أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016
1918
التاريخ: 11-1-2016
2588
التاريخ: 8-1-2016
2356
التاريخ: 8-7-2018
1910
|
حينما تريد أن تأمـر ابنك بعمل أو بفعل شيء ما، أو أنك تريد أن تنهيه عن جملة الأفعال التي لا تحبذها فيه، أو أي أمر آخر تريد أن يكون ابنك على غير خلاف معك، وعلى رأي واحـد متفق مع تفكيرك ونهجك فما هو السبيل الى ذلك؟
وبسؤال كيف تسلس قيادة إبنك؟
قبل الإجابة على هذا التساؤل ندع القارئ المحترم يتساءل في نفسه:
ترى كيف يستطيع الإنسان أن يسلس قيادة شخص آخر؟ بأي طريقة وأي أسلوب؟
تماماً.. هكذا تستطيع أن تسلس قيادة أبنائك أو أي إنسان آخر.
ولعل الكثيرين يصلون الى هذه النتيجة وهذا القول الذي نؤكده نحن بأن ليس إلا ثمة طريق واحد تحمل بها إبنك على أن يقبل على عمـل ما..
تلك هي أن تحبب العمل الذي تقترحه عليه.
نعم ان في وسعك أن تدفع طفلك الى تنفيذ إرادتك إذا لـوحت له بالسوط أو بالعصا! وباستطاعتك أن تجعل موظفاً لـديك يعمـل ما تأمره به، الى ان تدير له ظهرك غير أن هذه طرق ليست من الحكمة في شيء.
فالطريقة المهدية الوحيدة التي تجعل أبناءك يقبلون على العمل - أي عمل ـ هي أن تجعل ذلك العمل محبباً لهم.
فالطفل أو بالأحرى الإنسان لا يمكنه أن يقوم بإداء عمل مـا باندفاع ذاتي وبفاعلية من دون الإيمان بذلك العمل.
ولا يمكن أن يؤمن أحـد بشيء ما لم يحب ذلـك الشيء ويـعـرف ضرورته.
يقـول أحـد علمـاء التـربيـة: (حينمـا تحبب الشيء الذي تريده من ابنك.. عندئذ لا بأس عليك من إصدار أوامرك).
من هنا فإذا أردت ـ مثـلا ـ أن تجعل من إبنك يلتزم الهدوء فان خيـر وسيلة لذلك أن تُعينّه في البيت مسؤولاً عن المحافظة على الهدوء. بعـد أن تكون قد بينت له فوائد الصمت ومضار الفوضى والثرثرة.
ونأتي هنا بالمثال التالي:
كانت احدى السيدات تتبرم بالصبية الذين يلهون أمام بيتها ويفسدون الزرع النابت في مدخله.
وقد جربت معهم اللوم والتعنيف لإبعادهم ولكن بلا جدوى وأخيراً حاولت أن تضفي على أسوأ الصبيان في العصبـة وأكثرهم عبثاً، مـركـزاً وسلطاناً، فجعلته (جاسوسِهـا) ونصبته مشرفاً على حديقة منزلهـا وأوقـد (الجاسوس) ناراً خلف البيت، وحمي فيها قضيباً من الحديد، وهـدد أن يكوي به كل من يطأ الحديقة بقدمه!
وأفضـل من كل ذلك هو أن تخلق الرغبة في طفلك لكي يقدم على العمل بما تأمره بكل اندفاع وفاعلية.
يقـول أب لـتسعة أبناء: لم أكن أشكو أي عناء في قيادة أبنائي، لقد كانوا يمتثلون أوامري بمجرد أن تطرف عيني أو تظهر إشارتي، ولكنني كنت أشكو عصيانهم في غيابي على الدوام.
وفكرت ـ ذات يوم - تغيير الطريقة في التعامل، وأصبحت فيما بعـد ألتزم الأسلوب الأفضل، ذلك هو: إنني بدأت أطالع الأحاديث الشريفة، واستطعت أن أحصل على مجموعة من الأحاديث التي تبين حقوق الآباء، وتبين ثواب خدمتهم، وجزاء طاعتهم، مثل الحديث الذي يقول: (وأما حق أبيك فتعلم انه أحبـك، وانه لولاه لم تكن. فمهما رأيته في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصـل النعمـة عليـك فـاحـمـد الله واشكره على قـدر ذلك)(1).
ثم بعد ذلك قمت بقرائتها على أبنائي بصورة مفصلة مع التأكيد على دور الأب، والقيمة الكبرى للتعـاون معه وإطاعته من أجـل الحيـاة الـعـائـليـة الأفضل.
بعد هذه العمليـة ـ والتي استمرت عدة أسابيع - كنت قد وضعتُ حـلاً لمشكلتي السالفة الذكر، ولا أنسى إنني ـ في طريقتي الجديدة هذه ـ كنت كلما أردت أن أصدر أمراً لأحد ولدي، بينت له فوائد ذلك العمل، وألقيت في نفسه محبة نحوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) بحار الأنوار، ج 74، ص6.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|