برامج الكمبيوتر أداة مساعدة لتحليل البيانات الكيفية- "البحوث الإعلامية نموذجاً“ |
2718
02:03 صباحاً
التاريخ: 5-4-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2022
2067
التاريخ: 20-3-2022
939
التاريخ: 19-3-2022
1993
التاريخ: 9-3-2022
1177
|
بدأ استخدام برامج الكمبيوتر أداة مساعدة لتحليل البيانات الكيفية منذ الثمانينيات، وبعد ذلك جزءاً من تطور تكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى تزايد جمع البيانات الكيفية في السنوات الأخيرة. وأصبح ينظر إلى هله البرامج على أنها أداة مفيدة للبحث الكيفي. وقد تنامي عند البرامج وتطورت، وبشكل دائم مثل اطلس / تي Atlas / ti و Hyper Research واثنوجراف Ethnograph وغيرها من البرامج الأخرى. وهناك عند كبير من الأدبيات هذا المجال تمتدح استخدام هذه البرامج وتناقش أيضاً الأخطار التي يتعرض لها الباحث عندما يعتمد على الآلة بشكل أساسي.
وقد حدث تطور مستمر في البرامج الجديدة بشكل متكرر لدرجة يصعب معها اختيار الباحث لبرنامج معين. فالبرامج المتاحة تصنف تحت عناوين "مجموعة البرامج الكيفية Computer Programmes Qualitative"، وعادة تقسم إلى تقسيمات فرعية مثل برامج معالجة النصوص والتي تستخدم في اكتشاف كل حالات الكلمات والعبارات ومكونات النص التي يهتم بها الباحث، وبرامج قاعدة النص، وبرامج الترميز التي تساعد في تقسيم النص إلى أجزاء مصحوبة بالرموز، وأخيراً برامج بناء النظرية التي تهتم بالعلاقة بين المتغيرات، وهذه التقسيمات ليست محسومة. وقد استطاعت هذه البرامج توفير الوقت والجهد للباحث من خلال السرعة في إنجاز المطلوب والدقة في تسجيل البيانات.
وتتميز البحوث الإعلامية الكيفية مثل البحوث الاجتماعية بأنها تحتوي على كميات كبيرة من البيانات، متضمنة وثائق أو صحفاً ومجلات أو بيانات يتم جمعها بالمقابلة أو الملاحظة أو بيانات مسموعة من خلال شرائط الكاسيت أو بيانات مرئية مسجلة في شرائط فيديو أو بيانات مصورة. ولذلك كانت الحاجة ماسة إلى استخدام برامج كمبيوتر معينة تستطيع معاملة هذه البيانات، ولاسيما بالنسبة للبيانات المسجلة في شرائط الكاسيت والفيديو بهدف تفريغها وتنظيمها وتصنيفها وترميزها واسترجاعها. ويعد ذلك أمراً شاقاً بالنسبة للباحث.
ولقد وجدت عدة عوامل ساعدت على تطور برامج التحليلات الكيفية مثل برامج معالجة الكلمات واسترجاع النص؛ إذ بدأ الخبراء تطوير برامجهم الخاصة بالتطبيقات الكيفية مبكراً، وحشدوا جهودهم في البداية في برنامج "دايو" Diy الكمبيوتر الشخصي. وكان حافزاً للباحثين الاجتماعيين والمتحمسين من المشتغلين بالكمبيوتر لاستخدامه في البحوث الأكاديمية خلال عقد الثمانينيات. ومنذ ذلك التاريخ تكاثرت الحاسبات الشخصية الرقمية بشكل نسبي، وارتبطت، بتطور البرامج الواسعة الانتشار، وساعدت بشكل أساسي على تحليل البيانات الكيفية، ولقد أصبحت البرامج الحديثة في تطور متزايد في ضوء مجالاتها ووظائفها. وكالعديد من البرامج أصبح بإمكان الباحثين الكيفيين تشغيلها بسهولة وتعلمها بشكل سريع يدعو للاستغراب. وفي الوقت نفسه ارتبط كثير من البرامج بعدد من المفاهيم الرئيسية والأفكار وأدوات البحث الكيفي وإجراءاته؛ وكذلك اختيار برنامج معين يشعر الباحث بأنه مريح أثناء تحليل بياناته، بالإضافة إلى اعتبارات الحصول على البرنامج والجهاز الذي يواجه متطلبات تشغيله.
