين المنزل والدراسة وجعلهما مكملين لبعضهما البعض، و إعطاء كل منهما حجمه ودوره الطبيعي.
5ـ عدم الغوص في الانشغالات التفصيلية والغير ضرورية في الحياة الزوجية، كالاقتصار على الزيارات المهمة والعلاقات الأساسية الواجبة في فترة الدراسة.
ويمكن أن يقرر الزوجان بحال انتقلا إلى منزلهما عدم انجاب الأولاد في البداية المهم أن الزوجين بيدهما تحديد حياتهما، وكيفيتها وتوجيهها نحو ما يريدان.
_______________________________
(1) ميزان الحكمة - الباب 367.
(2) المصدر نفسه. الحديث 3421.
(3) المصدر نفسه - الباب 368.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|