المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Local Discrepancy
18-3-2021
ما هو المنهج الذي اتبعه العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان ؟
26-1-2021
بناء النماذج بالمقارنة Comparative Modeling
27-11-2017
semantic value
2023-11-14
آثار الذنوب والمعاصي
2024-06-11
الأحماض الصفراوية (المرارة)
17-1-2021


كيف تجعل ابنك على وفاق معك؟  
  
2035   01:52 صباحاً   التاريخ: 6-6-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص73 ـ 75
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1918
التاريخ: 11-1-2016 2588
التاريخ: 8-1-2016 2356
التاريخ: 8-7-2018 1910

حينما تريد أن تأمـر ابنك بعمل أو بفعل شيء ما، أو أنك تريد أن تنهيه عن جملة الأفعال التي لا تحبذها فيه، أو أي أمر آخر تريد أن يكون ابنك على غير خلاف معك، وعلى رأي واحـد متفق مع تفكيرك ونهجك فما هو السبيل الى ذلك؟

وبسؤال كيف تسلس قيادة إبنك؟

قبل الإجابة على هذا التساؤل ندع القارئ المحترم يتساءل في نفسه:

ترى كيف يستطيع الإنسان أن يسلس قيادة شخص آخر؟  بأي طريقة وأي أسلوب؟

تماماً.. هكذا تستطيع أن تسلس قيادة أبنائك أو أي إنسان آخر.

ولعل الكثيرين يصلون الى هذه النتيجة وهذا القول الذي نؤكده نحن بأن ليس إلا ثمة طريق واحد تحمل بها إبنك على أن يقبل على عمـل ما..

تلك هي أن تحبب العمل الذي تقترحه عليه.

نعم ان في وسعك أن تدفع طفلك الى تنفيذ إرادتك إذا لـوحت له بالسوط أو بالعصا! وباستطاعتك أن تجعل موظفاً لـديك يعمـل ما تأمره به، الى ان تدير له ظهرك غير أن هذه طرق ليست من الحكمة في شيء.

فالطريقة المهدية الوحيدة التي تجعل أبناءك يقبلون على العمل - أي عمل ـ هي أن تجعل ذلك العمل محبباً لهم.

فالطفل أو بالأحرى الإنسان لا يمكنه أن يقوم بإداء عمل مـا باندفاع ذاتي وبفاعلية من دون الإيمان بذلك العمل.

ولا يمكن أن يؤمن أحـد بشيء ما لم يحب ذلـك الشيء ويـعـرف ضرورته.

يقـول أحـد علمـاء التـربيـة: (حينمـا تحبب الشيء الذي تريده من ابنك.. عندئذ لا بأس عليك من إصدار أوامرك).

من هنا فإذا أردت ـ مثـلا ـ أن تجعل من إبنك يلتزم الهدوء فان خيـر وسيلة لذلك أن تُعينّه في البيت مسؤولاً عن المحافظة على الهدوء. بعـد أن تكون قد بينت له فوائد الصمت ومضار الفوضى والثرثرة.

ونأتي هنا بالمثال التالي:

كانت احدى السيدات تتبرم بالصبية الذين يلهون أمام بيتها ويفسدون الزرع النابت في مدخله.

وقد جربت معهم اللوم والتعنيف لإبعادهم ولكن بلا جدوى وأخيراً حاولت أن تضفي على أسوأ الصبيان في العصبـة وأكثرهم عبثاً، مـركـزاً وسلطاناً، فجعلته (جاسوسِهـا) ونصبته مشرفاً على حديقة منزلهـا وأوقـد (الجاسوس) ناراً خلف البيت، وحمي فيها قضيباً من الحديد، وهـدد أن يكوي به كل من يطأ الحديقة بقدمه!

وأفضـل من كل ذلك هو أن تخلق الرغبة في طفلك لكي يقدم على العمل بما تأمره بكل اندفاع وفاعلية.

يقـول أب لـتسعة أبناء: لم أكن أشكو أي عناء في قيادة أبنائي، لقد كانوا يمتثلون أوامري بمجرد أن تطرف عيني أو تظهر إشارتي، ولكنني كنت أشكو عصيانهم في غيابي على الدوام.

وفكرت ـ ذات يوم - تغيير الطريقة في التعامل، وأصبحت فيما بعـد ألتزم الأسلوب الأفضل، ذلك هو: إنني بدأت أطالع الأحاديث الشريفة، واستطعت أن أحصل على مجموعة من الأحاديث التي تبين حقوق الآباء، وتبين ثواب خدمتهم، وجزاء طاعتهم، مثل الحديث الذي يقول: (وأما حق أبيك فتعلم انه أحبـك، وانه لولاه لم تكن. فمهما رأيته في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصـل النعمـة عليـك فـاحـمـد الله واشكره على قـدر ذلك)(1).

ثم بعد ذلك قمت بقرائتها على أبنائي بصورة مفصلة مع التأكيد على دور الأب، والقيمة الكبرى للتعـاون معه وإطاعته من أجـل الحيـاة الـعـائـليـة الأفضل.

بعد هذه العمليـة ـ والتي استمرت عدة أسابيع - كنت قد وضعتُ حـلاً لمشكلتي السالفة الذكر، ولا أنسى إنني ـ في طريقتي الجديدة هذه ـ كنت كلما أردت أن أصدر أمراً لأحد ولدي، بينت له فوائد ذلك العمل، وألقيت في نفسه محبة نحوه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) بحار الأنوار، ج 74، ص6. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.