وقد ظلت البرامج المعروفة ب " سوفت وير" Software منحصرة في مجال اهتمام الأقسام العلمية الأكاديمية فقط، وفي البداية استخدمت البرامج بشكل أساسي في البحث التطبيقي، لتلبية حاجات الباحثين العاملين في ظل ضغوط قصيرة المدى"، وإلى الآن استمر اهتمام الباحثين بالبيانات الكيفية. وكان هناك استخدام رئيسي آخر تمثل في البحث التسويقي، بالإضافة إلى دراسة جماعات الحوار المركز، وتقديم فرع متميز من الدراسات الميدانية" وخلال هذه المرحلة بدأت عملية تطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر في البحث الكيفي في معالجة الكلمات وعمل بيانات محكمة مصنفة واسترجاعها؛ إذ تتوقف عملية الاستفادة من الكمبيوتر على الفة الباحثين للجهاز ومستوى المساعدة التي يقدمها وأنماط البيانات المجمعة، وخطط التحليل. وتعتبر أكثر برامج معالجة الكلمات، وسواء التي تفهرس والي تبحث تلك التي تسمح للباحث سريعاً بتحديد الكلمات الدليلة أو رموز معينة، أما برامج قاعدة البيانات فتستطيع مساعدة المديرين أيضاً في استرجاع البيانات وتصنيفها، وقد صممت برامج خصيصاً لترميز البيانات وتصنيفها واسترجاعها، وزادت إمكانية الحصول عليها في أجهزة IBM مثل كوال برو Qualpro وتاب Tap واثنوجراف Ethnograph، وأجهزة ماكنتوش مثل برامج "هيبر كوال(4) Hyperqual بالإضافة إلى ظهور تنويعة أخرى من البرامج مثل "هيبر للبحث Hyper Research " NUD. Ist وأكواد Aquad وغيرها من البرامج التي تساعد الباحث في تطوير نظرية واختبارها.
والكمبيوتر بوصفه أداة تحليلية مساعدة لا يعني أنه قد حل كل مشكلات البحث الكيفي. ويعتبر "سيئل Seidel * مبتدع أحد أكثر البرامج شهرة وهو "اثنوجراف". وقد أبدى تخوفه من اعتماد الباحثين الكيفيين بشكل مطلق على هذه البرامج وخصوصاً أصحاب الخبرة القليلة بالبحوث الكيفية، ويعتقد بلحتون كيفيون أن استخدام برامج السوفت وير هي تهديد للمهارات اليدوية التي وضعت الأساس للبحث التقليدي، فهناك خطر واضح من التحليل السطحي الناتج عن الرضوخ للإجراءات الميكانيكية. وهناك أيضاً شأن أكثر عمقاً يتمثل في وجود برامج تحتوي على نظرية مطلقة في التحليل الكيفي، وهذا يفضي في النهاية إلى وضعيات تحليلية مألوفة وتفترض برامج "إنسوفار Ansofar " نظرية عامة في التحليل الكيفي وترتبط إلى حد كبير بالبحوث التقليدية، ويستخدمه أصحاب المنظورات التفسيرية والاثنوميثودولوجيين والمهتمين بتحليل الخطاب.
وفي الوقت الذي ظهرت فيه بعض التخوفات من استخدام برامج الكمبيوتر في تحليل البيانات الكيفية، بدأت تنتشر برامج جديدة تضيف لمسة مضيئة لمحلل البيانات، أدت إلى سهولة استرجاع النص وتميزت بالسرعة مثل برامج قواعد البيانات، وبالإضافة إلى ذلك وعدت برامج أخرى بالكثير وبشكل خاص برنامجا NUD IST وأطلس / تي 1Atlas / T. ويزعم مؤلفو البرنامج الأول أنه نقل التحليلات الكيفية نقلة كبيرة. وقد اشتكت الشركة المشاركة في تطوير برنامج "أطلس / تي" من أن المطورين تقدما أحيانا على أفق عقل الإنسان. وقد ذكر المؤيدون والمعارضون من مستخدمي البرنامج الخصائص الفنية التي يتميز بها البرنامج، وجاء في تقرير مطوري برنامج "هايبر کارد Based Hyper Card " أنهم يقضون وقتاً طويلاً في إزالة ميزات البرنامج لكي تناسب برامجهم قدرات الباحثين الكيفيين.
