المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

يرقات أي الحشرات لها خياشيم قصيبية داخلية؟
8-3-2021
أنواع الرأي العام
2023-05-03
Horatio Scott Carslaw
15-4-2017
مـفهـوم التـسويـق الـدولـي ومـجالات أنـشطتـه
2024-01-29
extrametricality (n.)
2023-08-29
الداتورة Datura sp. (thornapple)
3-8-2022


تعريف العصمة ومعناها  
  
6013   01:41 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ محمد حسين الانصاري
الكتاب أو المصدر : العصمة حقيقتها ادلتها
الجزء والصفحة : ص11-20
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / العصمة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015 1101
التاريخ: 3-08-2015 1464
التاريخ: 3-08-2015 1134
التاريخ: 3-08-2015 3350

العصمة لغةً :

عَصَمَ ، يعصم من باب ضَرَبَ : حَفَظَ ووقىٰ (1).

فالعصمة في كلام العرب : معناها المنع (2).

والعاصم : المانع الحامي (3).

العصمة اصطلاحاً :

عرّف الشيخ المفيد العصمة في الاصطلاح الشرعي بأنّها : ( لطفٌ يفعلُهُ الله تعالىٰ بالمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما ) (4).

ومِنْ هنا قالوا بانّهُ : ( ليس معنىٰ العصمة انّ الله يجبُرهُ علىٰ ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافاً ، يترك معها المعصية ، باختياره ، مع قدرته عليها ) (5).

ولذا قال الشيخ المفيد قدس سره : ( العصمة من الله لحججه هي التوفيق ، واللّطف ، والاعتصام من الحجج بهما عن الذنوب والغلط في دين الله ).

والعصمة : تفضّل من الله تعالىٰ علىٰ من علم انّه يتمسك بعصمته ، والاعتصام فعل المعتصم.

وليست العصمة مانعةً من القدرة علىٰ القبيح ، ولا مضطرة للمعصوم إلىٰ الحسن ، ولا مُلجئةً له إليه ؛ بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالىٰ إنّه اذا فَعَلهُ بعبدٍ من عبيده ، لم يُؤثِر معه معصيةً له.

وليس كلُّ الخلق يُعْلَمُ هذا من حاله ، بل المعلوم منهم ذلك هم الصّفوة والأخيار، قال الله تعالىٰ : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} [الأنبياء: 101]، وقال :

{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان: 32]، وقال : {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} [ص: 47] و « اعلم إنّ العصمة هي : اللّطف الذي يفعله الله تعالىٰ فيختار العبد عنده الامتناع من فعل القبيح ، فيقال علىٰ هذا انّ الله عصمه بأن فَعَلَ له ما اختار عنده العدول عن القبيح.

ويُقال : إنّ العبد معصوم لأنّهُ اختار عند هذا الداعي الذي فعل له الامتناع من القبيح.

وأصل العصمة في موضوع اللغة المنع يقال عصمتُ فلاناً من السوء إذا منعت من حلوله به ، غير أن المتكلمين أجروا هذه اللّفظة علىٰ من امتنع باختياره عند اللّطف الذي يفعله الله تعالىٰ به عنده من فعل القبيح ، فقد منعه من القبيح ، فأجروا عليه لفظة المانع قهراً ، وقسراً.

وأهل اللّغة يتعارفون ذلك أيضاً ، ويستعملونه لأنّهم يقولون فيمن أشار علىٰ غيره برأي فقبلهُ منه مختاراً ، واحتمىٰ بذلك من ضررٍ يلحقه ، وسوء يناله انّه حماه من ذلك الضرر ، ومنعه وعصمه منه ، وان كان ذلك علىٰ سبيل الاختيار» (6).

وقد قال المحقق الطوسي قدس سره في « التجريد » : ( ولا تنافي العصمة القدرة ).

وقال العلاّمة الحلي قدس سره في شرحه لهذه العبارة : اختلف القائلون بالعصمة في انّ المعصوم هل يتمكن من فعل المعصية أم لا ؟! فذهب قوم منهم إلىٰ عدم تمكّنه من ذلك. وذهب آخرون إلىٰ تمكّنه منها.

أمّا الأولون : فمنهم من قال إنّ المعصوم مختص في بدنه ، أو نفسه بخاصيّة تقتضي امتناع إقدامه علىٰ المعصية.

ومنهم من قال : إنّ العصمة هي القدرة علىٰ الطاعة ، وعدم القدرة علىٰ المعصية ، وهو قول أبي الحسن البصري.

