المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05

تنظيم إفراز الهورمونات
2023-11-23
تـكاليف الإنتـاج في المـدى الطويـل
22-5-2019
انقضاء الأموية وظهور ملوك الطوائف
30-5-2022
Nuclear Constituents
24-5-2016
فنون المقال
2023-06-01
كيف تجعل ابنك على وفاق معك؟
6-6-2022


غزوة حنين وحصار الطائف  
  
2230   03:08 مساءً   التاريخ: 4-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص174-181
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017 3203
التاريخ: 2024-11-02 1042
التاريخ: 2-7-2017 31603
التاريخ: 23-5-2017 3281

غزوة حنين وحصار الطائف [1] :

أمضى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) خمسة عشر يوما في مكة فاتحا فيها عهدا جديدا من التوحيد بعد طول فترة من الشرك ، والغبطة والسرور يعمّان المسلمين ، والأمان يلفّ أم القرى ، وترامت إلى أسماع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن قبيلتي هوازن وثقيف قد أعدّتا العدّة لمحاربة الإسلام ظنّا منهما أنّهما يحققان ما عجزت عنه سائر قوى الشرك والنفاق من تدمير الإسلام ، وعزم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على الخروج لملاقاتهم ولكنه وطّد دعائم الإدارة في مكة قبل خروجه كما هي سيرته عند كل فتح ، فعيّن معاذ بن جبل ليعلّم الناس القرآن وأحكام الاسلام كما عيّن عتاب بن أسيد للصلاة بالناس وإدارة الأمور .

وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) باثني عشر ألفا من المقاتلين ، وهي قوة لم يشهد المسلمون مثلها ممّا أدّى بهم إلى الغرور والغفلة حتى أن أبا بكر قال : لو لقينا بني شيبان لن نغلب اليوم من قلّة[2]  .

أما ( هوازن ) و ( ثقيف ) فقد تحالفتا وخرجتا بكامل عدّتهم مع نسائهم وأطفالهم وكمنوا لإرباك جيش المسلمين ، وحين وصلت طلائع جيش المسلمين أطراف الكمين أرغموها على الفرار حتّى فرّت باقي قوّات المسلمين فزعا من أسلحة العدو ، ولم يثبت مع رسول اللّه إلا تسعة أشخاص من بني هاشم عاشرهم أيمن ( ابن أم أيمن ) . وفرح المنافقون وسرّوا سرورا عظيما فخرج أبو سفيان يقول شامتا : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وقال آخر : ألا بطل السحر اليوم .

وعزم آخر على قتل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في ذلك الوضع المضطرب[3]  .

وأمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) عمه العباس أن يصعد على صخرة وينادي فلول المهاجرين والأنصار المدبرة قائلا : يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ، إليّ . أين تفرّون ؟ هذا رسول اللّه !

وكأن وعيا قد عاد بعد غفلة وحماسا دبّ بعد فتور فعادوا يوفون بوعود النصرة والدفاع عن الاسلام والنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) . . . ولما رأى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حماسهم قال :

الآن حمي الوطيس ، أنا النبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب . فأنزل اللّه السكينة على المسلمين وأيدهم بالنصر فولّت جموع الكفر منهزمة تاركة وراءها ستة آلاف أسير وغنائم كبيرة جدا[4]  ، وأمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن تحفظ الغنائم وتراعى أحوال الأسرى حتى تتم ملاحقة العدو الغارّ إلى منطقة أوطاس ونخلة والطائف .

وكان من سمو أخلاق النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وعظيم عفوه وسعة رحمته أن قال لأم سليم : « يا أم سليم قد كفى الله ، عافية الله أوسع » حين طلبت منه قتل الذين فرّوا عنه وخذلوه .

وفي موقف آخر ، غضب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حين علم أن بعض المسلمين يقتل ذرّية المشركين غيظا منهم فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ما بال أقوام ذهب بهم القتل حتى بلغ الذرية ، ألا لا نقتل الذرية » ، فقال أسيد بن حضير : يا رسول اللّه أليس هم أولاد المشركين .

فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أوليس خياركم أولاد المشركين ، كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها ، وأبواها يهوّدانها أو ينصّرانها [5] .

وواصلت قوات المسلمين ملاحقتها للعدو حتى الطائف فحاصروهم بضعا وعشرين يوما يترامون بالنبل من خلف الجدران والبساتين ، ثم عدل النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) عن الطائف لاعتبارات كثيرة .