ولقد أدى التطور المتزايد لأجهزة الكمبيوتر وبرامجها وكذلك توفرها إلى حدوث تغيير كبير في تقنية البحث، تمثل في عمليات تسجيل البيانات وتصنيفها واسترجاعها وتحليلها، واستمر استخدام أجهزة الكمبيوتر في تصميم البحث وتحليله حتى أصبح بمثابة ظاهرة؛ فمنذ عشر سنوات تقريبا عام (1990) ذكر كل من برنت Brent و "سکوت Scott" "وسبنسر Spencer" أن ما يزيد على 70% من الباحثين اعترفوا بأهمية استخدام الكمبيوتر في الدراسات الكيفية، ومع استمرار تطور البرامج وسهولة الحصول على الكمبيوتر الشخصي، يستطيع الإنسان أن يتخيل أن هذه النسبة ارتفعت الآن كثيراً. ومع تقدم هذه التكنولوجيا أصبح من الضروري على الباحث أن يتعلم الاستخدامات المتاحة والمناسبة للتكنولوجيا، حتى إن معظم طرق البحث أصبحت أكثر ملاءمة لاختيار هذا الاستخدام ، وفي هذا الصدد أشار " نايجل فيلدنج Nigel Fielding" - وهو باحث في علم الاجتماع ومسؤول عن تدريس الطرق الكيفية، ولديه اهتمامات بحثية في علم المناهج الكيفية - إلى أنه قد حدث تقدم سريع في استخدام الكمبيوتر في علم الاجتماع الكيفي يفوق استخدامه في البحث الكمي. ويوجد حوالي خمسة عشر برنامجاً لتحليل البيانات الكيفية تهتم بأنواع مختلفة من البيانات، متوفرة الآن. وقد استحدثت برامج لمعالجة الكلمات واسترجاع النصوص للمساعدة في التحليلات الكيفية.
ويستدل ما سبق أن مجالات الاهتمام باستخدام برامج الكمبيوتر في تطور مستمر. وقد ساهمت البرامج الموجودة في تطوير البحث الكيفي؛ إذ أصبح بإمكان الباحث الكيفي استغلال الإمكانيات المتاحة للكمبيوتر في تقديم البيانات بطرق جديدة، ووفرت على الباحث وقتاً كثيراً كان يبلل في تصنيف المادة وترميزها وإيجلا علاقة بين المتغيرات. وقد ساعد على هذا التطور الجهد الذي يبذله مطورو هذه البرامج. وعلى سبيل المثال طور "جون سیدل John Seidel برنامجه " انفوجراف" مع طلابه، فأصبح بالإمكان الاستفادة منه في البحوث الأكاديمية وعدم الاقتصار على الأغراض التجارية وكذلك قام كل من توم Tom ولين ريتشاردز Lyn Richards بتطوير برنامج NUD، Ist لاستخدامه في دراسة شبكات العلاقات الاجتماعية. وبدون شك رفعت هذه البرامج من مكانة البحث الكيفي. وأصبح من الضروري على الباحثين الكيفيين تعلمها والاستفادة من مميزاتها، وفي الوقت نفسه علم الاعتماد عليها كلية في جميع خطوات التحليل.
ولقد أصبح الكمبيوتر من السمات الأساسية لعصرنا الراهن، وذلك بما يتميز به من سرعة فائقة ودقة متناهية في إنجاز العديد من العمليات الحسابية التي يقوم بها الإنسان، وانتقلت أهدافه ، أداة لخدمة الأغراض العسكرية إلى مجالات صناعية وتجارية وعلمية، ولقد استفادت هيئات البحث العلمي من هذه التقنية في أمور عديدة؛ إذ أصبح الكمبيوتر وسيلة تعليمية هامة في كثير من الجامعات والمدارس، واستغله الباحثون في إجراء بحوثهم من خلال عمليات جمع المادة العلمية وتخزينها وترميزها وتحليلها وعرضها واسترجاعها.
ولقد بدأت مظاهر الاستفادة من الكمبيوتر في العلوم الطبيعية والرياضية مبكراً من قبل الباحثين الكميين. أما الباحثون الكيفيون فيعود اهتمامهم بهذه القضية إلى وقت قريب جداً، حين لاحظ عدد منهم أن هناك كثيراً من الوقت والجهد يبذل في مقارنة الأسئلة والمقابلات التي تتم أثناء تحليل البيانات الكيفية، وكذلك في استخلاص التعميمات، وبدأوا يفكرون في تخفيف كل هذه الأعباء باستخدام مجموعة من برامج الكمبيوتر صممت للمساعدة في القيام بكثير من المهام الروتينية المتبعة في البحث الكيفي وتتضمن بصفة خاصة عمليات تحليل البيانات.