وأمّا الآخرون الذين لم يسلبوا القدرة : فمنهم من فسّرها : بانّه الأمر الذي يفعله الله تعالىٰ بالعبد من الألطاف المُقرِّبة إلىٰ الطاعات ، التي يعلم معها انّه لا يقدم علىٰ المعصية ، بشرط أن لا ينتهي ذلك الأمر إلىٰ الإلجاء.

ومنهم من فسّرها : بأنّها ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي.

وآخرون قالوا : العصمة لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلىٰ ترك الطاعات ، وارتكاب المعصية.

وأسباب هذا اللّطف أمور أربعة :

أحدها : أن يكون لنفسه ، أو لبدنه خاصيّة ، تقتضي ملكةً مانعةً من الفجور ، وهذه الملكة مغايرة للفعل.

الثاني : أن يحصل له علم بمثالب المعاصي ، ومناقب الطاعات.

الثالث : تأكيد هذه العلوم بتتابع الوحي ، أو الالهام من الله تعالى.

الرابع : مؤاخذته علىٰ ترك الأولىٰ ، بحيث يعلم انّه لا يُترك مهملاً ؛ بل يُضيَّقُ عليه الأمر في غير الواجب من الامور الحسنة.

فإذا اجتمعت هذه الامور كان الإنسان معصوماً ) (7).

إلىٰ هنا وقفنا علىٰ أربعة تعاريف لمصطلح العصمة ، هي كالآتي :

1 ـ ( لطفٌ يفعله الله تعالىٰ بمكلّف ، بحيث تمنع منه وقوع المعصية ، وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما ).

2 ـ ( الأمر الذي يفعله الله تعالىٰ بالعبد من الالطاف ، المقرِّبة إلىٰ الطاعات التي يعلم معها إنّه لا يقدم علىٰ المعصية ، بشرط ألاّ ينتهي ذلك الأمر إلىٰ الإلجاء ).

3 ـ ( ملكة نفسانية لا يصدر عن صاحبها معها المعاصي ).

4 ـ ( لطفٌ يفعله الله لصاحبها ، لا يكون معه داعٍ إلىٰ ترك الطاعات ، وارتكاب المعاصي ).

ومنه يظهر اتحاد التعاريف الثلاثة : الأول والثاني والرابع ، في المعنىٰ ، وأنّها تكاد تتحد في اللفظ أيضاً.

وأمّا الثالث : فاذا كان مقصودهم من انّ ذلك لطفٌ يفعله الله بمكلّفٍ يجعل له ملكة نفسانية حينئذٍ تكون كلُّ التعاريف واحدة.

وأمّا سبب هذا اللطف لو لاحظناه بدقة لرأينا انه في التعريف الثاني هو «علم»، وفي الثالث تأكيد هذه العلوم يرجع إلىٰ العلم أيضاً ، والرابع أيضاً يرجع إلىٰ علمه بانّه سيضيَّقُ عليه ، فعليه كلّها ترجع إلىٰ العلم.

يبقىٰ الأول ، ولعلَّ قوله تقتضي ملكة مانعة أيضاً مرجعها إلىٰ العلم فنحصل علىٰ انَّ سبب هذا اللّطف علم في علم ، ولعلّ ذلك حدىٰ بالسيد الطباطبائي قدس سره إلىٰ تبني أن قوّة العصمة هي علمٌ خاص.

وأمّا علىٰ تعريف الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره من أنّ العصمة : « هي التنزّه عن الذنوب والمعاصي ، صغائرها وكبائرها ، وعن الخطأ والنسيان ،

وإن لم يمتنع عقلاً علىٰ النبي ان يصدر منه ذلك ، بل يجب ان يكون مُنزّهاً عمّا ينافي المروءة ، كالتبذّل بين الناس من أكلٍ في الطريق ، أو ضحك عالٍ ، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام » (8).

فهو أقرب للشرح ، لا للتعريف.

هذا ما اقتضىٰ ذكره حول تعريف العصمة في هذه الرسالة ، ومن أراد التوسّع فليرجع إلىٰ كتب هذا الشأن ...

لكن من المهم هنا تبيان قول السيد الطباطبائي الذي ارجع هذه الملكة إلىٰ العلم ، إذ قال في تفسيره « الميزان » تحت عنوان ( كلامٌ في معنىٰ العصمة ) عند تفسيره للآية المباركة : {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } [النساء: 113].

( ظاهر الآية انّ الأمر الذي تتحقق به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ. وبعبارة اخرىٰ علمٌ مانعٌ عن الضلال.

كما ان سائر الأخلاق كالشجاعة والعفّة والسخاء كلٌّ منها صورة علمية راسخة، موجبة لتحقق آثارها ، مانعة عن التلبس باضدادها من آثار الجبن والتهور والخمود والشره ، والبخل ، والتبذير.