وعند وصوله إلى الجعرانة ( محل تجميع الأسرى والغنائم ) قام إليه وفد هوازن يلتمسون العفو عنده فقالوا : يا رسول الله إنما في هذه الأسرى عمّاتك وخالاتك اللاتي كن يكفلنك - حيث كان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قد رضع في بني سعد وهم من هوازن - ولو أنا مالحنا الحارث بن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به رجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين . فخيّرهم الرسول بين الأسرى والمال فاختاروا الأسرى ، ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم » . وأسرع المسلمون جميعا يقتدون بالرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) ويهبون له ما لهم من نصيب[6]  .

وبحكمة بالغة ودراية عميقة بنفوس الناس وسعيا لهداية الجميع وإطفاءا لنار الحرب منّ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بعفوه حتى على « مالك بن عوف » مثير هذه الحرب إن جاءه مسلما فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أخبروا مالكا إنّه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل » . وسرعان ما أسلم مالك[7]  .

توزيع الغنائم :

تدافع المسلمون على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يلحّون عليه أن يقسّم الغنائم حتى ألجأوه إلى شجرة وأخذوا رداءه ؛ فقال : « ردّوا عليّ ردائي فو اللّه لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعما لقسّمته عليكم ، ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذّابا » .

ثم قام وأخذ وبرة من سنام بعيره فجعلها بين أصبعيه ثم رفعها وقال : « أيها الناس واللّه مالي في فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم » ثم أمر أن يردّ كل ما غنم حتى تكون القسمة عدلا .

وبدأ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بإعطاء المؤلفة قلوبهم كأبي سفيان وابنه معاوية وحكيم بن حزام . والحارث بن الحارث ، وسهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد العزى ، وصفوان بن أمية وغيرهم ممّن كان يعاديه ويحاربه بالأمس القريب من رؤوس الكفر والشرك ثم قسّم عليهم حقّه من الخمس . على أن هذا الموقف قد أثار الحفيظة في نفوس بعض المسلمين جهلا منهم بمصالح الإسلام وأهداف النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى قال أحدهم للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) : لم أرك عدلت . فقال : ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون ؟ فأراد عمر بن الخطاب أن يقتله ، فلم يأذن له النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : « دعه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من رميته »[8] .

اعتراض الأنصار :

ورأى سعد بن عبادة أن يخبر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بما يدور بين الأنصار من قولهم :

لقي رسول اللّه قومه ونسي أصحابه . فجمع سعد الأنصار وأقبل الرسول الكريم ( صلّى اللّه عليه واله ) يحدّثهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

« يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم ؟ ! ألم آتكم ضلّالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ قالوا : بلى الله ورسوله آمن وأفضل ، ثم قال : ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ قالوا : وما ذا نجيبك يا رسول الله ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أما والله لو شئتم قلتم فصدقتم : أتيتنا مكذّبا فصدّقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فآسيناك . وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في شيء من الدنيا تألّفت به قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ والذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار » .

فأثارت هذه الكلمات في قلوب الأنصار العاطفة والشعور بالخطأ في تصورهم عن الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) فضجوا بالبكاء وقالوا : رضينا يا رسول اللّه حظّا وقسما .

وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بمن معه من الجعرانة متّجها إلى مكة في شهر ذي القعدة فأتمّ عمرته وحلّ من إحرامه واستخلف على مكة عتّاب بن أسيد ومعه معاذ بن جبل وخرج متّجها إلى المدينة بمن معه من المهاجرين والأنصار[9] .

 


[1] وقعت معركة حنين في شوال من السنة الثامنة للهجرة .

[2] الطبقات الكبرى : 2 / 150 ، المغازي : 2 / 889 .

[3] السيرة النبوية : 2 / 443 ، المغازي : 3 / 99 .

[4] نزلت آيات من سورة التوبة وهي توضح تأييد اللّه ونصره ، وتلوم من اعتمد العدة والعدد واعتبارهما سببا للنصر.

[5] إمتاع الأسماع : 1 / 409 .

[6] سيد المرسلين : 2 / 53 ، المغازي : 3 / 949 - 953 .

[7] المغازي : 3 / 954 - 955 .

[8] السيرة النبوية : 2 / 496 ، وراجع المغازي : 3 / 948 .

[9] السيرة النبوية : 2 / 498 ، المغازي : 3 / 957 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.