ويرجع أسباب انتشار البرامج المتخصصة في تحليل البيانات الكيفية على نطاق واسع لعدة عوامل: أهمها أن الكمبيوتر سريع في المجاز المطلوب، علاوة على تضاؤل تأثيرات برامج معينة على نتائج البحث. وكما في البحوث الكمية يتوقع من الكمبيوتر أن يقدم الحقيقة، فتشتد الحاجة إليه في البحوث الكيفية؛ إذ يتميز بأنه مسجل ممتاز للنص ومعاملته؛ إذ يقوم برنامج معالج الكلمات بنسخ بيانات نصية بأقصى سرعة ممكنة بالمقارنة بالآلات الكاتبة، ويكون تحريرها أسهل. ومن المحتمل أن يكون عمل الباحث الميداني قصيراً وأكثر تنظيماً. وعندما يرغب في تصحيح معلومات يعود إلى الأحداث مرة ثانية للتوضيح، ويتطلب ذلك وسيلة سريعة لمعاملة هذه البيانات، ألا وهي الكمبيوتر. وكذلك تساعد وسائل إدارة النص في حفظ التسجيلات المضطربة، ودائماً ما نجد القائمين على إدارة البيانات مفتونين بالباحثين الكيفيين، ولذلك سمموا لهم برامج قاعدة البيانات لمعاملة هذا الشكل من البيانات.
ولقد تطورت خلال التسعينيات بعض برامج الكمبيوتر التي تدعم التحليل الكيفي من خلال خطوات النقل الفوري للنص؛ إذ يلعب الكمبيوتر في هذا المجال دوراً ثلاثياً، فمن جهة يساعد على تحليل النص على الشاشة من خلال كتابة المادة والتأكد من صحتها، وتسجيل الملاحظات وتحديد الفئات وقواعد الترميز. ويعرض أيضاً أدوات مفيدة لمعالجة النص، إذ يقوم بعملية البحث ويقفز بين الفقرات ويجمعها ويحررها ومن جهة ثانية يعد مركز توثيق لكل خطوات التحليل وتسجيلها. وأخيراً يقوم بعمل ارتباطات للتحليلات التكيفية، ويقارن تتابع الفئات بدون أخطار الأخطاء الناتجة عن نقل البيانات يدوياً إلى برنامج كمبيوتر آخر.
وقد سهلت مثل هذه التطورات عملية تسجيل البيانات، وتكاملت هي والمنهج الكيفي، وقد انعكس ذلك على الباحثين الكيفيين في عمليات جمع بياناتهم وتحليلها، وتفترض معظم إجراءات البحث الكيفي وجوب تسجيل كل الملاحظات النظرية أو المنهجية التي يصادفها الباحث أثناء جمع البيانات. وقد أتاحت برامج قاعدة البيانات ربط مثل هذه الملاحظات بالنص. ويقوم برنامج "هيبر تكست" بمثل هذه الإجراءات بطريقة أفضل ومن الواضح أنه قد حدث تقدم كبير في عملية جمع البيانات وكتابتها وتحليلها باستخدام الكمبيوتر، وتمثل ذلك في القدرة على تحريك نص والبحث فيه وإعادة بنائه وكتابته مما أزال العوائق أمام البحث الكيفي.
ويرى كل من "فيلدنج Fielding ولي Lee" أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تساعد في عملية التحليل عندما يواجه الباحث بكمية كبيرة من مواد المقابلات غير المنظمة؛ إذ تتضمن التحليلات قراءة النصوص مرات عديدة وتفسيرها ومقارنتها والتفكير فيها. وغالباً ما يستحدث المحلل أفكاراً بعد الانتهاء من المراحل الأولى لتصنيف البيانات، وبواسطة برنامج كمبيوتر معين يمكن إدخال هذه الأفكار بسهولة، والمذكرات والتقارير في أماكنها المناسبة حتى يمكن استخدامها بمرونة أثناء التحليل.
وعندما يشتغل الباحث الكيفي ببيانات مكتوبة، يقوم بضبط مضمون الحوارات والمناقشات وتدوينها، وكذلك نصوص المقابلات المفتوحة، وفي الماضي كان الباحثون عادة يلجأون إلى البطاقات المكتوبة وتكوين الملاحظات واستخدام شريط لزج لبناء فهارس متضمنا ثبت المراجع ضمن النصوص وذكر تفصيلات التحليل، أما اليوم فنظراً لإتاحة برامج الكمبيوتر، فيمكن إدماج هذه العمليات، وتقديم تسهيلات كثيرة تتعلق بتخزين المادة وتوثيقها وإعادة تحليلها.