ومن هنا يظهر ان هذه القوّة المسماة بقوّة العصمة سببٌ شعوري علمي غير مغلوب البتة ، ولو كانت من قبيل ما نتعارفه من أقسام الشعور والإدراك لتسرّب إليها التخلّف ، وخبطت في أثرها أحياناً.

فهذا العلم من غير سنخ سائر العلوم ، والإدراكات المتعارفة التي تقبل الاكتساب.

ثم يقول قدس سره ـ : فقد بان من جميع ما قدّمناه انّ هذه الموهبة الالهية التي نسميها قوّة العصمة نوع من العلم والشعور يغاير سائر أنواع العلوم في انه غير مغلوب لشيء من القوىٰ الشعورية البتة ، بل هي الغالبة القاهرة عليها المستخدمة إيّاها ولذلك كانت تصون صاحبها من الضلال والخطيئة مطلقاً ) (9).

فقوله : ( إنّ الأمر الذي تتحقق به العصمة نوعٌ من العلم يمنع صاحبه عن التلبس بالمعصية والخطأ ) قول دقيق وصحيح ، فالعلم أمرٌ تتحقق به العصمة ، أي ان العصمة شيء والعلم أمرٌ آخر.

ويمكن ان يقال حينئذٍ انّ العلم بلا ريب له تأثيره الأكبر في العصمة ، ولذا قال تعالىٰ : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28]، فحتىٰ الخشية ولعلّها من مراحل العصمة الأولىٰ أيضاً منشؤها العلم ، ولذا حصر الخشية لله من عباده بالعلماء كما هو ظاهر الآية ، وهذا تامٌّ لا غبار عليه.

إلاّ أنّ قوله بعد ذلك : ( ومن هنا يظهر ان لهذه القوّة المسماة بقوّة العصمة سببٌ شعوري علمي غير مغلوب ألبتّة ) يوجب إرباكاً ، فهو يجعل قوّة العصمة : قوةً وسبباً شعورياً علمياً غير مغلوب. ثم نراه يقول أخيراً :

العلم والشعور يغاير سائر أنواع العلوم في انّه غير مغلوب لشيء من القوىٰ الشعورية البتّة ).

فيُعرِّف العصمة بالعلم.

بل في استطراد كلام له في موضع آخر يقول بصريح العبارة : ( العصمة الالهية : التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإنسان من باطل الاعتقاد ، وسيّء العمل ) (10).

وللتحقيق في هذا مجالٌ آخر ، وإنّما كان قصدنا تذكير القارئ بذلك ليراجع مظانّه إن شاء.

ولنتبرّك بذكر بعض معاني العصمة من كلام الإمام الرضا عليه السلام : « إنّ

الإمامة خصَّ الله عزَّ وجلَّ بها إبراهيم الخليل عليه  السلام بعد النبوة والخلّة ، مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه بها ، وأشاد بها ذكره ، فقال :

( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ..

إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء... إنّ الإمام زمام الدين ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعزّ المؤمنين ... .

الإمام يحلُّ حلال الله ، ويحرّم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلىٰ سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة ...الإمام الماء العذب علىٰ الظماء ، والدال علىٰ الهدىٰ ، والمنجي من الردىٰ... والدليل في المهالك من فارقه فهالك... الإمام المطهّر من الذنوب المبرّأ عن العيوب... الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كلّه ، من غير طلب منه له ، ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضِّل الوهاب. فمن الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ؟! .

هيهات هيهات ... .

فكيف لهم باختيار الإمام ؟ والإمام عالم لا يجهل ، وراعٍ لا ينكل معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ... نامي العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة ، عالم

بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عزَّ وجلَّ ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله (11) .

__________________

 

(1) راجع المصباح المنير : 417 مادة « عَصَمَ ».

(2) مختار الصحاح : 437 مادة « عصم ».

(3) راجع لسان العرب 12 : 403 مادة « عصم ».

(4) النكت الاعتقادية / الشيخ المفيد 10 : 37 مصنّفات الشيخ المفيد ط ـ المؤتمر العالمي.

(5) حق اليقين / السيد عبدالله شبر 1 : 91.

(6) الأمالي / السيد المرتضى 2 : 347 دار إحياء الكتب العربية ـ مصر ط 1.

(7) شرح تجريد الاعتقاد / العلاّمة الحلي : 365.

(8) عقائد الإمامية / الشيخ محمد رضا المظفر ، تحقيق محمد جواد الطريحي : 287 مؤسسة الإمام علي عليه السلام.

(9) الميزان / السيد الطباطبائي : 5 / 78 ـ 80.

(10) الميزان / السيد الطباطبائي 16 : 312.

(11) اُصول الكافي / الكليني 1 : 198 / 1 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ، كتاب الحجّة.

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.