وتعتبر عملية أرشفة كميات كبيرة من البيانات ونقلها أمراً مكلفاً كثيراً. ولطالما كانت بيانات المادة الكيفية متاحة على الورق فقط، ويكلف نسخها وقتاً وجهدا كبيرين، وقد سهلت التقنيات الحديثة لأجهزة الكمبيوتر معالجة كميات كبيرة من البيانات، ومن المحتمل أن تقل متطلبات تخزين مجلدات بيانات لفظية إلى بيانات في شكل مقروء بالماكينة (ولاسيما بعد اختراع الناسخات الضوئية Scanner) علاوة على ذلك يمكن حفظ المقابلات التي تجري مع المبحوثين بواسطة وسيلة ناقلة للبيانات لدرجة يمكن نقلها بسرعة. ولذلك لم يعد ضرورياً أن يذهب الباحث إلى الأرشيف أو تسجيل المقابلات والحوارات ثم تفريغها ونقلها داخل الكمبيوتر. أما إذا كانت نصوص المقابلة متوفرة سابقاً في الصيغة المقروءة بالماكينة، فإن برامج تحليل النص يمكن أن تستخدم بدون تجهيز سابق للبيانات، وتسهل هذه البرامج إدارة البيانات الكيفية وتحليلها إلى حد بعيدة وتتيح أيضا استرجاع فقرات النص المرمزة بسرعة، أو تبحث عن المصطلحات الهامة. وعلاوة على ذلك تتيح برامج تحليل النص إعداداً جيداً لأرشفة مادة البيانات المحللة الغير المتمثلة في المقابلات فقط، بل في المتغيرات المرمزة أو المذكرات التي تم تخزينها على قرص مرن أو ذاكرة القرص المضغوط كذلك، وهكذا يمكن أرشفة البيانات الإضافية جيداً وإدخالها في الكمبيوتر لبحث آخر.
وإذا كانت البيانات الكيفية محللة ومؤرشفة بمساعدة الكمبيوتر، يمكن أن تكون عملية البحث موثقة جيداً؛ فالمظاهر الموضوعية لتحليل مادة البيانات يجب أن تحدد بدقة في شكل رموز، وهذه الرموز يجب أن تكون مرتبطة بشكل واضح بفقرات نص معين. وتستند التفسيرات على تحليل فقرات متعددة من النص؛ ويمكن تأكيدها بسرعة بواسطة هذه الرموز؛ فليس من الضروري أن تبحث بشكل مزعج عن هذه الفقرات في كمية كبيرة مسن البيانات، بل يمكن إيجادها بوظائف الاسترجاع الخاصة بشكل سريع.
ونظراً لأهمية استخدام الكمبيوتر في توثيق البيانات، أكد العديد من العلماء مؤخراً ضرورة عملية التوثيق بالنسبة لعملية البحث وأرشفة المادة الامبيريقية لضبط نتائج البحث. وقد أوصى مجلس البحث الألماني بضرورة الاحتفاظ بالبيانات الأولية لمدة عشر سنوات. ويطالب آخرون بوجوب إتاحة البيانات الباحثين آخرين لإمكانية إعادة تحليلها، فالطلاب والباحثون الشباب ليس لديهم إمكانيات لبحث عينات كبيرة ونسخ هذه المقابلات، ولذلك يمكنهم استخدام مادة بيانات كيفية جمعت سابقاً وتم نسخها بصيغة مقروءة في الماكينة.
إذن يمكن القول إنه باستخدام الكمبيوتر أصبح بإمكان الباحث الكيفي دراسة الواقع الاجتماعي بطريقة متعمقة تتميز بالشمول والتشخيص الدقيق للمواقف والاتجاهات. ويأتي ذلك . من خلال المميزات التي وفرتها برامج الكمبيوتر بداية من اختيار عينة كبيرة للدراسة وانتهاء بصياغة مجموعة من الاستنتاجات المحكمة. فقد أتاحت هذه البرامج أن يقوم الباحث الكيفي بالتعامل مع كمية كبيرة من المعلومات وتصنيفها وترميزها وتحليلها. وسهلت قبل ذلك عملية جمع البيانات من خلال المستحدثات التكنولوجية التي وفرت عليه وقتاً وجهداً كبيرين. إذ أصبح بإمكان الباحث بمعاملة الوثائق والمجلدات الضخمة مباشرة وتحويلها إلى نصوص صالحة للمعالجة عن طريق أحد البرامج. وكذلك الحال بالنسبة للمواد السمعية والمرئية، فقد أصبح بالإمكان تحليلها بالكمبيوتر واختصار خطوات المعالجة وفي النهاية يتوقف استخدام الباحث الكيفي لهذه البرامج على مدى إلمامه بالإجراءات المتبعة في تحليل هذه البيانات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|